العاصفة تزور المنطقة الشرقية وتحول نهارها ليلا

تأجيل إقلاع 6 رحلات في مطار الملك فهد وإغلاق ميناء الدمام 6 ساعات

جانب من العاصفة الترابية التي ضربت الرياض بعد ظهر أمس (تصوير: أحمد يسري)
TT

دوت صافرات الإنذار في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية مساء أمس إثر هبوب عاصفة رعدية امتدت من مدينة الجبيل (80 كيلومترا شمال الدمام) إلى جنوب محافظة الخبر، فيما توالت التحذيرات من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ومن جهاز الدفاع المدني، حيث أوضحت مصادر في الرئاسة أن المنطقة ستشهد هبوب عاصفة أخرى في مساء اليوم نفسه، فيما حذر الدفاع المدني من توالي التقلبات الجوية واستمرارها لعدة أيام على المنطقة الشرقية.

وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قد وجهت تحذيرا عن وجود عاصفة ممطرة تزحف على المنطقة الشرقية ابتداء من مدينة الجبيل شمال مدينة الدمام إلى الجنوب من مدينة الخبر مع احتمال بأن تواصل العاصفة طريقها جنوبا لتصل إلى محافظة الأحساء، كما تمتد العاصفة لتصل حتى الأجزاء الشرقية والجنوبية من مدينة الرياض، من الساعة الثانية ظهرا حتى الساعة الخامسة عصرا من اليوم نفسه بالتوقيت المحلي.

وكانت العاصفة عبارة عن تشكيلات من السحب الركامية الرعدية الممطرة مصحوبة بزخات من البرد سبقتها الرياح السطحية التي بلغت سرعتها 51 عقدة (81.6 كيلومتر)، فيما انخفض مستوى الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر.

فيما حذر الدفاع المدني المواطنين والمقيمين من خطورة التنقل على الطرقات أثناء التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة، وطالب المقدم منصور الدوسري المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، المواطنين والمقيمين بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى والابتعاد عن مناطق تجمع المياه سواء في الشوارع أو في الأنفاق، مع أخذ الحيطة والحذر بعدم المرور بالقرب من اللوحات الإعلانية أو الأشجار خشية سقوطها نتيجة الرياح الشديدة.

وأوضح الدوسري لـ«الشرق الأوسط» بأن الدفاع المدني شكل غرفة طوارئ مع أمانة المنطقة الشرقية، موضحا أن جهاز الدفاع المدني تلقى تأكيدات من أمانة المنطقة الشرقية بأن الأنفاق في مديني الدمام والخبر تتمتع بوسائل سلامة كافية تجعلها غير خطرة على حياة المارة، فيما نصح المقدم الدوسري مرتادي الطرق بعدم التهاون بالسير في تجمعات المياه مهما كانت بسيطة، في إشارة منه إلى إمكانية تعطل بعض أجهزة تصريف المياه أو حدوث تجمع للمياه في طرق رئيسية قد تتسبب في وقوع حوادث مرورية.

أمام ذلك أكد حسين البلوشي، المتحدث الرسمي باسم أمانة المنطقة الشرقية لـ«الشرق الأوسط»، تشكيل فرق ميدانية تجوب مدن ومحافظات المنطقة الشرقية أثناء وبعد هبوب العاصفة، حيث أكد تشكيل فريق مكون من 250 شخصا كفريق طوارئ ميداني في حاضرة الدمام، تتضمن فرقا لسحب المياه من التجمعات المتوقع حدوثها فيها مزودة بمضخات وصهاريج لرفع المياه من الشوارع، وتابع قائلا إن أمانة المنطقة أوعزت بتشكيل فرق أخرى في كافة المدن والمحافظات برئاسة رؤساء البلديات فيها، وتعمل هذه الفرق بالتنسيق مع غرفة الطوارئ المشكلة من أمانة المنطقة ومديرية الدفاع المدني في المنطقة. وبين البلوشي أن مهمة الفرق الميدانية فتح الطرق وتحويل مساراتها عند اقتضاء الحاجة بالتنسيق مع مرور المنطقة الشرقية، في حين شدد على مأمونية الأنفاق في مدينتي الدمام والخبر، موضحا أنها مزودة بمضخات سحب للمياه على درجة عالية من الكفاءة.

كما كشف المهندس خالد المزعل، مدير مطار الملك فهد الدولي بالدمام لـ«الشرق الأوسط»، عن تأجيل إقلاع 6 رحلات من مطار الملك فهد نتيجة العاصفة، فيما تحدث لحظة إعداد الخبر بأن حركة الملاحة الجوية عادت إلى طبيعتها، وأن الرحلات التي تم تأجيلها أقلعت بعد مرور العاصفة. كما كشف نعيم النعيم مدير ميناء الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» عن إيقاف الملاحة في ميناء الدمام، حيث تقتضى إجراءات السلامة البحرية إغلاق الميناء عندما تكون سرعة الرياح فوق 30 عقدة، مشيرا إلى أن الإغلاق ابتدأ مع هبوب العاصفة ولمدة 6 ساعات حتى تعود حركة الرياح إلى طبيعتها، موضحا أن الميناء أوقف دخول سفينتين إلى أرصفة الميناء كما أوقف خروج السفن نتيجة الأحوال الجوية المتقلبة.