مهرجان الصحراء يطلق أول برنامج تعليمي للعرضة السعودية

احتضن جملة من الفعاليات الثقافية.. من بينها رواية القصص القديمة

TT

دشن مهرجان الصحراء الثالث، الذي تجري فعالياته هذه الأيام في مدينة حائل شمالي السعودية، أول برنامج لتعليم والتدريب على فن العرضة السعودية والرقص بالسيف وكيفية تعلم أدائه وأبرز مهاراته في التراث السعودي الأصيل.

ويأتي ذلك بإشراف مباشر من اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الصحراء الثالث، اعتزازا بالعرضة التي تعتبر فنا حربيا كان يؤدى في منطقة نجد وسط البلاد، وعرفت لعدة سنوات باسم «العرضة النجدية»، حيث كان هذا اللون يؤدى في المعارك الحربية قبل وفي أثناء توحيد أجزاء البلاد ليتحول المسمى لاحقا إلى «العرضة السعودية»، وهو لون استهوى السكان ويقام عادة في مواسم الأفراح والأعياد بعد أن كان مقصورا على حالات الحروب والانتصارات.

وذكر عبد الله الزومان أحد منظمي المهرجان، لـ«الشرق الأوسط» أن برنامج تعليم العرضة السعودية، يعد الأول من نوعه على مستوى البلاد، مبينا أن الدورات التدريبية تستهدف الزوار من الرجال وتقدم بشكل يومي حسب رغبة الزائر لتعلم أداء العرضة بلون منطقته القادم منها بالإضافة لكيفية الإمساك الصحيح بالسيف.

ومن أبرز مستلزمات العرضة: الراية أو البيرق والسيوف والبنادق، إضافة إلى الطبول، في حين تتطلب العرضة صفوفا من الرجال يتم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى مجموعة منشدي قصائد الحرب، والثانية مجموعة حملة الطبول، حيث يتوسط حامل العلم صفوف المجموعتين ليبدأ منشدو القصائد في أداء الأبيات وترديدها، ثم تليها الرقصة مع قرع الطبول لترتفع السيوف ويتمايل الراقصون جهة اليمين أو جهة اليسار مع التقدم عدة خطوات إلى الأمام، في وقت يكون المنشدون في صف واحد ويستخدمون طبولا مختلفة يطلق على الكبيرة منها «طبول التخ»، أما الصغيرة منها فيطلق عليها «طبول التثليث»، ويتردد بصوت يسمعه الحاضرون: «خمر.. ثلث»، ولعل طبول التثليث اكتشفت مع العرضة السعودية بهدف رفع المعنويات واستعراض القوة في أثناء الحروب، كما تعد الأزياء الخاصة بالعرضة ركنا أساسيا لإقامتها وأدائها، بما يحقق عنصر الإبهار الجمالي للراقصين، حيث جرت العادة أن يلبس مؤدو العرضة زيا خاصا صنع من قماش فضفاض واسع يسمح بسهولة الحركة للراقص، ويصنع الزي من قماش أبيض اللون ويكون خفيفا، وفوقه يرتدي المؤدي للعرضة قطعة سوداء تسمى «القرملية»، وهي ذات أكمام طويلة في العادة تلبس مع الشماغ أو الغترة والعقال.

ويشكل السيف عمادا للرقصة، حيث لا يمكن إتمام العرضة دون السيف، وفي الوقت الحاضر يلبس الراقص في العرضة «محزما» يوضع فيه الرصاص الخاص بالبنادق، في حين يتطلب الأمر ضرورة تسخين الطبول إما بوضعها في الشمس أيام الصيف، وإما بتسخينها على نار هادئة إذا كانت العرضة تقام شتاء، أو عند عرضها ليلا في غياب الشمس حتى يكون وقع قرعها عاليا وجميلا، وبالإيقاع الذي يتوافق مع إنشاد الصفوف.

وبالتوازي مع إطلاق البرنامج أوجد القائمين على المهرجان برنامجا موازيا، هو برنامج الراوي، ويشمل الجيلين السابق والحالي، ويعيد الذكريات للروايات القديمة في الصحراء السعودية حيث حرص منظمو المهرجان على أن تكون الفعاليات مرتبطة بأبطال الصحراء حتى تكون هناك ثقافة تراثية أصيلة ترتبط بالجيل الحالي وبرنامج الراوي عبارة عن مجلس يومي يقوم فيه راو بقص القصص القديمة المرتبطة بالصحراء وأبرز القصص التي تتحدث عن مكارم الأخلاق والأحداث التي تعبر عن الحياة في الصحراء في زمن من الحياة السعودية الصحراوية.

إلى ذلك، انخرطت 144 سيدة سعودية في السوق الشعبية المقام ضمن فعاليات مهرجان الصحراء لتلبية رغبات الزوار في تقديم الأكلات الشعبية والمنتوجات الحرفية كما أوضح محمد صياح منظم السوق الشعبية.

ولقيت الفعالية إقبالا كبيرا، وخصوصا عروض الصيد بالكلاب ومسابقة إعداد القهوة وهي مخصصه للزوار لاختيار أفضل من يقوم بإعداد القهوة حسب الطريقة الخاصة بالصحراء وكذلك مسابقة إعداد الجمرية «قرص النار».

وتواصل قافلة الإعلام السياحي في دورتها الثامنة زيارتها للمواقع السياحية بمنطقة حائل التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام بمشاركة 32 إعلاميا سعوديا.

وبين محمد الرشيد، المشرف على القافلة أن هدف الزيارة هو تسليط الضوء على المواقع الأثرية والسياحية بالمنطقة وتعريف المتلقي بها لجذب السياح والمستثمرين وإبراز الميزة النسبية في القطاع السياحي للمنطقة وإرثها التاريخي والحضاري.

وقال الرشيد إن المدة المقررة للزيارة 10 أيام تشمل زيارة جميع المواقع الأثرية والسياحية بالمنطقة وبعض قرى ومحافظات المنطقة وخصصت الأيام الثلاثة الماضية للتعرف على ما تضمه مدينة حائل من مواقع أثرية وتاريخية بالإضافة إلى المتاحف الخاصة، وحضور افتتاح مهرجان الصحراء الثالث.

وشدد الرشيد على أن قافلة الإعلام السياحي الخليجي ستزور السعودية في أكتوبر «تشرين الأول» المقبل وتشمل حائل والقصيم والرياض ومكة والمدينة وجدة والمنطقة الشرقية.