«الصحة» تؤكد أن مكة وجدة تسجلان أكثر الإصابات بـ«حمى الضنك».. وتنتقد عمليات الرش

وكيل الوزارة المساعد لـ«الشرق الأوسط»: استهلكنا الميزانية المخصصة لبرامج التوعية الصحية وطلبنا أخرى

تجمعات المياه التي باتت أمرا طبيعيا في جدة وخاصة في الشرق أهم أسباب انتشار «حمى الضنك» (تصوير: غازي مهدي)
TT

عاود مرض حمى الضنك الظهور مجددا منذ بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي بعد أن بلغ عدد الإصابات به في جدة حتى يوم أمس 710 حالة، في ظل تسجيل نحو 132 إصابة جديدة خلال أسبوع واحد، وذلك نتيجة بدء موسم تكاثر البعوض السنوي وغياب الرش المكثف من قبل أمانة المحافظة، بحسب ما ذكرته لـ«الشرق الأوسط» وزارة الصحة.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في وزارة الصحة عن طلب الوزارة لميزانية جديدة مخصصة لبرامج التوعية بمرض حمى الضنك بعد أن تم استهلاك الميزانية السابقة بالكامل، غير أنه لم يفصح عن حجم تلك الميزانيات.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي أن ظهور مرض حمى الضنك مرتبط بموسم تكاثر البعوض، والذي عادة ما يبدأ من شهر أبريل إلى نهاية مايو (أيار)، ليعاود الكثافة مرة أخرى في الفترة مابين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) من كل عام.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن تلك الأوقات المعينة من السنة عادة ما تشهد كثافة كبيرة من البعوض، والتي من شأنها أن تسهم في انتشار المرض في حال عدم وجود عمليات رش مكثفة من قبل أمانات المناطق».

وأشار إلى أن منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة تعدان أكثر مناطق السعودية التي ينتشر بها مرض حمى الضنك، لافتا إلى عدم وجود رش فعال من قبل الأمانات في مكة المكرمة وجدة، مما أدى إلى انتشار البعوض بكثرة. ومنذ ظهور مرض حمى الضنك أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن تخصيص ميزانية ضخمة بهدف مكافحة المرض، إلا أن معالجته بالكامل لم تتم في ظل تذبذب ظهوره واختفائه دون حلول جذرية له.

وبالعودة إلى وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الذي علق قائلا: «تم إعطاء الميزانية المحددة لحمى الضنك إلى الأمانات في المناطق التي تعاني من المرض، لا سيما وأنها المسؤولة عن عمليات مكافحة ورش البعوض، الأمر الذي جعلها تمسك القيادة في التعامل مع المرض».

ولكنه استدرك في القول: «ثمة تنسيق بين وزارتي الصحة والزراعة والأمانة للقضاء على تلك المشكلة، حيث تعمل وزارة الزراعة على رش المزارع الواقعة في خارج النطاق العمراني، فيما تقوم الأمانة بمكافحة البعوض داخل المناطق السكانية، عدا عن عمليات التوعية والتشخيص والعلاج التي تقوم بها وزارة الصحة».

وأفاد بوجود اجتماعات دورية بين تلك الجهات بشأن مكافحة مرض حمى الضنك، إلى جانب برامج التوعية التي تقوم بعها وزارة الصحة لتوضيح إجراءات التعامل مع المرض، مبينا أن عودة ظهور حمى الضنك مجددا لا علاقة لها بموسم الأمطار وإنما مرتبطة بتكاثر البعوض.

وتعذر الحصول على تعليق من أمانة جدة من خلال عدد كبير من مسؤوليها والذين أصبحوا منذ فترة يتهربون من الرد على اتصالات الصحافيين والاجابة على أسئلتهم منذ أحداث كارثة جدة.

ومع عودة ظهور المرض مرة أخرى خلال الفترة الماضية، عادت وزارة التربية والتعليم مجددا في إطلاق حملات توعوية لمنسوبيها من طلاب وطالبات ومعلمين ومعلمات، وذلك ضمن أعمال اللجنة المشتركة بينها وبين وزارة الصحة.

وأفاد الدكتور فهد الطياش المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم بوجود تنسيق مستمر بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم في ما يتعلق بالشأن الصحي، وذلك ضمن منظومة الدولة.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «تعمل وزارة التربية والتعليم على نشر التوعية بين منسوبيها كونها تعد أكبر قطاعات الدولة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة، عدا عن وجود برامج مشتركة في ما يتعلق بالصحة المدرسية وأنشطة التوعية».

وذكر أنه لا يوجد يوم معين للتوعية بمرض حمى الضنك، خاصة وأن وزارة التربية والتعليم تسير وفق الخطة الواردة من قبل وزارة الصحة باعتبارها المسؤولة عن الجانب الصحي، غير أنه أشار إلى أن ذلك الجانب يستلزم التذكير المستمر والتعزيز ودعم البرامج باستمرار.

واستطرد في القول: «تعد توعية منسوبي وزارة التربية والتعليم جزءا من مسؤوليات الوزارة، إلا أن كل ما له علاقة بالبروشورات والكتيبات تتم من خلال اللجنة المشتركة بين التربية والتعليم والصحة».