جازان: «الزراعة» تقلل احتمال عودة حمى الوادي المتصدع

«الصحة» أكدت استمرار إجراءات الاحتراز بعد إصابة مواطن فيها بالمرض

TT

هوّنت وزارة الزراعة من احتمالات عودة وباء حمى الوادي المتصدع إلى منطقة جازان، مؤكدة أنها تنفذ عمليات رش جوي وأرضي وأجهزة محمولة فردية على مستوى المنطقة كإجراءات احترازية لمنع ظهور المرض وتفشّيه. وأكد المهندس محمد بن ناصر شريم مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة جازان لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة العمليات المركزية لحمى الوادي المتصدع في منطقة جازان، تعمل على مدار الساعة في جميع أسواق الماشية والحظائر في المنطقة لتطبيق الإجراءات الاحترازية والحد من ظهور أو تفشي الأمراض الوبائية بين مواشي المنطقة.

وأوضح شريم أن الإجراءات الاحترازية المنفذة تشمل عمليات الرش الجوي والأرضي، والرش عبر فرق راجلة محمَّلة بأجهزة رش تجول في أرجاء المنطقة للحد من انتشار الوباء، وقال: «يبلغ عدد فرق البيطرية العاملة ميدانيا 27 فرقة بيطرية في منطقة جازان، و11 فرقة في منطقة عسير، و4 فرق في محافظة القنفذة».

وأضاف مدير عام الزراعة بمنطقة جازان أن «عدد فرق الرش الأرضي يبلغ 47 فرقة في منطقة جازان، و28 فرقة في منطقة عسير، و4 فرق في محافظة القنفذة، إضافة إلى طائرتَي رش»، معلنا أن عمليات الرش شملت نحو 220 ألف حظيرة تحتضن نحو أربعة ملايين رأس ماشية في تلك المواقع.

وحول آلية التعامل مع المواشي المهربة الناقلة للمرض، أوضح شريم أن جميع المواشي المهربة المضبوطة تسلم إلى المحجر في منفذ الطوال، لإخضاعها للكشف البيطري، وأخذ عيّنات منها وتحليلها، إلى جانب الكشف عليها ظاهريا، مشيرا إلى أنه «في حال ظهور سلامتها تعاد إلى الجمارك لتباع في المزاد العلني، أما في حال مرضها فيعدم كامل المجموعة».

وكشف مدير عام الزراعة بمنطقة جازان أن إدارته تحفظت خلال الأسبوعين الماضيين على نحو 3729 رأسا من الماشية في محجر منفذ الطوال داخل الحظائر نحو 21 يوما للتأكد من سلامتها، موضحا أن تلك المواشي المتحفظ عليها تشمل 1967 رأس ضأن، و1741 رأس ماعز، و21 رأس بقرة، و3 رؤوس جِمال.

من جانبه، أكد الدكتور محسن طبيقي مدير عام الشؤون الصحية في منطقة جازان لـ«الشرق الأوسط»، عدم ظهور أي حالات إصابة بين سكان المنطقة بمرض حمى الوادي المتصدع، راجعا السبب إلى وجود إجراءات احترازية صارمة لمنع ظهور الأمراض الوبائية والحد من تفشّيها، بما في ذلك مراقبة الأوضاع في الميدان، وتجهيز المختبرات.

واعتبر مدير صحة جازان اكتشاف عدد من المواشي المصابة بالمرض في المنطقة «أمرا طبيعيا، لكون المنطقة حدودية وتشهد باستمرار حالات تهريب رؤوس الماشية عبر الحدود مع الجمهورية اليمنية»، مشددا على أن جميع الماشية التي تدخل إلى الأراضي السعودية تخضع للكشف عليها من قبل وزارة الزراعة.

وأكد الدكتور طبيقي أن الجهات المختصة في المنطقة تطبيق الكثير من الإجراءات الاحترازية، منوها بأن فريقا من معهد أميركي متخصص في الأمراض الوبائية شهد بأن جميع الإجراءات المتبعة في منطقة جازان على مدى 10 سنوات للحد من انتشار الأمراض الوبائية من بين الأفضل على مستوى العالم.

إلى ذلك، أكد كمال عقيلي أحد مالكي حظائر المواشي بمنطقة جازان لـ«الشرق الأوسط»، الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود مع اليمن حدت من عمليات تهريب المواشي إلى داخل الأراضي السعودية.

وحول تأثير الأنباء عن ظهور إصابات بين المواشي بحمى الوادي المتصدع، أكد عقيلي أن السوق تشهد ارتفاعا كبيرا في أسعار المواشي بنسبة تصل إلى 80 في المائة، مما يعني عدم تأثرها بأي أنباء عن إصابات بالمرض، مشددا على التزام المواطنين بنظافة حظائر المواشي ورشها بالمبيدات احترازيا. وكانت وزارة الصحة السعودية وزعت مساء الخميس الماضي بيانا عن إصابة رجل أربعيني بحمى الوادي المتصدع في منطقة نجران، أوضحت فيه أن المواطن المصاب كان قد سافر إلى أحد المراكز الساحلية على البحر الأحمر بالمنطقة الجنوبية، حيث مكث فيه لمدة يومين وظهر المرض بعد عودته من تلك الرحلة.

وقالت الوزارة في بيانها إنه تم استقبال الحالة في أحد مستشفيات منطقة نجران، حيث كان يعاني ما يُشتبه في أنه حمى نزفيه، وتم تنويمه بتاريخ 10 جمادى الأول، وتم فحصه مخبريا بحسب الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالة، حيث ثبتت إصابته بحمى الوادي المتصدع وتم إعطاؤه العلاج الداعم وخرج من المستشفى بعد تمام شفائه يوم الأربعاء الماضي الموافق الـ14 من الشهر نفسه.