منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة بطء في الإنترنت ابتداء من السبت

على خلفية تعطل أحد الكابلات البحرية الدولية

TT

تشهد منطقة الشرق الأوسط ابتداء من يوم غد وحتى الاثنين المقبل بطئا في حركة الإنترنت، على خلفية بدء أعمال الصيانة الخاصة بإصلاح أحد الكابلات البحرية الذي يصل الشرق الأوسط بأوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد تعرضه مؤخرا إلى عطب في المنطقة ما بين مصر وفرنسا.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» نايف أبو صيدا مدير العلاقات العامة في شركة «اتحاد عذيب» للاتصالات (GO) أن الكابل البحري الدولي المعطوب، الذي يبلغ طوله 21 ألف كيلومتر، شهد تضررا في الجزء ما بين الإسكندرية في مصر ومرسيليا بفرنسا.

وأشار إلى أن إصلاحه سيستغرق نحو ثلاثة أيام ابتداء من يوم غد السبت، وذلك بحسب ما ذكرته الشركة المسؤولة عن عملية صيانته، مبينا أن تعطل الكابل البحري الدولي المعطوب «SEA - ME - WE4» سيكمل 10 أيام منذ تضرره وحتى إصلاحه بالكامل.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم تتضح أسباب تعطل الكابل حتى الآن، لا سيما أنها ليست محددة، فقد تنتج عن كسر في أحد الكابلات أو حركة الصفائح الأرضية أو الكائنات البحرية»، مؤكدا أن سبب العطل لن يتضح إلا بعد رفع الكابل وسحبه لمعرفة الأسباب.

وأضاف: «ما يحدث في شركات الإنترنت بالسعودية هو نقل حجم البيانات من الكابل المعطل إلى الكابلات الأخرى الموجودة، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في بطء خدمة الإنترنت نتيجة تحمّل الكابل البديل فوق طاقته».

وفي الوقت الذي أكدت فيه شركة «اتحاد عذيب» للاتصالات على تأثر جميع شركات الإنترنت في السعودية، نفى مصدر مسؤول في شركة الاتصالات السعودية تأثر شبكة الإنترنت التابعة لهم، مرجعا سبب عدم تأثرها إلى توفر كابلات بديلة أخرى.

وأفاد لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز الشمسان مدير إدارة التسويق في شركة الاتصالات السعودية، بوجود نحو ثمانية كابلات بحرية تمتلك بعضها شركة الاتصالات السعودية بالكامل، فيما تملك أجزاء من بعضها الآخر.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «بالإضافة إلى الكابلات البحرية هناك كابل بري قاري يصل بين السعودية والأردن ومنها إلى سورية وتركيا ومن ثم أوروبا، إلى جانب اتصال ستلايت»، مشيرا إلى أن جميع تلك المسارات تعد بديلة في حال تعطل أي واحد منها.

وأضاف: «إن الكابل البحري المعطوب يعتبر من ضمن أحد الكابلات البحرية الثمانية، إلا أن هناك بدائل أخرى عنه»، موضحا أن شركات الإنترنت الأخرى في السعودية تستمد خدماتها من شركة الاتصالات السعودية نفسها، على حد قوله.

وكانت شركة «اتحاد عذيب» للاتصالات (GO) قد أعلنت عن استمرار خدماتها في مجالي الصوت والبيانات «الإنترنت السريع والهاتف المطور» لمشتركيها، على الرغم من مشكلة الانقطاع المفاجئ للكابل البحري الدولي «SEA - ME - WE 4».

وأشارت الشركة في بيان رسمي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إلى وجود تعاون مع شركائها الدوليين لحل المشكلة، التي أثرت سلبيا على انسيابية حركة الإنترنت في العالم، الأمر الذي أدى إلى مواجهة بعض المشتركين بطء في التصفح وسرعة التحميل.

وأضافت: «تعمل الشركة حاليا على تحويل خدمة البيانات لمسارات بديلة تخفيفا للآثار التي تترتب على انقطاع الكابل البحري الدولي، إلى جانب تهيئة جميع الإمكانيات التقنية لدى الشركة بهدف تجاوز آثار الانقطاع».

فيما أوضحت شركة «موبايلي» للاتصالات أن هيئة صيانة كوابل البحر الأبيض المتوسط تعمل حاليا على إصلاح الخلل في فترة قد تستغرق ثلاثة أيام، إضافة إلى احتمالية إخراج الكابل البحري القاري الرابع عن الخدمة بالكامل إذا ما تطلب الأمر، مما سيسبب تباطؤ خدمات الإنترنت في المنطقة دون استثناء.

وصرحت الشركة خلال بيان أصدرته أمس أن ذلك الأمر خارج عن سيطرتها، وسيطال جميع المشغلين في المنطقة، غير أن هناك محاولات لإعادة الأمور إلى نصابها قبل المدة المحددة للإصلاح، والمقررة يوم الاثنين القادم.

يشار إلى أن الكابل البحري الدولي «SEA - ME - WE 4» المملوك من 16 شركة اتصال دولية يغذي إنترنت السعودية بسعات الربط الدولية، والذي يربط أوروبا بجنوب شرقي آسيا ومرورا بالقارة الهندية والشرق الأوسط. ولهذا الكابل محطات في كل من سنغافورة وماليزيا وتايلاند وبنغلادش والهند وسريلانكا وباكستان والإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر وإيطاليا وتونس والجزائر، إضافة إلى فرنسا.