طالبة «إذاعة وتلفزيون» تغازل كرسي وزير الإعلام السعودي عبر فيلم وثائقي

لجين غوث ودلال العتيبي تحصدان جائزة الملتقى الإبداعي الأول المقام في دبي عبر فيلم «موجودة»

لجين غوث أمام ملصق فيلم «موجودة» («الشرق الأوسط»)
TT

خطبت فتاة سعودية تدرس في الإمارات «ود» كرسي الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام السعودي، عندما وضعت في آخر لقطة من فيلمها الذي كان بعنوان «موجودة»، عبارة «قريبا.. أول وزيرة إعلام في السعودية.. لجين غوث».

وعلى الرغم من قولها إن العبارة لم تكن سوى مجرد فكاهة لتعطي الفيلم نهاية سعيدة، حيث حرصت غوث (19 عاما) وتدرس في قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام في جامعة الشارقة، على استطلاع وسرد قصة نجاح المرأة في السعودية، فإن الفيلم حصد المركز الأول وجائزة مالية قدرها 10 آلاف درهم إماراتي، وذلك في مسابقة الأفلام الوثائقية، خلال الملتقى الإبداعي الأول للطلبة السعوديين في الإمارات العربية المتحدة، الذي نظمته الملحقية الثقافية السعودية في دبي، يوم العاشر من أبريل (نيسان) المنصرم.

وتسرد غوث لـ«الشرق الأوسط» قصة نبوع فكرة الفيلم بالقول: «أواجه وصديقتي في الكلية دلال العتيبي (19 عاما) بعض الاستغراب من قبل الناس فور معرفتهم أننا من السعودية، وندرس ونعيش معتمدات على أنفسنا». مشيرة إلى أن ما سمته بـ«الاستفزاز» من هذه المواقف فجرت الرغبة لديهما لقطع الشك باليقين.

وتكمل: «طرحنا الأمثلة الحية والشهيرة للمرأة في السعودية، وحاولنا تصحيح المفهوم الذي نعتبره خاطئا، بإبراز الجانب الإبداعي، إلى جانب التميز والحضور البارز الذي شهدته الأنثى السعودية، في مختلف المجالات، في فيلم مدته 8 دقائق، وهو من إنتاجنا من الفكرة إلى المونتاج مرورا بالتمثيل والتصوير والتركيب».

وتضيف غوث: «يتحدث فيلم (موجودة) عن إنجازات المرأة السعودية التي قارعت الصعاب لتصل إلى درجة عالية في مجالات متعددة، فمع وجود بعض الحواجز، إلا أن النساء السعوديات في البلاد وخارجها دحضن ما يشاع عن صعوبة تحقيق إنجازات وجوائز دولية ومحلية».

واسترسلت: «عرضنا تجارب لنساء سعوديات سجل التاريخ أسماءهن كأوائل في تخصصاتهن، مثل غادة المطيري أول سعودية تستخدم تقنية النانو في إجراء العمليات، ونورة الفايز أول نائبة لوزير التربية والتعليم وقد حضرت في الفيلم - عبر اتصال صوتي - والدكتورة خولة الكريع الحائزة على جائزة هارفارد للبحث العلمي، ومشاعل الشميمري أول سعودية تعمل في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، إلى جانب لطيفة الشيخ أصغر فارسة سعودية، ومنى أبو سليمان أول سفيرة سعودية للنوايا الحسنة، وسارة العتيبي أول سعودية تحوز شهادة الماجستير في الصحافة الإلكترونية.

من جانبه، قال الدكتور عبد الله الطاير وهو الملحق الثقافي السعودي في الإمارات: «حاولت الطالبتان في فيلم (موجودة) تأكيد وجود المرأة السعودية في جميع المجالات المتعلقة بالمجتمع، وسلطتا الضوء على المرأة في الإعلام بشكل خاص، كونهما تدرسان الإعلام، في وقت لم تتح فيه الجامعات السعودية دراسة الإعلام سوى في وقت متأخر».

وأضاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «استشهدت الفتاتان بكلام جميل على لسان خادم الحرمين الشريفين عن المرأة في السعودية، عندما قال في مقابلة تلفزيونية: (المرأة هي الأخت، وهي البنت، وهي الزوجة)»، إضافة إلى أقوال الأمير الوليد بن طلال في ما يتعلق بالدور الذي تلعبه المرأة السعودية في سوق العمل، إلى جانب مجموعة من الآراء التي تسند وجهة نظرها، وقدمت فيلما جميلا شد انتباه الجميع، ولم يخل من اللمحات الفكاهية، حينما وضعت عبارة «وزيرة الإعلام القادمة».

وفي ما يتعلق بالملتقى، أوضح الدكتور الطاير: «بحثنا عن إبداعات الطلاب السعوديين في مجالات البحث العلمي والأدبي والإعلامي، وتقدمت خمس أفلام وثائقية، إلى جانب مسابقات أخرى في الأدب والتصوير الفوتوغرافي وغيرها».

وأشار الملحق الثقافي إلى أن موظفي الملحقية لم يساندوا فكرة الملتقى في البداية، «إذ لم تكن لديهم الثقة في حضور الطلاب، وتفاعلهم في الاستكتاب والبحث». بيد أن موافقة الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، التي أتت عقب أسبوعين من رفع المقترح، إلى جانب تبني تمويل الجوائز بدلا من استقطاب رعاة، «دفعت الجميع في الملحقية إلى الاستعداد وتوجيه الدعوات» كما أشار الدكتور الطاير.

وزاد: «كنت أرى الثقة في أعين الطالبات والطلاب المشاركين، بعد أن دعا الطلاب إلى إعادة الملتقى في المستقبل، وذلك من خلال استطلاع آرائهم وانتقاداتهم ووجهة نظرهم في ما يتعلق بالملتقى».

واستطرد: «إن الطلاب في حاجة إلى الاجتماعات الدورية، ويبحثون دائما عمن يحفز هذا الإبداع لديهم».

مستدلا بأحد الطلاب الذي أكد له في بداية الملتقى أن هدف وجوده للفرجة فقط، فيما سأله بعد نهاية الملتقى عن الموعد القادم، إذ أكد أنه سيشارك. مطالبا بعدم تهميش الشباب، وضرورة منحهم الثقة التي تولد الإبداع.