ربيع حائل يجتذب علماء غربيين لدراسة علاج السرطان بـ«حليب الإبل»

لإجراء دراسات مُعمقة عن فوائده

TT

اجتذب ربيع صحراء حائل (شمال السعودية) الذي لم تشهده منذ ربع قرن 15 عالما من بريطانيا وأميركا وكندا، ينتمون لمراكز بحثية عالمية. ويقود الفريق البحثي الأجنبي الذي ينوي إجراء دراسات بحثية دقيقة عن بول الإبل باحث سعودي، بالإضافة إلى قياس مدى تأثيره على الخلايا السرطانية، عقب نجاح فريق علمي خلال عام 2005 في استخدام حليب الإبل كعلاج في أحد المراكز البحثية.

البروفسور السعودي عبد القادر الحيدر أستاذ كلية الطب بجامعة الملك سعود وقائد الفريق العلمي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن البحث سيتركز على بول الإبل التي يتم إطعامها من العلف الحيواني، مقارنة ببول الإبل التي تعتمد فقط على الإعشاب والأشجار الطبيعية.

ويسعى الفريق البحثي لدراسة خصائص وتأثير بول الإبل على الخلايا السرطانية، ومعرفة مراحل تأثيره على الخلايا النووية وميكانيكية العمل، وهو ما يعززه وجود بعض من الإبل في صحارى حائل لم تتغذ على الأعلاف منذ 3 أشهر ماضية، نظرا لما شهده موسم الربيع خلال العام الجاري في المنطقة ذاتها.

وشدد الحيدر على اختيار حائل بناء على تنوع الغطاء النباتي الذي يسمح برعي الإبل لأنواع مختلفة من الإعشاب والأشجار البرية.

وقال الحيدر: «البحث تقوم عليه جامعة الملك سعود، ويشارك فيه 20 باحثا من كل أنحاء العالم، ففي السابق، أجرى فريق بحثي إسرائيلي سبق أن استخدم حليب الإبل كعلاج طبي وبشكل رسمي، بحسب نشرة طبية رسمية أعلنت ذلك عام 2005 بعد نجاح اختبار أجري على خمسة أطفال يعانون من حساسية الطعام، وتم إعطاؤهم حليب الإبل الطبيعي غير المبستر لمرة واحدة، وأثبت نجاحه في علاجهم، وكان من بين أولئك الأطفال الخمسة طفل أميركي».

وكانت الباحثة السعودية فاتن خورشيد مشرفة وحدة زراعة الخلايا والأنسجة بجامعة الملك عبد العزيز قد أثبتت خلال بحث سبق أن أجرته أكد وجود تأثير على نمو الخلايا السرطانية بعد استخدام بول الإبل، واستطاعت أن تفصل جزيئات متناهية الصغر في بول الإبل يمكنها السيطرة على الخلايا السرطانية.

وبين الحيدر أن دعم جامعة الملك سعود يهدف لتأصيل أبحاث الإبل عالميا، وندرة نشر هذه الأبحاث علميا بدراسة الخواص الفسيولوجية والخواص العلاجية دليل دعم أو نفي لاستخدام هذا العلاج.

وأبرز الحيدر وجود حماس لدى مراكز البحث العالمية تعمل على دراسة حليب وبول الإبل وتأثيراته العلاجية التجريبية، قبل المرحلة السريرية، وخصوصا الخلايا السرطانية.

واعتبر الإبل كنز معلومات لم يكتشف، لا سيما أنها تتمتع بخواص تختلف عن الحيوانات الأخرى، وتحوي مركبات مناعية، وتملك أمورا علاجية موروثة تحتاج لتأصيل علمي وبحثي.

وأردف الحيدر أن هناك نتائج مخبرية أظهرت إمكانية علاج التهاب الكبد الوبائي من النوع C بحليب الإبل، وهو ما يحتاج لدراسات علمية أكثر دقة، لإثبات تلك النتائج بشكل علمي.