أمانة الشرقية: أراضي الحدائق لم تنتهك والدليل مشروع «40 حديقة سنويا»

جدل بين المجالس البلدية والأمانة العامة حول استثمار المواقع العامة

منتزهات وحدائق في المنطقة الشرقية
TT

تدخل أمانة المنطقة الشرقية خلال الفترة المقبلة مرحلة جديدة لاستثمار بعض الحدائق والمنتزهات، وتبدأ ألأمانة بمشروع استثمار منتزه الملك فهد، وهو أحد أضخم الحدائق والمنتزهات في المنطقة الشرقية، حيث يمتد على مساحة 1.2 مليون متر مربع، ووقعت أمانة المنطقة الشرقية عقد استثمار وتطوير المنتزه مع شركة سياحة «العالمية».

في حين وصف أحد أعضاء مجلس الدمام البلدي هذه الخطوة بأنها تحويل للمنتزه إلى مشروع عقاري، وبتنفيذ المشروع ستتقلص المساحة المخصصة لمرتادي المنتزه لحساب المستثمر.

وفي ذات الوقت شددت الأمانة على أن الشركة المستثمرة ستحصل على عوائد استثمارية من خلال إنشاء خدمات يحتاجها زوار المنتزه، من مطاعم ومقاه وصالات ألعاب ومرافق ترفيهية وصالة بولينغ بما يوازي 10 في المائة من مساحة المنتزه، فيما تعهد المستثمر بتطوير المنتزه وتوفير الخدمات الأساسية للزوار، وكذلك دخول المتنزهين للموقع بشكل مجاني، وسيسند للشركة المستثمرة المحافظة على المساحة الخضراء للمنتزه وكذلك توفير الخدمات الأساسية مثل دورات المياه للزوار.

ويشتمل المنتزه على مسطحات خضراء وبحيرات ونوافير ومطعم وعدد من البوفيهات ومدينة ألعاب ومواقف تتسع لعدد 3000 سيارة.

إلا أن مواجهات بين الأمانة والمجلس البلدي، قادها بعض أعضاء المجلس كما يقول ماضي الهاجري عضو المجلس، حيث قال: «ناقشنا أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي عدة مرات حول المنتزه، وطالبنا عدة مرات بوقف مشروع الاستثمار الذي سيقام عليه».

في حين كشفت معلومات لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الاستثمار، الذي يبدو حذرا من قبل الأمانة، سيكون تجربة أولية في استثمار المواقع العامة، إلا أنه لم يكن من السهل إقراره حيث خاضت الأمانة سجالات عدة حتى تمكنت من إقرار المشروع.

وتعمل الأمانة، بحسب مسؤوليها، على توفير عوائد استثمارية من المواقع المخصصة للتنزه بما يحافظ على مجانيتها وكذلك توفير صيانتها حيث سيكون ضمن بنود العقد صيانة وتطوير الموقع المراد استثماره، إضافة إلى توفير التمويل عبر هذه العقود لإنجاز مشاريع أخرى، وتحويل هذه المواقع من مواقع مستهلكة وعبء على ميزانية الأمانة، إلى مواقع تدر دخلا ثابتا للأمانة.

* الواجهات البحرية

* في موازاة ذلك تشكل الواجهتان البحريتان أبرز المسطحات الخضراء والحدائق في المنطقة الشرقية، وتمتد بطول 1800 م على كورنيش مدينة الخبر، بمساحة تصل إلى (500 ألف متر مربع)، وتشتمل مواقع ترفيهية وصالات ومعارض ومطاعم على امتداد الواجهة بما يحقق رغبات الشباب والعائلات وساحة لاحتفالات المدينة (بلازا).

