لأول مرة.. الأطفال ضيوفا على «هيئة حقوق الإنسان»

اختصاصية الطفولة لـ«الشرق الأوسط»: برامج التوعية شملت أكثر من 100 طفل منذ بداية العام

الأطفال في ضيافة هيئة حقوق الإنسان («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة أولى من نوعها، استضاف الفرع النسائي لهيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية مجموعة من الأطفال من إحدى مدارس رياض الأطفال، ضمن برنامج باسم «الزيارة» استمر لساعتين، وهدف إلى تعريف الأطفال بهيئة حقوق الإنسان ودورها في المجتمع، خصوصا في مجال الطفولة، وتشجيعهم على التفكير والإبداع، وتنمية ثقتهم في أنفسهم وقدراتهم، وتفعيل التعاون مع المؤسسات التعليمية المختلفة وعمل برامج بشكل دوري للأطفال من المراحل كافة.

وأوضحت أمل الدار، اختصاصية الطفولة في فرع الهيئة، هاتفيا لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه التجربة تعد أولى تجارب الهيئة، وقد سعت من خلالها إلى توفير بيئة جيدة لبرامج الطفل، وعن نتائج التجربة تقول: «حاولنا إدماجها مع برامج رياض أطفال، من خلال إيجاد أركان وبرامج تفاعلية، وكانت بالنسبة إلينا تجربة مرضية جدا».

وتناولت الدار هذه الزيارة بقولها: «كان من اللطيف أن الأطفال أعطوا بطاقات لنقل مفاهيم الحقوق، مثل حق الحصول على أسرة، وحق التعليم، وحق الصحة»، مؤكدة أنه في هذا السن تكون الأركان التفاعلية أنسب للصغار من إقامة ورش العمل، وأشارت إلى أن هذه الزيارة أخرجت الطاقة الإبداعية لدى الأطفال، عبر تقديمهم للأعمال الفنية التي تناول جانب منها المفاهيم الحقوقية.

وعن العدد الكلي للأطفال الذين استهدفهم برنامج الزيارة في هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية، أوضحت الدار أنهم يزيدون عن 100 طفل منذ بداية عام 2010، يمثلون مختلف المراحل التعليمية، إلى جانب كم كبير من الأطفال الذين شملتهم المحاضرات التوعوية التي ينظمها فرع الهيئة النسائي، فيما أكدت على أن الأطفال لديهم استجابة كبيرة لتقبُّل مفهوم حقوق الطفل، من خلال طرحهم الأسئلة وعرض القصص التي واجهوها في هذا الشأن.

وكان البرنامج التوعوي الترفيهي قد بدأ باستقبال الأطفال وتوزيع عبارات تحمل بعض بنود اتفاقية حقوق الطفل، ومن ثم قراءة قصة قصيرة وتعليمهم كيفية كتابة القصص من خلال طرح القاصة والمشرفة على الفرع شريفة الشملان، أعقبها أعمال فنية وإبداعية من عمل الأطفال تم تعليقها على الجدران لتشجيعهم، وأخيرا، توزيع الهدايا التذكارية على الأطفال.

من جهة أخرى، أقام الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية أخيرا برنامجا توعويا بثقافة ومبادئ حقوق الإنسان للأطفال بمدارس السعد للبنات بالخبر، ويهدف البرنامج التدريبي إلى تعريف الطفل بالثقافة الحقوقية وتربيته عليها وتعزيز دور المشاركة في التربية والتعليم وتطوير مهارات الطفل في التعامل مع المواقف والآخرين، كما يرمي إلى تقديم برامج لتعليم مفاهيم الحقوق، تتشابه في المضمون وتختلف في طريقة العرض تبعا للمراحل العمرية المختلفة.

واستهدف البرنامج فئة المراحل العليا من المرحلة الابتدائية (الصفوف الرابع والخامس والسادس)، فيما استمر لساعة من الزمن، تخللتها نقاشات وتدريبات جماعية ووسائل شيقة لتعليم الطفل مفهوم حقوق الإنسان ابتداء من الأفلام القصيرة وانتهاء بالقصص، وخرجت الطالبات باستنتاجات عدة من البرنامج منها معرفة مبادئ حقوق الإنسان والفرق بين الواجبات والحقوق للفرد، ومعرفة أن الحقوق واحدة لجميع البشر عالميا.

يُذكر أن أول زيارة ميدانية قام بها وفد نسائي من هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية إلى إحدى مدارس البنات، للعام 2010، جاءت في مدارس الظهران الأهلية للبنات مطلع فبراير (شباط) الماضي، وحثت الهيئة خلالها على محورين وصفتهما بـ«الهامَّين»، من أجل تطبيق ونشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع: احترام من يختلف في اللون والشكل، ونشر وتمثيل ثقافة حقوق الإنسان بالأخلاق الحسنة ومساعدة الآخرين.

وقدمت خلالها اختصاصية الطفولة في الهيئة عدة نصائح للطالبات في كيفية حماية النفس والجسد والوقاية من التحرش مستقبلا، ومنها كيفية الإفلات والهرب من المتحرش، وكيفية استخدام نبرة الصوت للدفاع عن النفس والجسد، وضرورة إبلاغ الكبار من الأهل في حال التعرض لتحرش أو رؤية أي سلوك يشعرن بأنه غير صحيح سواء من السائق أو الخادمة أو أي شخص في أي مكان.