«الصرف الصحي» يجمد الاستثمارات في كورنيش الدمام 3 سنوات

بينما يتجدد الجدل بين أمانة الشرقية ومديرية المياه

المشكلة التي تقف أمام تنشيط الاستثمارات في المتنزه وسرعة إنجازها توفير خدمة الصرف الصحي للموقع («الشرق الأوسط»)
TT

تصاعدت وتيرة الجدل بين أمانة المنطقة الشرقية والمديرية العامة للمياه في المنطقة، حول قضية الصرف الصحي في منطقة كورنيش الدمام، بعد تصاعد شكاوى مستثمرين من تباطؤ مشروع الصرف على مدى 3 سنوات.

ففي الوقت الذي أكدت فيه الأمانة - على لسان أمينها - سعيها إلى ربط الموقع المعني بالشبكة التي تخدم الأحياء المجاورة، فإن مديرية المياه تؤكد جاهزيتها لتنفيذ الربط متى ما أنجزت الأمانة نقطة التجميع.

وفي ظل ذلك، فإن الذي يزور منتزه الملك عبد الله - الواجهة البحرية - في الدمام، لا يلحظ أي تغير في مكونات المنتزه، أو زيادة في الخدمات التي يمكن أن يحصل عليها منذ افتتاح المنتزه من 3 سنوات، حيث تنجز المشاريع الخدمات من مطاعم ومقاه ومطاعم وجبات سريعة ببطء شديد.

يشار إلى أن الموقع الذي حققت مدينة الدمام من خلاله المركز الثاني على مستوى المدن العربية في الوعي البيئي.. والمنتزه لا يبعد إلا مسافة محدودة جدا عن شبكات الصرف الصحي التي تخدم الأحياء المجاورة له، بحسب قول المسؤولين في الأمانة ومديرية المياه، ولا يتمتع بهذه الخدمة مما جعل الاستثمارات وتنويع الخدمات التي يحتاجها الزائر تتوقف على حالها منذ افتتاحه.

ويقف ربط المنتزه ومرافقه الحيوية والمواقع الاستثمارية والمخصصة للمطاعم والمقاهي، بخطوط الصرف الصحي للأحياء المجاورة للمنتزه عقبة أمام استكمالها وتدشينها لتقديم خدماتها لزوار الموقع، الذي يصل ذروته في الإجازات والأعياد الرسمية، وحيث دشن المنتزه بشكل رسمي في شهر يوليو (تموز) عام 2007، بطول يصل إلى نحو 4.5 كم.

وبينما يجد الزائر لمدينة الخبر وفرة في الخيارات والمواقع التي تقدم جملة من الخدمات التي الشباب والعائلات من المطاعم والمقاهي والأسواق القريبة وصالات العرض، فإن الواجهة البحرية في الدمام لم تنشط مواقعها الاستثمارية بالصورة التي تجعلها منافسة حقيقية لنظيرتها في الخبر، وخيارا للعائلات والشباب في أي وقت.

يقول المهندس ضيف الله العتيبي، أمين المنطقة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن جميع المواقع الاستثمارية في المنتزه تمت ترسيتها عبر مزادات على مستثمرين، كما تم تسليم المواقع للمستثمرين، إلا أنها تسير ببطء شديد، حيث أكد العتيبي أن المشكلة التي تقف أمام تنشيط هذه الاستثمارات وسرعة إنجازها، توفير خدمة الصرف الصحي للموقع، وأضاف أن بعض المستثمرين يفضل دفع إيجار الموقع حتى يتم ربطه بشبكة الصرف الصحي.

في حين ردت المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية على لسان مديرها العام المهندس، أحمد البسام، لـ«الشرق الأوسط»، بأنها تعمل بالتنسيق مع أمانة المنطقة الشرقية، لإنجاز نقطة تجميع لتدفقات الصرف الصحي، بهذه المنشآت حتى تتمكن المديرية من ربطها بشبكة الصرف الصحي لمدينة الدمام. وشدد المهندس البسام على أن المديرية جاهزة لعملية الربط فور إنجاز نقطة التجميع من قبل الأمانة، مبينا أن الأحياء السكنية القائمة في الواجهة البحرية مخدومة بشبكة الصرف الصحي. وبالعودة إلى المهندس العتيبي، أكد أن الأمانة طرحت الكثير من الحلول لتجاوز مشكلة الصرف الصحي.

وبحسب العتيبي، فإن الأمانة تمنح المستثمرين فترة إعفاء من الإيجار لـ5 في المائة من وقت الإيجار المتفق عليه، الذي يتراوح بين 20 و25 سنة للاستثمار في المواقع.

وتابع العتيبي أن هناك خدمات متوافرة مثل الكهرباء، بينما توجد حلول لبقية الخدمات الأخرى، مثل وجود الجوال بديلا لخدمات التليفون الثابت، لكن المشكلة الرئيسية التي تعيق النشاط في المنتزه مشكلة الصرف الصحي.

ولمح العتيبي إلى أن الأمانة تسعى إلى التنسيق مع مديرية المياه لربط شبكة الصرف الصحي للمواقع الاستثمارية ودورات المياه العامة في مختلف أجزاء المنتزه بالشبكات المحيطة في الأحياء القريبة من المنتزه.

وتضم الواجهة البحرية في الدمام 19 موقعا استثماريا، ما بين بوفيهات وكافيتريات، بالإضافة إلى 4 مطاعم تعمل قبل تحويل الكورنيش إلى واجهة بحرية، حيث تم تخصيص مساحات للاستثمار، بينها موقع للمتحف الإقليمي للمنطقة الشرقية، إضافة إلى 4 مواقع استثمارية أخرى على شكل مطاعم ووحدات تجارية وصالة بولينغ.

من جانبه أكد سعد البلحي، أحد المستثمرين في الواجهة البحرية، لـ«الشرق الأوسط»، أن العقبة التي تواجه المشاريع الحالية في الواجهة البحرية هي الصرف الصحي، حيث يصعب استكمال المشاريع من دون أن تنفذ الخدمة، مؤكدا أن المشاريع تواجه هذه المعضلة بتنفيذ المشاريع ببطء شديد حتى تحل من قبل الجهات المعنية.

وينفذ البلحي مشروعا استثماريا ترفيهيا ثقافيا، على مساحة 6000 متر مربع، عبارة عن مطعم شعبي على هيئة قرية شعبية تتكون من 6 قلاع، ترمز إلى الأقاليم السعودية المختلفة، وكذلك متاحف وسوق شعبية مصغرة للأعمال الحرفية، ومطعم بحري.

يشار إلى أن الواجهتين البحريتين لكل من الدمام والخبر حازت بسببهما المدينتان على جوائز عربية، حيث حازت مدينة الخبر عام 2006 جائزة ثاني أجمل مدينة عربية، فيما فازت الدمام للعام الحالي بالجائزة ذاتها.

الحل المؤقت الذي لجأت إليه الأمانة لحل مشكلة دورات المياه، وكذلك الذي لجأ له بعض المستثمرين، هو استخدام صهاريج لسحب مياه الصرف الصحي، لاستمرار استقبال المنتزه لزوراه.