البريد يطلق مشروع السوق الإلكترونية في السعودية

السعوديون نفذوا 5 ملايين عملية شراء إلكتروني في 2009

التنامي الملحوظ في استخدام الإنترنت سيدعم مشروع التسوق الإلكتروني («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، رئيس مؤسسة البريد السعودي، عن إطلاق المؤسسة مشروع السوق الإلكترونية خلال الأسابيع القليلة القادمة، لتكون أول سوق إلكترونية في المملكة، مؤكدا أن مبادرة إطلاق هذه السوق هي واحدة من أهم مبادرات البريد السعودي الهادفة إلى نشر تطبيقات التجارة الإلكترونية في البلاد.

وأوضح الدكتور بنتن أن السوق الإلكترونية تضم عددا من المتاجر الكبرى في المملكة، لتسهيل وصول جميع العملاء إليها، بمن فيهم المقيمون في مدن وقرى لا توجد فيها فروع لتلك المتاجر.. مضيفا أن «هذه السوق ستسهم أيضا في تسويق أعمال الحرفيين السعوديين المقيمين في المناطق النائية، وفتح أسواق جديدة لهم تشمل بقية مناطق المملكة كمرحلة أولى، قبل أن تشمل مختلف دول العالم مستقبلا».

جاء ذلك في بيان مؤسسة البريد السعودي، عقب مشاركتها في مؤتمري «الهوية الدولية» و«الابتكارات البريدية» اللذين اختتما أعمالهما أول من أمس الثلاثاء في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

من جهته، بين المهندس ماجد بن عنزان، مدير عام العمليات البريدية والمشرف على السوق الإلكترونية في البريد السعودي، أن مشروع السوق الإلكترونية يستفيد من الكثير من المعطيات المهمة والإحصاءات عن انتشار خدمة الإنترنت وزيادة نشاط التجارة الإلكترونية في السعودية خلال السنوات القليلة الماضية.

وأشار المهندس بن عنزان إلى أن الإحصاءات الرسمية تكشف أنه حتى ديسمبر (كانون الثاني) من عام 2006 بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة 4.8 مليون شخص، فيما وصل عدد مستخدمي النطاق العريض حتى ديسمبر 2007 إلى نحو 218 ألف مستخدم، خلافا لزيادة معدل استخدام الإنترنت بنسبة 19 في المائة سنويا، وفق إحصاءات الاتحاد العالمي للاتصالات. وزاد «تكشف الإحصاءات أيضا عن تنفيذ نحو خمسة ملايين عملية شراء إلكترونية في السعودية خلال عام 2009 وحده».

وأوضح مدير عام العمليات البريدية أن البريد السعودي «قرر إنشاء السوق الإلكترونية لزيادة إيراداته عن طريق زيادة تسليم الطرود، وإطلاق أنشطة تجارية جديدة، ومساعدة المتاجر في بيع منتجاتها وتسويقها إلكترونيا، وتوفير خدمات موثوق بها للعملاء من المواطنين والمقيمين». وقال «إن هذه السوق تعد منصة للتجارة الإلكترونية في المملكة، وتتولى مؤسسة البريد السعودي تشغيلها وصيانتها، وتوفر متاجر افتراضية للتجار، وتوفر للعملاء إمكان شراء المنتجات إلكترونيا عبر شبكة الإنترنت بأمان وفي وقت محدد». مضيفا «تتمتع السوق الإلكترونية بالكثير من نقاط القوة، أهمها القدرة على تسليم المشتريات من دون الاتصال بالعميل لمعرفة مكان سكنه، بفضل نظام العنونة البريدية الجديد الذي يعد بمثابة البنية التحتية القوية لتطبيقات التجارة الإلكترونية، إلى جانب التخفيف من المخاطر والصعوبات المعرضة لها الشركات الصغيرة والمتوسطة نتيجة دفع قيمة المشتريات إلكترونيا».

ولفت المهندس بن عنزان إلى أن السوق الإلكترونية توفر إمكانية الاستفادة من وجود فريق لتسليم المنتجات إلى مشتريها في أسرع وقت بعد شرائها، يتمثل هذا الفريق في موزعي البريد السعودي أنفسهم، إضافة إلى ضمانها موثوقية التسوق عبر الإنترنت، ويمتد هذا الضمان إلى ما بعد التسليم، كون الموزع هو موظف رسمي في المؤسسة.. مؤكدا أن هذه السوق تسهم في تحقيق الكثير من المنافع والمزايا للتجار المشاركين في السوق، وللعملاء، وللمجتمع في آن واحد، إذ تدعم البرامج الحكومية للتجارة والحكومة الإلكترونية، كما تخدم التنمية الاقتصادية في المملكة، وتزيد الاتصال داخل المجتمع وتجعله أكثر سهولة، إلى جانب دعم رفاهية الحياة وتحسين التضامن الاجتماعي.

وأشار إلى أن هذه السوق تيسر للتجار زيادة المبيعات، وخفض التكاليف، وزيادة معرفة العملاء للمنتجات، والوصول إلى أسواق جديدة، وتقديم أفضل خدمة للعملاء، وتحسين الفعالية والكفاءة التشغيلية، ومراقبة أفضل للبيانات، وتبسيط تجديد المخزون.

ونوه بأن هذه السوق مريحة وملائمة للعملاء، وتوفر عليهم الوقت، وتمكنهم من شراء منتجات غير متوافرة في المتاجر المحلية، والحصول على أسعار خاصة، والتواصل مع الأصدقاء عن طريق إرسال هدية بعد شرائها إلكترونيا.

وفي المقابل، استعرض المهندس بن عنزان جملة من التحديات التي يتوقع أن تواجهها السوق الإلكترونية، أبرزها مقاومة العملاء لفكرة التحول للشراء من متجر حقيقي إلى متجر افتراضي، واعتقادهم أن التجارة الإلكترونية مكلفة وغير مضمونة، وعدم كفاية عرض النطاق الترددي للاتصالات، أو أن إمكانية دخول الإنترنت مكلفة لكثير من المستخدمين، وعدم وجود اللوائح الحكومية الوطنية والدولية ومعايير الصناعة، كما أن الكثير من التجار في انتظار نتائج عمل السوق الإلكترونية قبل الانضمام إليها.