جدة: دعوة لدمج العيادات النفسية بالتخصصية في المستشفيات لمنع «الحرج»

شاوش لـ«الشرق الأوسط»: 30% من السعوديين يعانون أمراضا نفسية.. والنساء الأكثر

جانب من المؤتمر والحضور النسائي الكبير (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

بحضور نسائي كثيف، غاب عنه الرجال، دعا خبراء في الطب النفسي مشاركون في المؤتمر العالمي السادس للطب النفسي الذي تنظمه الجمعية السعودية للطب النفسي في جدة بمشاركة العديد من القطاعات الصحية، إلى إدراج عيادات الطب النفسي ضمن العيادات التخصصية والأقسام الطبية في المستشفيات العامة وذلك لإلغاء الحرج الذي فرضه المجتمع على زائري تلك العيادات وحتى العاملين فيها.

وأوضح الدكتور محمد بن عبد الله شاوش، استشاري الطب النفسي ونائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي، لـ«الشرق الأوسط»، أن عددا كبيرا من المرضى في المستشفيات العامة يحتاجون إلى العلاج النفسي بنسب متفاوتة، وهو الأمر الذي يستدعي وجود طبيب أو أخصائي نفسي في المستشفيات. وقال «مثلا مرضى الحروق 10 في المائة من علاجهم نفسي وكذلك المرضى المنومون في المستشفيات في غرف العناية المركزة يحتاجون العلاج النفسي بنسبة 80 في المائة» وأشار شاوش إلى النقص الكبير الذي تعانيه السعودية في مركز التأهيل النفسي، إضافة إلى النقص الأكبر في الكوادر السعودية القادرة على التعامل العلاجي مع المرضى النفسيين بنسبة تفوق 80 في المائة، وذلك بسبب سوء التخطيط ولاختلاف مخرجات التعليم عن سوق العمل، وهو الأمر الذي جعل حتى العاملين في هذا النشاط غير مؤهلين بالشكل المطلوب، كون التركيز على الجانب التربوي فقط دون الاهتمام في التعليم بالجانب الطبي والعلاج.

وبين شاوش أن نحو 20 إلى 30 في المائة من سكان السعودية، بحسب الأبحاث، يعانون من أمراض أو أعراض نفسية وأن نسبة في النساء أكبر بحكم العوامل البيولوجية وبسبب الوقوع تحت الضغوط الكبيرة وسيطرة الذكور على معظم جوانب الحياة.

وفي جانب المؤتمر أوضح الدكتور جلال حمود سيف، منسق الدراسات في مستشفى الأمل وعضو اللجنة المنظمة، إلى أن هناك نحو 2500 مشارك في المؤتمر لهذا العام منهم ألف شخص من المنظمين والخبراء والمتحدثين من السعودية وبعض الدول العربية والأوروبية والأفريقية.

مشيرا إلى أن المؤتمر في عامة السادس سيناقش نماذج العلاج الحديثة في الطب النفسي على مدار ثلاثة أيام، ويقدم في ورش عمل التدريب في طب النفس وعلم النفس بفروعه المختلفة التي يقدمها كبار أطباء الطب النفسي واعتماد الهيئة السعودية للتخصصات الطبية.

وأكد سيف لـ«الشرق الأوسط» أنه تم توجيه الدعوة لكافة طبقات المجتمع وتم استهداف المرشدين الطلابيين في المدارس في كافة المراحل، مشيرا إلى أن المؤتمر سيشهد نحو 35 محاضرة علمية يلقيها الخبراء المشاركون و26 ورشة عمل للصغار والكبار من الجنسين.

ودعا في هذا الصدد وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية لاختيار الأطباء والأخصائيين النفسيين للقيام بتلك المهمات في المدارس، كون الجانب التوعوي والوقائي هو الحل الأمثل للوقاية من الأمراض النفسية التي يمكن اكتشافها في الصفوف الدراسية منذ وقت مبكر.

وبالعودة للدكتور محمد بن عبد الله شاوش، استشاري الطب النفسي ونائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي، كشف لـ«الشرق الأوسط» أن الجمعية تدرس إدراج الرقية الشرعية على الأسس الصحيحة ضمن أجندة المؤتمر القادم وقال «القرآن الكريم لا يختلف الجميع على أنه شفاء ونريد الوصول إلى طرق الإقناع الحقيقية المبنية على الأدلة والاستشهاد لهذا العلاج الروحاني».