«تويتر» ينقذ العالقين في أمطار الرياض بـ 140 حرفا

مستخدموه تحولوا إلى رجال مرور ومراسلين ومتنبئين جويين

TT

«تأخرت الوسائل الإعلامية، فحضر (تويتر)».. جملة رددها مستخدمو «تويتر» من سكان العاصمة السعودية وهم يتابعون لحظة بلحظة أخبار الأمطار والعاصفة التي شهدتها الرياض، أمس، عبر مئات المستخدمين الذين تحولوا إلى مراسلين ينقلون وقائع ما يحدث. ومنذ الساعات الأولى لهطول الأمطار على مدينة الرياض، تحول مستخدمو «تويتر» و«فيس بوك» إلى رجال مرور من جهة، وإعلاميين من جهة أخرى، يستخدمون تدويناتهم التي لا تتعدى 140 حرفا لإرشاد متابعيهم حول أماكن الاختناقات المرورية والأنفاق التي ملأتها مياه الأمطار، مقترحين أفضل الطرق والمسارات لتجاوز الأزمة، وناقلين أخبار الأمطار أولا بأول. وحيث لم يتطلب الأمر سوى جهاز جوال متصل بالإنترنت مزود بكاميرا لالتقاط الحدث، وحساب في موقع «تويتر»، كان مئات المستخدمين العالقين في شوارع العاصمة يضخون آلاف الأخبار والتعليقات والصور إلى صفحة خاصة أنشئت على موقع «تويتر»، سرعان ما تحولت إلى موقع إلكتروني مستقل تحت عنوان «أمطار الرياض» www.riyadhrain.com.

عملية الإرشاد المرورية الإلكترونية التي اشتغل بها مستخدمو «تويتر» المتابعون لأمطار الرياض، كان تتم ببساطة. سؤال يطرحه أحدهم في صفحته حول إمكان العبور من طريق معين ليتلقى عشرات الإجابات تصف له الوضع بين عالق في ذات الطريق يحذره من التورط في العبور منه، وآخر يقترح طريقا مغايرا يصل به إلى الهدف ذاته. ويحدث ذلك وسط انتقادات شعبية واسعة لما وصفوه بتأخر الجهات المعنية عن مباشرة بعض الحوادث والاختناقات التي تحدث في المواقع المتضررة. ويقول تركي يونس، وهو مستخدم لـ«تويتر» علق في اختناق مروري لدى عودته من عمله: «(تويتر) بالنسبة إليّ يمثل الآن خريطة لتتبع طرق السير الفضلى عبر سؤال بقية المتابعين لصفحة (أخبار أمطار الرياض)، عن الطرق السالكة والمسدودة في الوقت ذاته». ولم تقتصر هذه التغطية الشعبية، التي كانت أسرع من القنوات الإعلامية في الوصول إلى موقع الحدث ونقل الحقيقة، على سكان الرياض فحسب، حيث شارك بقية السعوديين في تبادل الدعوات والنصائح والأمنيات، وفي أذهانهم ما زالت كارثة جدة التي حدث في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي حاضرة في الأذهان. محذرين من سيول مشابهة لتلك التي اجتاحت الجزء الجنوبي من مدينة جدة، وتسببت في وفيات جاوزت 100 قتيل.

وبين تشكيك في صحة ما تقوله الجهات الرسمية حول وضع حركة السير والسيول، وبحث عن الحقيقة، لم ينج مراسلو «تويتر» من الوقوع في فخ تناقل الإشاعات، حيث تكررت الإشارة إلى غرق عشرات الضحايا، وانهيار جسور وهو الأمر الذي فندته الجهات الرسمية. مستخدمو «تويتر» الذين حولتهم الأزمة إلى مراسلين إعلاميين ورجال مرور، اشتغلوا بالتنبؤ بالأرصاد الجوية، مستفيدين من المعلومات التي تقدمها مواقع الأرصاد ومن أعينهم التي تراقب السماء بحذر متواصين بعد الخروج ولزوم المنازل.

وبعيدا عن تناقل الأخبار، سارع عدد من الشبان المتطوعين إلى إطلاق حملة بعنوان «قلوبنا معكم يا أهل الرياض»، تضمنت إنشاء صفحة على الإنترنت يقوم المحتاج إلى المساعدة عبرها بإرسال طلبه إلى المتطوعين، متضمنا وصف الحالة وموقع ووسيلة الاتصال به.