«السياحة والآثار» لـ «الشرق الأوسط»: مشروع لإنشاء متاحف إقليمية في المناطق

في اتجاه لتطوير قطاع الآثار في السعودية

ترميم الآثار السعودية اخذ منحى جادا للحفاظ على تاريخ المنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مصادر مطلعة في هيئة السياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط» عن مشروع لإنشاء متاحف إقليمية في كافة مناطق في البلاد، على أن تكون البداية ببناء 5 متاحف في كل من الدمام وعسير والباحة وتبوك.

أوضح ذلك لـ«الشرق الأوسط» الدكتور علي الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، وأضاف أن الهيئة تعمل على مشروع آخر لتطوير 6 متاحف أخرى في مناطق مختلفة، مشيرا إلى أن هذا التوجه يأتي لدعم تلك المناطق بالمتاحف ولإبراز ما تحويه المنطقة من إرث عبر العصور.

ودعا في الوقت ذاته سكان المناطق المعنية إلى المشاركة والمساهمة في دعم هذا التوجه من خلال تقديم المواد والصور التاريخية مبينا أنه حفاظا على الملكيات سيتم عرض تلك القطع بأسماء مالكيها.

كان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وقع 28 عقدا مع عدد من المؤسسات والشركات الوطنية لتنفيذ عدد من المشاريع السياحية بكلفة بلغت 212 مليون ريال وذلك خلال الربع الأول من العام المالي الحالي.

وأوضح مدير إدارة المشتريات والعقود بالهيئة أحمد بن عبد الله الشهري أن هذه العقود اشتملت على إنشاء خمسة متاحف إقليمية للمناطق التالية (الدمام - عسير - حائل - تبوك - الباحة) وكشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر رسميه في هيئة السياحة والآثار أنها أرست العقود لشركات وطنية متخصصة في هذا الجانب بمبالغ تتراوح ما بين 30 إلى 45 مليون ريال وقالت المصادر إن الشركات التي تم ترسية العقود عليها تم اختيارها من بين من بين 25 شركة تقدمت لتنفيذ تلك المشاريع بعد طرحها في مناقصات رسمية.

ويأتي توقيع تلك العقود بعد إعلان الأمير سلطان بن سلمان في الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) من عام 2009 وخلال استضافة «اثنينية خوجه» له عن بناء 9 متاحف متخصصة في السعودية، تتضمن جانبي التعليم والتثقيف معا، وهي: متحف القرآن الكريم في المدينة المنورة، ومتحف التراث الإسلامي في مكة المكرمة، ومتحف صقر الجزيرة للطيران، ومتحف المسكوكات بمؤسسة النقد، ومتحف الملك فيصل، إضافة إلى متاحف للفنون التشكيلية، ومتحف المعادن والنقل والمواصلات، كما سيتم إعادة ترميم وبناء المتحف الوطني، إضافة إلى تطوير 6 متاحف قائمة وتطوير متاحف قصور الملك عبد العزيز الخمسة وهي قصر حزام والقصر المربع وحصن المصمك وقصر البديعه وقصر الخرج، إضافة إلى إقامة وتطوير 70 متحفا خاصا مرخصا من قبل الهيئة، وإنشاء خمسة متاحف إقليمية منها متحف مكة المكرمة بقصر الزهراء، ومتحف المدينة المنورة بمحطة السكة الحديد.

وبالعودة للعقود التي وقعها رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، شملت أيضا 5 عقود تنفيذية لترميم وتسوير وتأهيل وتوثيق بعض المواقع الأثرية والتراثية، شملت تسوير المواقع الأثرية والتاريخية بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وترميم قصر خزام الأثري، وتوثيق قلعة الأزنم الواقعة على الشريط الساحلي الشمالي الغربي للمملكة جنوب محافظة ضباء بمنطقة تبوك وهي عبارة عن قلعة دفاع وحماية لطرق الحج قديما.

إضافة إلى تأهيل سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة من خلال عمل ترميم وصيانة لعربات المحطة بغرض المحافظة عليها، وإعادة تأهيلها التأهيل المناسب لاستقبال الزوار والمهتمين، كما شملت كذلك عقد إعداد نشرة سياحة سعودية.

وكان الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد أكد أواخر مارس (آذار) الماضي عقب توقيع الاتفاقية المشتركة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة العاصمة المقدسة في مقر الأمانة الأربعاء نهاية مارس الماضي أن الهيئة وبتوجيهات من القيادة بدأت في التحرك لحماية المواقع التاريخية في مكة المكرمة واستدراك ما حدث للكثير منها من تدمير أو عبث مشيرا إلى اهتمام الهيئة باستثمار الشراكة مع أمانة العاصمة المقدسة لإبراز الوجه التاريخي والحضاري لمكة المكرمة بالمحافظة على آثارها وتهيئتها للمواطنين وللزوار القادمين إلى هذه البلاد المباركة ليطلعوا على هذا التاريخ الإسلامي العظيم مؤكدا أن الهيئة تتعامل مع قضايا الآثار الإسلامية وفق منظور شرعي وبما ينسجم وتعاليم الشريعة الإسلامية التي تقوم عليها هذه البلاد.

وبين الأمير سلطان بقوله «إننا وبتوجيهات مباشرة من القيادة وكأقل واجب يتم تقديمه لمكة المكرمة سنعمل من خلال شراكتنا مع أمانة العاصمة المقدسة والجهات الأخرى المعنية في هذه المدينة المقدسة الغالية علينا جميعا وعلى كل مسلم، لإبراز الوجه الحضاري والتاريخي والعمراني والأثري لهذا الموقع المبارك وما مر عليه من أحداث عظيمة شكلت تاريخ الإنسانية وتاريخ هذا الوطن».

وأردف: «حق علينا أن نبدأ بمكة المكرمة أولا بالمحافظة على آثارها وتنظيمها وتهيئتها للمواطنين وللزوار القادمين إلى هذه البلاد المباركة ليطلعوا على هذا التاريخ الإسلامي العظيم وعلى هذه المواقع الأثرية التي هي جزء لا يتجزأ من تاريخ الحضارة الإسلامية فالتاريخ الإسلامي لم يحدث على جزر بعيدة وإنما حدث هاهنا على هذه الأرض المقدسة».