«فيد».. معلم أثري بحائل يدخل قائمة المواقع التاريخية السعودية

عقب اكتشاف مدينة يتجاوز عمرها 1300 سنة

سعي سعودي لأن يكون موقع فيد أهم المواقع التاريخية التي تحاكي عصورا إسلامية سابقة (تصوير: فريح الرمالي)
TT

تعمل جهات حكومية وأهلية في حائل (شمال السعودية) على قدم وساق، لتهيئة وتدعيم البنية التحتية لعدد من المواقع السياحية، تمهيدا للإعلان عنها كوجهات سياحية جديدة بالمنطقة.

يأتي ذلك التوجه عقب عثور فريق بحثي على مدينة قديمة، يتجاوز عمرها أكثر من 1300 سنة، بمساحة إجمالية تقترب من 50 ألف متر مربع، بعد أن طمرتها الرمال بالكامل. ويعد الموقع الذي تم العثور عليه في فيد بحائل، أهم المدن الإسلامية في عصر الخلافة العباسية.

وتتميز المدينة المكتشفة بتوسطها الجزيرة العربية، إضافة إلى كونها أحد المواقع الرئيسية لـ«درب زبيدة» الخاص بنقل المياه، بمسافة تقدر بـ1500 كم، انطلاقا من الكوفة في العراق، إلى مكة المكرمة، وهو ما يطلق عليه في التاريخ القديم، طريق الحجاج الشمالي، إضافة إلى كونها من أهم المدن الرئيسية في الخلافة العباسية، كالكوفة والمدينة المنورة، للكثافة السكانية فيها، ووقوعها على طريق رئيسي للحجاج، وقبلة للتجار وتبادل البضائع في تلك الفترة.

وتشرف على تطوير الموقع الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي تتعاون هي الأخرى مع الهيئة العليا لتطوير حائل، ويجري العمل حاليا على تطوير الخدمات البلدية، وربط المدينة بالطرق السريعة والفرعية، لتسهيل وصول السياح والزوار والباحثين، بالإضافة إلى إيجاد فرص استثمارية سياحية في الموقع.

وأكد مدير مشروع فيد الأثري الباحث جهز الشمري في تصريحات لـ« الشرق الأوسط» على وجود مخطط، تسعى من خلاله الجهات المشرفة على الموقع إلى أن يكون من الوجهات السياحية الثقافية الجاذبة للسياح، لما تتمتع به من مقومات وإرث تاريخي، يعززه الاكتشافات التي حققها الفريق المختص بالتنقيب.

وأوضح الشمري أن الفريق العلمي المكتشف للمدينة تعامل بأدق التفاصيل العلمية والتوثيقية مع المعطيات خلال عملهم على مدى أربعة أعوام، وفي كل موسم يتم الكشف عن معلم اثري، كأسوار المدينة الضخمة، والتي من خلالها تم التعرف على النسيج المعماري للمدينة، وبالإضافة إلى الكشف عن أبراج ودعامات ضخمة.

وبين الباحث الشمري أن أبرز الأعمال التي تم الكشف عنها أثناء التنقيب، العثور على أقدم نقش إسلامي بمنطقة حائل بالقرب من المدينة، كما تم الكشف عن أقدم جامع في منطقة حائل يعود للفترة المبكرة في الإسلام، بالإضافة إلى اكتشاف تحفة معمارية هي الوحيدة من نوعها في الجزيرة العربية، وهي عبارة عن فسقية الحصن «بركة ماء» مثمنة الشكل.

وتتوافد حاليا على المتحف الأثري الميداني بموقع التنقيب في المدينة القديمة، أعداد كبيرة من السياح والمهتمين بالآثار ودبلوماسيين غربيين، ويعرض القائمون على المتحف أهم القطع المكتشفة خلال عمليات التنقيب، يُصاحبها عرض مصور لمراحل الأعمال الميدانية خلال السنوات الأربع الماضية للفريق البحثي والعلمي السعودي عن المدينة الأثرية.