شرعت أمانة منطقة المدينة المنورة في تنفيذ إنشاء نحو 16 سدا في منطقة المدينة المنورة بتكلفة إجمالية تبلغ 280 مليون ريال وطاقة استيعابية تتجاوز 70 مليون متر مكعب، تشمل 7 سدود في محافظة العلا والمهد وينبع وبدر، إلى جانب ما يقارب 3 سدود أخرى في مركز أبيار الماشي، وسد واحد بمركز الفرع، ومثله في مركز اليتمة، والتي تعد سدود تحكم وتغذية وحماية.
وكشف لـ«الشرق الأوسط» المهندس صالح الجبلاوي، نائب مدير عام المياه في منطقة المدينة المنورة، عن تجاوز الطاقة التخزينية للسدود القائمة حاليا 100 مليون متر مكعب، فيما تزيد الطاقة التخزينية للسدود الجاري إنشاؤها على 70 مليون متر مكعب.
وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «جار العمل على تنفيذ توصية المجلس حول تقييم وضع السدود القائمة منذ السابق، عدا عن وجود انعكاسات إيجابية لتنفيذ خطة إنشاء السدود في منطقة المدينة المنورة والمتضمنة درء مخاطر السيول في كثير من المناطق والأودية، إضافة إلى تغذية المخزون الجوفي للمياه بالمنطقة».
يأتي ذلك في وقت اتخذ فيه مجلس منطقة المدينة المنورة قرارا بتوجيهات من الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير المنطقة حول عمل دراسة متكاملة عن احتياجات المنطقة من سدود الحماية والتخزين وفق ما ينسجم مع خطط العمل التي ينتهجها مجلس المنطقة، وبناء على المعايير التخطيطية للمخطط الإقليمي.
وتهدف تلك التوجيهات إلى عكس صورة متكاملة عن الخدمات المطلوبة على مستوى المنطقة وإدراج أولويات المشاريع سنويا في الميزانيات المقترحة لمختلف الجهات الخدمية من بينها ما يخص السدود.
وكانت المديرية العامة للمياه في منطقة المدينة المنورة قد كشفت عن وجود 12 سد حماية والمقترح تنفيذها خلال الخطة الخمسية التاسعة في مواقع مختلفة، وذلك من أجل استكمال منظومة السدود للمنطقة في المرحلة الحالية، مبينة أن ذلك يعد ملخصا للخطة الاستراتيجية التي تهدف إلى تنفيذ السدود في منطقة المدينة المنورة ضمن تحديد أولوياتها وأهميتها من حيث حماية مدن وقرى المنطقة من مخاطر السيول، إلى جانب مراعاة الاستفادة من مياه السيول في تغذية المخزون.
جاء ذلك خلال ترؤس الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس مجلس المنطقة، يوم أمس الثلاثاء، الجلسة الرابعة لمجلس المنطقة في دورته الأولى للعام الحالي.
وعلق المهندس صالح الجبلاوي قائلا: «يبلغ إجمالي عدد السدود المقترحة خلال الخطة الخمسية التاسعة نحو 126 سدا من بينها 12 سد حماية والتي تعطى الأولوية القصوى في إنشائها، بينما تختص السدود المتبقية، والبالغ عددها 114، بالتغذية»، لافتا إلى أنه لم يتم تحديد طاقتها التخزينية كونها ما زالت تحت الدراسة.
وأضاف: «إن الكثير من المناطق تعتمد على مياه التحلية كمصدر من مصادر المياه، غير أنه من المفترض تنمية وتعزيز المياه الجوفية وذلك عن طريق بناء السدود والاستفادة من مياه السيول أيضا».
من جهته، شدد الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس مجلس المنطقة، على الجهات الحكومية بضرورة متابعة تنفيذ المشاريع والاهتمام بإنجازها وفق الجدول الزمني المعتمد لها، موضحا أن ذلك يهدف إلى تحقيق الاستفادة لأهالي المنطقة.
يشار إلى أن الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة اجتمع أول من أمس برؤساء اللجان الفنية والقانونية والمتابعة المكلفة بدراسة الأودية ومجاري السيول بالمدينة المنورة، والذي شهد استعراض ومناقشة الدراسات التي تم إنجازها من قبل اللجان المكلفة بهذا الخصوص واعتماد عدد من التوصيات والإجراءات اللازمة في هذا الشأن.