في حين تشكل الواجهة البحرية بالدمام والتي تمتد على طول 4.5 كم أحدث المنتزهات في المنطقة الشرقية وتضم الواجهة البحرية بالدمام 19 موقعا استثماريا ما بين بوفيهات وكافتيريا، بالإضافة إلى 4 مطاعم، حيث تم تخصيص مساحات للاستثمار، بينها موقع للمتحف الإقليمي للمنطقة الشرقية، إضافة إلى أربعة مواقع استثمارية أخرى على شكل مطاعم ووحدات تجارية وصالة بولينغ ومتاحف متخصصة يجري تنفيذها، كما تضم الواجهة البحرية بالدمام موقعا لاحتفالات المنطقة (بلازا). يشار إلى أن الواجهتين البحريتين لكل من الدمام والخبر حازت بسببهما المدينتان على جوائز عربية، حيث حازت مدينة الخبر في عام 2006 على جائزة ثاني أجمل مدينة عربية، فيما فازت الدمام بذات الجائزة للعام الجاري.

* التوسع في إنشاء الحدائق

* من جانب آخر نجحت أمانة المنطقة الشرقية في السنوات الأربع الأخيرة في التوسع في إنشاء الحدائق العامة داخل الأحياء السكنية، حيث ارتفعت أعداد الحدائق من (102) حديقة إلى (250) حديقة بحاضرة الدمام وحدها، بنسبة بلغت 147 في المائة.

فمنذ عام 2007 تبنت أمانة المنطقة الشرقية مشروع إنجاز 40 حديقة سنويا حيث أنجزت معظم الخطة الرامية إلى إنشاء 160 حديقة في مختلف الأحياء، مع خطة تكفل حصول كل مدينة على نصيبها من الحدائق.

وبلغت حصة الفرد من المساحة الخضراء في المنطقة الشرقية نحو الـ(3.5) متر مربع، وفي الخطط التي تستهدفها الأمانة الوصول بحصة الفرد من المساحات الخضراء إلى (25) مترا مربعا. وتضم مدن ومحافظات المنطقة الشرقية نحو (5) ملايين متر مربع مساحات خضراء في الحدائق والمتنزهات (408) حديقة عامة وساحة بلدية و( 5) متنزهات، إضافة إلى (6) كورنيشات على امتداد الخليج العربي بدءا من محافظة الخبر وحتى محافظة الخفجي تضم مسطحات خضراء، وواجهتين بحريتين.

* الجيل الجديد من الحدائق والمنتزهات

* حولت أمانة المنطقة كثير من المنتزهات والحدائق وساحات الأحياء إلى مواقع صحية حيث تضم مضامير معدة للمشي تبين طول المضمار، كما تضم ساحات الأحياء بالإضافة إلى المسطحات الخضراء والعاب الأطفال ملاعب مسيجة، ومضمار مشي لتحفيز سكان الحي على ممارسة الرياضة، كما تشتمل جميع الحدائق والمنتزهات على مضامير للمشي لتحفيز زوارها على ممارسة الرياضة.

وفي جانب المنتزهات التي تضمها مدينة الدمام والظهران، متنزه جبل المريكبات بالدمام، بمساحة (70.000) متر مربع، ويقع إلى الشرق من مدينة الدمام، ويتميز بطبيعته الجبلية مما يشكل جذبا للمتنزهين حيث تبين الصخور التي يحتويها المنتزه نوعية الصخور الرملية التي تتكون منها المنطقة الشرقية والتي تشكل الصخور التي يوجد فيها النفط. أُدخلت على المنتزه بعض الزراعات، ومضامير المشي وألعاب الأطفال والمسطحات الخضراء والأشجار والشجيرات والزهور والمظلات العائلية.

كما يضم المنتزه الجبلي الآخر (متنزه جبل الدانة) بالظهران نفس المكونات تقريبا، بمساحة (80.000) متر مربع، ويقع في حي الدانة الجنوبية بالظهران، ويحتوي على مسطحات خضراء وأشجار وشجيرات ومضامير للمشي وألعاب أطفال. فيما تعمل الأمانة على تأهيل الحدائق القديمة التي مضى على إنشائها أكثر من (25) سنة، وتحديث تصميماتها وعناصرها وفق أحدث المواصفات.