السعودية: 300 كهف في انتظار تفعيلها سياحيا

أبو الهول والسحالي والإنس وشعفان الأكبر.. أبرز كهوف حائل

أحد كهوف حائل شمال السعودية الذي يلقى اهتماما من قبل زوار المنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

تعمل هيئة السياحة والآثار السعودية للتعريف بسياحة الكهوف في الداخل، في تعاونٍ تعمل وفقه الهيئة وهيئة المساحة الجيولوجية، للاستفادة من الكهوف وإمكانية استغلالها ضمن عوامل السياحة المحلية.

وتنوي هيئة السياحة وضع آلية تهدف إلى رفع الوعي عند الأفراد حول أهمية الكهوف كمورد للجذب السياحي في السعودية، والتي تفوق في عددها أكثر من 300 كهف، تنتشر في أرجاء الملكة كافة. وأشهر الكهوف على مستوى المملكة، كهف درب النجم، وكهف دحل أبو الهول، وكهف السحالي، وكهف الإنس، وكهف شعفان، وتقدر أرباح سياحة الكهوف على مستوى العالم بقرابة 800 مليون دولار (3 مليارات ريال). وتجد سياحة الكهوف رواجا كبيرا من قبل السياح في العالم، وتعد الكهوف من الناحية الاقتصادية، ثروة وطنية لجلب عدد كبير من السياح والعلماء في جميع التخصصات. ويعد كهف شعفان الواقع على بعد 15 كيلومترا شمال غربي الشويمس المجاور لحرة النار جنوب منطقة حائل، من أكبر الكهوف في السعودية، ويتجاوز طوله كيلومترين، ويرتفع حتى يصل 8 أمتار، وينخفض حتى يصل إلى 800 متر تحت الأرض، ويحوي طرقا فرعية متعرجة، لا يعرف طول نهايتها، ويضم الكهف جماجم وعظاما متفرقة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله الرشيدي، خلال زيارة قافلة الإعلام السياحي الثامنة لكهف شعفان، أن هناك كهوفا أخرى لا تقل عنها بالحجم والقيمة، وتنتشر بالقرب من كهف شعفان، ويبلغ عدد المكتشف منها أكثر من 9 كهوف، بالإضافة إلى احتواء المنطقة على فوهات بركانية، اكتشف منها أكثر من 12 فوهة، فيما بلغ عدد الكهوف نحو 10 كهوف. ويطالب خبراء في السياحة بتنمية تلك الكهوف سياحيا، للاستفادة من مداخلها، مع ضرورة الترويج لها، مع وجود إمكانية لأن تكون رافدا اقتصاديا مهما للمنطقة. ومن جهته طالب سعد الخياري الرشيدي، أحد أعيان بلدة الشويمس، باهتمام رسمي بالكهوف التي تمتلكها قرى حائل، واعتبارها واحدا من روافد المعالم السياحية في المملكة، مع ضرورة تعبيد الطرق المؤدية لتلك المواقع، لتهيئتها للزوار والسياح من الداخل والخارج. ووسط تدفق هواة ومستكشفي الكهوف على بلدة الشويمي يتكفل الأهالي بزوارهم ويقدمون لهم الضيافة وما يحتاجونه من مأكل ومشرب، مع توفيرهم للإضاءة عبر كابلات كهربائية ليتمكن زوار تلك المواقع من الاستفادة من الزيارة.

وأوضح محمود الشنطي، رئيس وحدة الجيوموروفولوجي في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في زيارة سابقة للمنطقة، أن عمليات استكشاف الكهوف التي تقوم بها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في المملكة، تعتمد على تحديد مواقع الكهوف ودراستها ومسحها من الداخل، قبل رسم الخرائط لها، وأخذ العينات الصخرية والعضوية مثل العظام وغيرها من موجودات داخل الكهف، مع تحليل المياه إن وجدت، وقياس درجات الحرارة والرطوبة، وتحديد مدى إمكانية وضعها ككهوف سياحية.

وتُجري هيئة المساحة الجيولوجية دراسات جيولوجية مختلفة تختص بسطح الأرض وأنشطتها وبيئتها ومياهها ومراقبة الهزات الأرضية وأعمال المسح الهندسي للكوارث الطبيعية، والأعمال الجيوفيزيائية، إضافة إلى دراسات الكثبان الرملية والسبخات وعلاقتها بالمناخ القديم، ودراسة سقوط النيازك والكهوف والتجويفات الأرضية. ويُعول خبراء في صناعة السياحة أن تدخل سياحة الكهوف ضمن عوامل دفع عجلة السياحة المحلية، لتصبح رافدا آخر يقود إلى زيادة مداخيل السياحة على مستوى البلاد.