الإنجليزية.. عنصر مهم للمعقبين السعوديين في كسب قوتهم

طبيعة العمل مع الجنسيات المختلفة فرضت عليهم تعلمها

TT

ليس لأنها لغة العصر كما يقال، أو لأنها لغة الاقتصاد والأعمال، أو حتى لغة العولمة كما يطلق عليها في أنحاء متفرقة في العالم، ترى معقبي الخدمات العامة في السعودية يتحدثون اللغة الإنجليزية ويحرصون على تعلم مفرداتها، بل لأن كسب قوتهم اليومي بات يعتمد على التحدث بهذه اللغة مع أفراد الجنسيات المختلفة، لإنهاء إجراءاتهم لدى الجهات الحكومية في البلاد. مشاهد متكررة احتضنتها مواقع متعددة في العاصمة السعودية الرياض؛ سواء كانت أمام الشركات التجارية، أو داخل مكاتب الخدمات العامة، أو حتى بين أروقة الأجهزة الحكومية، لشبان سعوديين امتهنوا عمل التعقيب «وهو تخليص شؤون العامة من مواطنين أو مقيمين لدى الجهات الحكومية»، أجبرهم تيار الحياة الحديثة على تحدث اللغة الإنجليزية؛ وإن كان يفتقد كثير منهم لأدنى المستويات التعليمية، وهو ما أجبرهم على العمل في هذا المجال.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» ناصر العنزي، معقب لدى 3 شركات (اثنتان منها أجنبيتان والأخرى سعودية)، أن اللغة الإنجليزية أصبحت جانب مهما من الجوانب التي يمارسها يوميا في أعماله، وذالك للتواصل مع منسوبي الشركات من الجنسيات المختلفة لمعرفة ما يحتاجونه من مختلف القطاعات سواء كانت الجوازات أو وزارة الخارجية أو وزارة العمل، مضيفا أن تعلمه للغة الانجليزية جاء من خلال مخالطته للأجانب العاملين في بلاده، حيث إنه لم يكمل تعليمه الثانوي والجامعي. ومن خلال ممارسته للغة الإنجليزية خلال عمله في التعقيب، قرر ناصر تعلم اللغة الإنجليزية والالتحاق بمعهد لتعليم اللغات الأجنبية، لإدراكه أهمية اللغة الإنجليزية، وما يمكنها أن تقدم له من تطوير لأعماله المختلفة في مهنة التعقيب، حيث يفكر في تطوير قدراته وإنشاء كيان تجاري خاص به يكون بمثابة الانطلاقة التجارية له.

وقال العنزي إن «السنوات القليلة الماضية في السعودية شهدت توافدا كبيرا لطاقات بشرية وعمالة من جنسيات مختلفة، أكثرها آسيوية؛ إذ لوحظ ارتفاع نسبة المتحدثين باللغة الإنجليزية بينهم، على عكس الحال قبل عقد من الزمن، حيث لم تكن اللغة الإنجليزية دارجة على الألسن بهذا الشكل»، مبينا أن اختلاط المعقبين السعوديين بأولئك الوافدين خلال تأدية أعمالهم، ساعدهم إلى حد كبير في تعلم مفردات من اللغة الإنجليزية.