الاطاحة بـ195 مهربا للمخدرات.. وترجيحات بـ«علاقة مفترضة» لـ«القاعدة»

المتحدث باسم الداخلية: غالبية العمليات تمت على الحدود الشمالية والجنوبية.. ولن نتوانى عن طلب ملاحقة العصابات من الإنتربول

المتحدث الأمني بوزارة الداخلية خلال إلقاء الضوء على عمليات ضبط المخدرات والمهربين
TT

في حصيلة هي الكبرى في تاريخ السعودية، أعلنت وزارة الداخلية أمس عن الإطاحة بعصابات تهريب مخدرات، يبلغ قوام أعضاؤها 195 مهربا، غالبيتهم من السعوديين.

وكان من بين من أُلقي القبض عليهم مهربون من كل من: سورية، واليمن، وتركيا، والسودان، ومصر، بالإضافة إلى مجموعة من المجهولين.

وأبلغ اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، الصحافيين، أن عمليات القبض على هؤلاء المهربين، تمت خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وتحفظت الأجهزة المعنية بوزارة الداخلية، على ما يزيد على 8 ملايين قرص كبتاغون، وأكثر من طنَّين من الحشيش المخدر، وما يفوق 20 كيلوغراما من الهروين النقي.

وأثبتت التحقيقات مع من ألقت السلطات الأمنية القبض عليهم، تورطهم في تهريب ملايين من حبوب الكبتاغون، وكميات كبيرة من الحشيش المخدر، والهروين النقي، في عمليات منفصلة.

وقال اللواء التركي إن السلطات الأمنية قامت بإحباط بعض العمليات خلال مراحل تسليم المخدرات، والبعض الآخر إبان الاستعداد لعملية ترويجها.

وعكست الصور التي بثتها وزارة الداخلية أمس، لجوء أفراد عصابات المخدرات إلى استحداث طرق مبتكرة في عملية إخفاء المخدرات، عن طريق وضعها داخل قطع أثاث، أو التمويه على البعض منها بتغليفها بماركة تجميل نسائية، فيما يظهر على بعضها الآخر شعار «قناة الجزيرة الفضائية».

وأظهرت الصور، تحفظ السلطات الأمنية على قطع سلاح عُثر عليها بحوزة مهربي المخدرات.

لكن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، كشف عن أن العمليات المحبطة كافة لم يترافق معها أي تبادل لإطلاق النار مع المهربين، مما يعني عدم استخدامهم للأسلحة التي عُثر عليها بحوزتهم.

وأكد اللواء منصور التركي أن عمليات ضبط المخدرات تمت في غالبية المناطق السعودية، لكنه أشار إلى أن الحدود الشمالية والحدود الجنوبية كانتا المنطقتين الأهم اللتين نشطت فيهما عمليات تهريب المخدرات.

ولم يستبعد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، وجود روابط وصلات بين عملية الاتجار بالمخدرات، وتنظيم القاعدة، الذي قال إنه لجأ إلى هذه الطرق لصالح تمويل عملياته الإرهابية، بعد أن فشل في طرق التمويل التقليدية التي كان يتبعها في الماضي.

وأكد اللواء التركي أن استراتيجية بلاده في التعامل مع قضايا تهريب المخدرات، قائمة على استباق أي تحرك من المهربين، وعدم الانتظار حتى وصولهم إلى الأراضي السعودية، مؤكدا على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، والاستفادة من المعلومات التي تسفر عنها التحقيقات لناحية كشف العصابات الإجرامية التي تقف خلف عمليات التهريب.

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، حول ما إذا كانت الرياض من الممكن أن تلجأ إلى الشرطة الدولية (الإنتربول) لملاحقة من يثبت لديها ضلوعهم في عمليات التهريب من خارج البلاد، قال اللواء التركي: «متى ما توفرت الأدلة الكافية على ارتكاب هذه الجريمة، من الممكن اللجوء إلى شرطة الاتصال الدولية لملاحقة المتورطين».

لكن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أكد أن بلاده لا تشك أبدا في أن غالبية الأجهزة الأمنية تحارب ظاهرة انتشار المخدرات، مشيرا إلى أن الإشكالية تكمن في أن عصابات التهريب «ليست في متناول اليد»، وأن الوصول إليها يتطلب عملا أمنيا، وقد يتعداه إلى العمل العسكري.

وأجاب اللواء التركي على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، حول نتائج التحقيقات التي قام بها وفد أمني سعودي مع إحدى العصابات الباكستانية التي كانت تقف خلف عملية تهريب مخدرات لداخل السعودية، بقوله إن بلاده «حريصة على معرفة الطرق التي استخدمتها العصابة في استغلالها لمعتمرين في عملية تهريب المخدرات، نريد أن نعرف أكثر حول الطرق التي اتبعتها العصابة، بما يضمن عدم تكرار هذه الحادثة مرة أخرى».

وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية قد أعلن أمس أن الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت في عدد من العمليات الأمنية من إحباط تهريب وترويج كميات من الهيروين النقي والحشيش المخدر وأقراص الكبتاغون، والقبض على المتورطين بالمشاركة فيها وذلك في عدد من العمليات الأمنية التي تمت في عدد من مناطق البلاد.

وأشار بيان وزارة الداخلية السعودية، إلى أنه تم القبض على 94 شخصا، منهم 59 سعوديا، و8 سوريين، و6 يمنيين، وتركي وسوداني ومصري، بالإضافة إلى 18 شخصا من المتسللين مجهولي الهوية، لتورطهم في تهريب وترويج أكثر من 8 ملايين قرص كبتاغون تم ضبطها مخفاة بأساليب احترافية في لفائف ورق حائط وأقمشة نسائية، وداخل أدوات معدنية مخصصة للاستخدام في أعمال نشر الحديد، وفي معدات لصنع الحلوى والمعجنات، وفي مكعبات صابون.

وأوضحت الداخلية السعودية أنه تم القبض على 72 شخصا، منهم 49 سعوديا، و11 يمنيا، وسوري وهندي بالإضافة، إلى 10من المتسللين مجهولي الهوية لتورطهم في تهريب وترويج الحشيش المخدر حيث ضبط في حوزتهم ما يزيد على 2 طن من الحشيش المخدر.

كما ألقت الداخلية السعودية، القبض على 29 باكستانيا، لتورطهم في تهريب وترويج الهيروين النقي حيث ضبط في حوزتهم أكثر من 20 كيلومن الهيروين النقي.

وبذلك يكون إجمالي المقبوض عليهم في هذه العمليات 195 شخصا، منهم 108 سعوديون، و29 باكستانيا و17 يمنيا، و9 سوريين، وتركي وسوداني ومصري وهندي، بالإضافة إلى 28 شخصا من المتسللين مجهولي الهوية.

ونوه المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بالتعاون المميز والتنسيق مع مصلحة الجمارك في ضبط عدد من محاولات التهريب، وأكد أن رجال الأمن سيواصلون تنفيذ مهامهم لحماية المجتمع من آفة المخدرات ووقايته من أضرارها، وسيعملون بمهنية للحيلولة دون استهداف المجتمع وأبنائه في أمنهم أو سلامتهم والقبض على كل من يسعى لتهريب أو ترويج المخدرات بالسعودية وتقديمهم إلى القضاء لنيل جزائهم العادل على ما يسعون إليه من شرور وفساد.