تحرك لمواجهة أضرار السيول في عسير.. وحالة طوارئ في الباحة تحسبا للأمطار

على أثر السيول التي ألحقت أضرارا بالغة بمحافظتي بيشة وبلقرن وقتلت 6 أشخاص

شاب سعودي يلتقط صورا بجواله الخاص لسد مدهاس في منطقة الباحة بعد أن ملأته السيول بالمياه («الشرق الأوسط»)
TT

تحركت إمارة منطقة عسير جنوب السعودية لمعالجة الأضرار التي لحقت بمحافظات المنطقة جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي، خاصة في محافظتي بيشة وبلقرن، وتسببت في مقتل نحو 6 أشخاص جراء السيول الجارفة.

يأتي ذلك في وقت ترأس فيه أمس الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، رئيس لجنة الدفاع المدني بمنطقة عسير، اجتماعا للجنة الرئيسية للدفاع المدني بالمنطقة، وجه أمير عسير بعقده عاجلا لمناقشة تقارير جولة قام بها مؤخرا للوقوف على أضرار الأمطار في محافظة بيشة، إضافة إلى التقارير التي تلقاها عن حجم الأضرار بمحافظة بلقرن والمراكز المحيطة بها.

إلى ذلك، أكد المهندس عبد الكريم الحنيني، وكيل الإمارة، لدى وقوفه ميدانيا على الأضرار التي خلفتها الأمطار والسيول بمحافظة بلقرن تنفيذا لتوجيه أمير المنطقة، أنه تم إعداد تقرير كامل ورفعه للأمير فيصل بن خالد، ويشمل كل الجوانب المتعلقة بأضرار بلقرن وعمل الإدارات المعنية خلال هطول الأمطار، إلى جانب مطالب الأهالي الذين التقاهم خلال الجولة التي رافقه خلالها عدد من مسؤولي المنطقة».

من جهته، أوضح اللواء عبد الواحد بن عويض الثبيتي، مدير الدفاع المدني بمنطقة عسير، أن «الاجتماع شمل مناقشة الكثير من الموضوعات المتعلقة بخطط الدفاع المدني والإدارات ذات العلاقة، والأعمال والجهود التي بذلت في مواجهة الأمطار التي هطلت مؤخرا على محافظتي بيشة وبلقرن وعدد من المراكز، وما نتج من أضرار جراء تلك الأمطار». ولفت الثبيتي إلى أنه «تمت مناقشة خطط الدفاع المدني والاحتياطات لمواجهة أي حالات مشابهة لما حدث في محافظتي بيشة وبلقرن، إلى جانب الاستعدادات المستقبلية».

يذكر أن أمير عسير قد تفقد صباح الاثنين الماضي أضرار السيول في محافظة بيشة، ووقف ميدانيا على سد الملك فهد ببيشة والذي ارتفع منسوبه إلى أكثر من 9 أمتار، كما وقف على الأضرار في مراكز الصبيحي والثنية وتبالة، وأصدر قرارا يقضي بتشكيل لجنة الأضرار، كما قام وكيل الإمارة بجولة ميدانية على أضرار محافظة بلقرن والمراكز المحيطة بها. وفي منطقة الباحة التي شهدت أمطارا غزيرة هي الأخرى ويتوقع أن تشهد أمطارا أخرى، فتحت تصريحات أدلى بها وكيل إمارة منطقة الباحة الأمير فيصل بن محمد بن سعود، بوابة الانتقادات ضد الإدارات الحكومية العاملة في المنطقة، حيث عبر وكيل الإمارة عن استيائه من بعض مشاريع الطرق التي تضررت من السيول، ورأى أنها منفذة بشكل غير جيد، عقب جولته على المواقع المتضررة من السيول في الباحة.

إلى ذلك، أكد لـ«الشرق الأوسط» المهندس عبد العزيز بدوي، مدير عام النقل والطرق، أنه تم حصر وفحص جميع الطرق المتضررة، سواء المعبدة أو غير المعبدة، بعد المطر، وأنه يجري حاليا تأهيلها لخدمة المارين عليها»، مشيرا إلى أنها تمت إعادة جزء كبير منها.

وأضاف أن «هناك لجنة لرصد المواقع المتضررة لإعداد تقرير يتم رفعه للوزارة»، مؤكدا أن «مبالغ الصيانة العادية والوقائية متوافرة، وأن الإجراءات النظامية تحتم علينا رفع التقرير وأخذ مرئيات الوزارة».

من ناحيته، أكد العميد إبراهيم حسين الزهراني، مدير الدفاع المدني، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «تم بناء على توجيه وكيل الإمارة وبناء على الجولة التي قام بها على المواقع المتضررة تشكيل 6 لجان في كل محافظة، من الدفاع المدني والإمارة، للقيام بجولات ميدانية وحصر الأضرار على الطبيعة والرفع بها».

وبين مدير الدفاع المدني أن «آليات الدفاع المدني على أهبة الاستعداد في جميع المحافظات لأن الأجواء ما زالت مهيأة لهطول أمطار خلال الأيام القادمة».

يأتي ذلك، في وقت أشار فيه تقرير للرئاسة العامة للأرصاد في السعودية إلى أن الفرصة ما زالت مهيأة لهطول أمطار رعدية تسبق بنشاط في الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على منطقة الرياض، خاصة الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية منها والمنطقة الشرقية والمرتفعات الجنوبية الغربية والغربية، وتمتد حتى منطقة نجران، وتنشط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على المناطق الشرقية، وتمتد إلى وسط الرياض، وتؤدي إلى التدني في مدى الرؤية الأفقية لما قد يصل إلى أقل من كيلو متر واحد، خاصة المناطق المفتوحة، وتتسبب في رؤية غير جيدة على مناطق القصيم وحائل والمدينة المنورة.

إلى ذلك، أفاد الرائد جمعان دايس الغامدي، الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة الباحة، بتكوين لجنة إنفاذا لتوجيهات الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، لحصر الأضرار التي لحقت بمواطني المنطقة نتيجة للأمطار التي هطلت على المنطقة مؤخرا.

وبين أنه تم حصر 600 ضرر، تمثلت في خسائر بشرية وممتلكات مادية، بينها انهيارات منازل، ومزارع، وأضرار بالمركبات، وسقوط أجزاء من منشآت، ونفوق حيوانات، مبينا أن اللجنة سترفع جملة الخسائر إلى إمارة المنطقة.