قضايا المرأة «بطلة» 41% من قصص الصحافة السعودية

برصيد 1854 مادة تم نشرها خلال شهر واحد.. تصدرتها المظالم النفسية والحقوقية

TT

استحوذ «هوس» الاهتمام بقضايا المرأة على نحو 41 في المائة من مجمل المواد المنشورة في الصحف السعودية خلال شهر واحد فقط، وذلك حسبما كشف رصد إعلامي أصدره مركز باحثات لدراسات المرأة في الرياض أول من أمس، وتناول فيه تحليل جميع الأطروحات الإعلامية المنشورة خلال الفترة من منتصف شهر يناير (كانون الثاني) وحتى منتصف شهر فبراير (شباط) من العام الحالي 2010.

وركز الرصد على وسائل الإعلام المقروءة (الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية)، كاشفا نشرها 1854 مادة عن موضوعات المرأة السعودية خلال شهر واحد فقط، بينما بلغت نسبتها في الصحافة 41.3 في المائة، جاء حجم المواد التي تتناول موضوعات المرأة السعودية في المواقع الإلكترونية بنسبة 58.3 في المائة من مجمل المنشور فيها، بينما لم تتعد نسبة ما تم نشره من موضوعات ذات علاقة بالمرأة السعودية في المجلات ما نسبته 0.3 في المائة فقط.

وتصف الدكتورة شيرين سلامة السعيد، أستاذة الإعلام في جامعة الملك سعود في الرياض، هذه النسب بـ«الكبيرة جدا»، معتبرة تضاعف الاهتمام الإعلامي بقضايا وموضوعات المرأة السعودية أمرا يعكس الرغبة في تمكينها وتحسين أوضاعها المجتمعية، وهو ما تراه «أمرا مستحبا لكسر الحاجز النفسي والاجتماعي الذي يواجه المرأة - أحيانا - تجاه بعض الموضوعات».

إلا أنها استدركت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» لتؤكد خطورة إقصاء المرأة وعزلها في إطار معين في بعض الأطروحات الإعلامية، قائلة: «من المهم معالجة أخبار وموضوعات المرأة باعتبارها جزءا من المجتمع، بعيدا عن التعاطي معها بـ(فئوية)، بالتالي يجب أن لا يتم التركيز على النساء لمجرد أنهن نساء، بل لأنهن فاعلات حقيقيات داخل المجتمع».

وبالعودة للرصد الإعلامي، فقد تم حصر أعلى عشر موضوعات ركزت على المرأة، حيث جاءت المظالم النفسية في المرتبة الأولى منها بنسبة 21 في المائة، ثم المظالم الحقوقية بـ14.6 في المائة، تلتها المظالم الأخلاقية والمظالم الاجتماعية بنحو 12 في المائة لكل منهما، ثم قضايا تنمية المرأة بـ10.4 في المائة، تلاها موضوعات تمكين المرأة بـ9.6 في المائة، وجاءت نسبة الأمراض بـ8.8 في المائة، والمظالم الطبية بـ7 في المائة، أما قضايا العنف ضد المرأة فبلغت نسبتها 6.8 في المائة، في حين تم تناول موضوعات أخلاق المرأة وتعاملها مع الآخرين بنسبة 5.8 في المائة.

وفيما يخص توزيع المواد الصحافية ذات العلاقة بموضوعات المرأة السعودية، فقد ظهر أن الحجم الأكبر منها يتمثل في الأخبار بنسبة 38.1 في المائة، أما التقارير والتحقيقات والاستطلاعات فقد بلغت نسبتها 11.8 في المائة فقط مما نشر، بينما المقالات وافتتاحيات الصحف وبريد القراء بلغت 3.2 في المائة، ولم تزد نسبة ما نُشر من حوارات وتصريحات وبيانات عن 1.7 في المائة من مجمل ما تم نشره.

أما مقالات كُتاب الرأي، فقد أظهر الرصد الإعلامي تسجيل الكُتاب مواقف في نحو 60 مقالا، بارتفاع الضعف تقريبا عن الشهر الذي سبقه، وبتصنيف الكُتاب حسب عدد المقالات التي كتبوها حول المرأة السعودية، فإن نحو 86 في المائة منهم كتب مقالا واحدا فقط خلال تلك الفترة، فيما 8 في المائة كتبوا مقالين، أما الذين كتبوا أكثر من مقال عن المرأة السعودية في شهر واحد فقد بلغت نسبتهم نحو 5 في المائة فقط.

وعن الاتجاه العام للموضوعات التي اهتمت بقضايا المرأة السعودية، فقد أظهر الرصد أن نحو 58 في المائة منها تمثل «الرأي المؤيد» الذي يميل إلى المديح والثناء أو التأييد، بينما 34 في المائة تم وصفها بـ«الرأي المعارض» الذي يميل للانتقاد أو عدم التأييد، وأخيرا، جاء «الرأي المحايد» بنسبة 8.2 في المائة وهو الموقف أو الاتجاه الذي لا يبدو فيه النقد أو التأييد.

في حين علق القائمون على الرصد الإعلامي على هذه النتائج بالقول «إجمالا، الوسائل الإعلامية تناولت بالتركيز موضوعات المظالم الحقوقية والأخلاقية، وتناولت كذلك بشكل واضح موضوع العنف ضد المرأة، وتنوعت مقالاتها في هذا الجانب في مختلف الوسائل الإعلامية، كما تطرقت الوسائل الإعلامية إلى موضوعات المظالم الاجتماعية وعمل المرأة وتمكين المرأة».

تجدر الإشارة إلى أن مركز باحثات لدراسات المرأة هو مركز بحثي متخصص في دراسات المرأة، تم افتتاحه في مدينة الرياض قبل نحو 3 أعوام، ومن أبرز أنشطته إعداد البحوث والدراسات والاستشارات في قضايا المرأة الفكرية والثقافية والعلمية. فيما يصدر عن المركز تقرير دوري بعنوان: «تحليل آراء الكُتاب والوسائل الإعلامية تجاه قضايا المرأة السعودية»، يرصد اتجاه الوسائل الإعلامية المقروءة (الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية) وكذلك موقف الكُتاب من قضايا المرأة السعودية.