التعليم والتدريب «عن بُعد» يعود إلى الساحة الأكاديمية السعودية بعباءة تعزيز البيئة الإلكترونية

خبراء ومختصون محليون ودوليون يبحثون في 3 أيام واقع الاستخدامات التقنية في القطاع الأكاديمي

جامعة الملك سعود تعيد ملف التعليم عن بعد إلى الواجهة مجددا بندوة تجمع مختصين سعوديين وخبراء دوليين، الاثنين المقبل (تصوير: عبد الله عتيق) وفي الاطار الدكتور فهد الفهد
TT

ينفتح ملف التعليم والتدريب «عن بُعد» مرة أخرى في السعودية، بعد أن كان قد شكل حضورا لافتا، جراء تحذيرات وزارة التعليم العالي من الشهادات الوهمية ومكاتب تسويق المؤهلات الأكاديمية عن بُعد، لكن عبر تجمع علمي لجهة أكاديمية محلية.

وتجري الترتيبات النهائية في العاصمة، الرياض، لاستضافة ندوة، هي الأولى في نوعها، لبحث واقع التعليم والتدريب عن بعد في المملكة، تركز على ضرورة الاستفادة من التطورات في تعزيز بيئة التعليم والتدريب الإلكترونية المحلية.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فهد الفهد، رئيس اللجنة الإعلامية المنظمة، أن قسم تقنيات التعليم في كلية التربية، جامعة الملك سعود، ينظم الاثنين المقبل، «الندوة الأولى في تطبيقات تقنية المعلومات والاتصال في التعليم والتدريب»، تستمر 3 أيام، مؤكدا أن هذه الندوة تأتي في ظل الدور الواضح لتقنيات المعلومات والاتصال في تعزيز أنشطة جميع القطاعات، ومنها التعليم والتدريب.

وتأتي هذه الندوة العلمية، مقابل مجابهة شرسة من قبل الحكومة السعودية، ممثلة في وزارة التعليم العالي - المشرفة على قطاع التعليم ما فوق العام - تستهدف توعية السعوديين والمقيمين من الوقوع في شرك مكاتب الشهادات الوهمية المعتمدة على الدراسة عن بُعد.

بيد أن هذه المجابهة قابلتها الوزارة باعتراف لتطورات الحاصلة في المجال الأكاديمي العلمي، حينما أطلقت مركز التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في جهاز مستقل تعود إليه مؤسسات التعليم العالي كافة في المملكة، حين تطبيق برامج التعليم الإلكتروني، أو تلك التي عن بعد.

وكانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بوضع الخطة الوطنية لتقنية المعلومات، لتوصي بتبني التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وتطبيقاتهما في التعليم العالي، وإنشاء مركز وطني لتوفير الدعم الفني والأدوات والوسائل اللازمة لتطوير المحتوي التعليمي الرقمي خلال عام 2007.

وبيّن الدكتور الفهد أن الندوة تهدف إلى تعريف المجتمع التربوي بمستجدات وتطبيقات تقنيات التعليم والتدريب عن بعد، والتعريف بالمعايير اللازمة لتحقيق جودة التعلم والتدريب الإلكتروني عن بعد، وكذلك إتاحة الفرصة للمؤسسات التعليمية والتدريبية والعاملين في مجال تقنية التعليم بالتواصل وتبادل الأفكار.

وزاد الفهد أن الندوة ستزود العاملين في البيئة التعليمية والتدريبية بالتطورات الحديثة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وستدعم تشجيع الباحثين والمهتمين في تقنية التعليم والاتصالات في مجال التعليم والتدريب على تقديم منجزاتهم، مشددا على أن الهدف النهائي يكمن في الدعوة إلى الاستفادة منها في تعزيز بيئة التعليم والتدريب الإلكترونية المحلية.

وأكد الدكتور الفهد أن الندوة لقيت تفاعلا كبيرا من الأكاديميين والباحثين في مجال تقنية التعليم والتدريب في أميركا والعالم العربي، حيث نجحت اللجنة الإشرافية للندوة في استقطاب أسماء بارزة في المجال لتقديم البحوث وأوراق العمل للندوة.

ودعا الدكتور الفهد المهتمين بمجال التعليم والتدريب إلى حضور الندوة والمشاركة في فعالياتها، لا سيما أنها تعقد للمرة الأولى في جامعة الملك سعود، ويحضرها عدد من المختصين من داخل المملكة وخارجها.

وذكر المركز الوطني أن عملية إنشائه جاءت لتطوير سير العلم والتعليم ونقله من صورته التقليدية مع ظهور الحاجة الملحة نتيجة للانفجار السكاني الهائل، ولقلة أعضاء هيئة التدريس كما وكيفا، ولتقليل الهدر المالي والتنسيق في البرامج المعتمدة، وأساليب التدريب، وإنتاج المواد التعليمية.

وتم تأسيس نظام تعليمي متكامل يعتمد على تقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في المركز الوطني لدعم العملية التعليمية في مؤسسات التعليم الجامعي في مراحلها كافة ليوحد جهود الجامعات.