السعودية تتبنى إطلاق أول قاموس عالمي موحد للصم المسلمين

بتعاون سعودي بريطاني ورعاية البنك الأهلي

TT

اتفق الصم في كل من السعودية والمملكة المتحدة على إنتاج أول قاموس دولي موحد للغة الإشارة خاص بأداء الشعائر والمناسك، يمثل المرجعية لفئة الصم المسلمين في العالم، حيث وافق البنك الأهلي على تبني الفكرة وإخراجها للوجود في أقرب فرصة. جاء ذلك خلال اجتماع ضم وفدا من منظمة الإشارة البريطانية للصم، ونادي الصم في جدة، مع مسؤولين في البنك الأهلي.

وأوضح صدقة مسلم مدير منظمة الإشارة للصم في بريطانيا لـ«الشرق الأوسط» أن نتائج تجربتهم في ترجمة خطبة الجمعة إلى لغة الإشارة الإنجليزية بينت إمكانية إنتاج لغة مشتركة بين الصم في جميع دول العالم التي تشهد بها لغة الإشارة اختلافا من دولة إلى أخرى، مشيرا إلى أنهم بلوروا إشارات خاصة بهم، غير أنها تستند إلى اللغة الإنجليزية.

وقال في حديث لـ« الشرق الأوسط»: «تم استقاء لغة الإشارة التي نستخدمها من عدة دول غربية، لا سيما أنها كونت لغة الصم البريطانية، إلا أن أكثر لغات الصم ثراء تتمثل في الفرنسية والأميركية والبريطانية على مستوى العالم»، مطالبا بضرورة عمل المسلمين على توحيد لغتهم الخاصة بتعاليم الدين. وزاد: «علمت الآن أن هناك لغة إشارة عربية، ومنها نأمل في إنتاج لغة إسلامية موحدة خاصة بأعمال المناسك».

وأفاد مدير منظمة الإشارة أنه تم اعتماد الإشارات التي تبناها مجتمع الصم البريطانيين ضمن لغة الإشارة البريطانية، التي من السهل توحيدها وضمها إلى اللغة الإسلامية المنشودة. وأضاف: «جاءتنا طلبات عدة من دول العالم المختلفة فور إعلاننا عن برنامج العمرة، غير أن عدم وجود لغة موحدة بيننا وبين الصم من خارج بريطانيا كان بمثابة عقبة اصطدمنا بها، الأمر الذي أدى إلى اقتصار الحضور على عضويتنا فقط».

وقال عبد الكريم أبو النصر الرئيس التنفيذ للبنك الأهلي لـ«الشرق الأوسط» إن هؤلاء الشباب جاءوا إلى الأراضي السعودية لأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة، ووجدوا الأجواء مواتية هنا لمساعدتهم في إنتاج هذا العمل، وقيام أعمال مشتركة مع نظرائهم في السعودية».

وبيّن أن تعاون البنك في تطوير المرجعية اللغوية لمستخدمي الإشارة عمل يخدم الجميع، خصوصا الصم في أوروبا الذين يعيشون في بيئة غربية، يصعب فيها كثيرا ممارسة الشعائر الإسلامية مقارنة بما هو متوفر في دول العالم الإسلامي.

من جهتها، كشفت لـ«الشرق الأوسط» فائزة نتّو رئيسة نادي الصم النسائي، عن زيارة مرتقبة للصم السعوديين إلى العاصمة البريطانية بوفد يتكون من 20 من الصم ما بين ذكور وإناث، وذلك بهدف اكتساب الخبرات وتنفيذ عدد من الاتفاقيات مع نظرائهم هناك، إلى جانب تجسير الهوة الموجودة بين لغتي الإشارة للجانبين.

ولفتت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الصم في جدة استطاعوا اختراع نحو 3500 إشارة في قاموسهم، مختصة بالشعائر الدينية، إلا أنها تصب في لغة الإشارة العربية. يشار إلى أن وفد الصم البريطاني الذي يضم 15 صماء و20 أصما، كان قد أدى الأسبوع الماضي مناسك العمرة بلغة الإشارة الإنجليزية، بمرافقة مترجمين للغة الإشارة.