«سوق هجر» في الأحساء ينعش إجازة الربيع

الحكواتي يستعرض التاريخ.. والنساء يبدعن في الأطباق الشعبية.. والأطفال يلونون الماضي

جانب من فعاليات «سوق هجر التراثي» في الأحساء («الشرق الأوسط»)
TT

يشهد مهرجان سوق هجر التراثي الذي يقام حاليا في واحدة من أقدم المناطق التاريخية في الأحساء، إقبالا من آلاف الزوار السعوديين والخليجيين الذين يفدون إلى الأحساء في موسم الربيع للتعرف على التراث الشعبي هناك.

وعبر إطلاق النسخة الأولى من مهرجانها السياحي «سوق هجر للتراث»، تعيد الأحساء إحياء جزء من تاريخها الضارب في القدم، وتستحضر من خلاله تاريخ «هجر» الذي عرفت به. وأشار الدكتور سامي الجمعان رئيس لجان الفعاليات إلى أن الأحسائيين دأبوا قبل 1400 سنة على إقامة سوق هجر في نهاية ربيع الآخر، بينما كانت تقام سوق المشقر في جمادى الآخرة.

وتقام السوق التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والآثار، في قصر إبراهيم الأثري، وهو أحد الآثار المهمة في الأحساء. وافتتحها يوم الخميس الماضي الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء، وتستمر حتى الجمعة المقبل.

واشتمل افتتاح السوق استعراض ملحمة «الحلم والأنا» (قصة إسلام عبد القيس). وأشار سامي الجمعان رئيس لجان الفعاليات إلى أن هذه الملحمة سيجري عرضها ثلاث مرات خلال أيام السوق.

ومن بين فعاليات السوق، أمسيات للشعر الشعبي والفصيح، وفي قرية هجر التراثية تنظم فعاليات ثقافية وتراثية وترفيهية، يتعرف من خلالها زوار السوق على الحرف والصناعات اليدوية التي كانت سائدة في الأحساء، كما يستعرض الحرفيون الذين يمارسون حرفهم بشكل حي أمام الزوار مصنوعاتهم الشعبية، وتشمل السوق عرضا للقطع التراثية يشارك فيه أصحاب المتاحف والمجموعات الخاصة الذين يمتلكون قطعا تراثية وأثرية حيث يتم عرضها للسياح وبيعها مباشرة، بالإضافة إلى ركن للمأكولات الشعبية، وركن آخر للطيور، والفنون الجميلة وعرض للصور الفوتوغرافية يحكي جانبا من تاريخ الأحساء وكذلك دورها في اكتشاف وصناعة النفط. كما ستخصص فعاليات نسائية تشتمل على عدة أنشطة ثقافية وتراثية مخصصة للنساء، كالأزياء الشعبية، والنقش على الحناء.

وحول الفنانون الأحسائيون جانبا من تراثهم إلى تمثيل درامي واستعراضي يحكي جانبا من تاريخ الواحة، بينها قصة الركائب المحملة بالبضائع المتنوعة التي كانت تأتي إلى ميناء العقير على الخليج العربي ومنه إلى سوق هجر، تلك القادمة من كل بقاع العالم، وقد صيغت هذه القصة بطريقة درامية مميزة، حيث تدخل مجموعة من الركائب من البوابة الجنوبية لقصر إبراهيم وهي محملة بالبضائع فيستقبلها التجار المحليون.

كما نظمت لجنة المسابقات مرسما حرا شارك فيه أكثر من 100 طفل وطفلة، واستمع زوار السوق إلى الحكواتي والحكواتية في عرض لقصص منوعة من التراث المحلي، وعلى المسرح قدمت فرقة الفنون الشعبية والفلكلور الشعبي وصلات منوعة، كما نظمت اللجنة التنفيذية للسوق مسابقة طبخ أفضل طبق للرجال والنساء بإشراف فندق «الأنتركونتننتال» وشارك مجموعة من الرجال والنساء وشهدت المسابقة تنافسا كبيرا في الطبخ أمام الجمهور.

علي الحاجي، المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار بالأحساء، أشار إلى أن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار «هو الذي وجه بأن يحمل هذا المهرجان اسم هجر»، لما للاسم من دلالة تاريخية لمحافظة الأحساء.

وأشار حاجي إلى أن استراتيجية تنمية السياحة الوطنية المستدامة أكدت أهمية الفعاليات السياحية في التنمية السياحية من خلال تحقيق الجذب السياحي للوجهات السياحية في المملكة، ومن ذلك تطوير مهرجانات سياحية ثقافية، وقال إن سوق هجر تهدف إلى إبراز المقومات السياحية الثقافية والتراثية في الأحساء والعمل على استثمارها سياحيا، وتكوين انطباع جيد وتجربة سياحية ممتعة للسائح مما يؤثر في حثه على العودة مرة أخرى، وإيجاد فرص عمل إضافية لأبناء المحافظة، والمساهمة في جعل المحافظة من أهم المقاصد السياحية الثقافية التراثية.

وقال إن المهرجان يهدف كذلك إلى جذب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح إلى الأحساء، لتعزيز المقومات السياحية التراثية والثقافية للمجتمع المحلي في محافظة الأحساء، وتحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية وتحقيق الفائدة الاجتماعية منه، وتحقيق الفائدة الاقتصادية من بيع المنتجات.