جدة: الاشتراطات الصحية تدفع بصالونات الحلاقة لمضاعفة الأسعار

في وقت غابت فيه الرقابة على الأسعار.. واكتفت الأمانة بـ«التوعد»

TT

دفعت الاشتراطات الجديدة التي فرضتها أمانة جدة على صالونات الحلاقة الرجالية إلى رفع الأسعار إلى الضعف بحجة ارتفاع التكاليف في وقت تغيب فيه الجهات الرقابية. وفي حين يرجع رياض عبد الرحيم، العامل في أحد صالونات الحلاقة في جدة، رفعه الأسعار للضعف إلى الاشتراطات الجديدة والحازمة للأمانة والجولات الكبيرة التي تقوم بها هذه الأيام، التي تلزم من خلالها العاملين في الصالونات بارتداء «البالطو» الأبيض وقفزات بلاستيكية تستخدم لمرة واحده إضافة إلى الحلاقة لكل زبون بموس بلاستيكي يستخدم مرة واحدة، وارتداء كمامة، وهو الأمر الذي يرى عبد الرحيم أنه زاد من تكاليف المحل وأسهم في زيادة وقت الحلاقة بسبب عدم تعود العاملين في الصالونات على ارتداء واستخدام تلك الاشتراطات.

وهنا يرد أحمد الغامدي مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط» على تلك الادعاءات بأن الأمانة يهمها في الدرجة الأولى الصحة العامة لأنها الجهة الأولى المسؤولة عن الاشتراطات والتنظيمات الإنشائية والصحية بما يخدم جودة الخدمات المقدمة، وأن ارتفاع الأسعار أمر يفرضه السوق بسبب العرض والطلب.

وبالعودة إلى رياض، العامل في صالون الحلاقة أكد أن زبائن المحل يرفضون استخدام المعدات الجديدة، خاصة الأمواس البلاستيكية، ليس لمجرد السعر فقط ولكن بسبب تعودهم على الأمواس القديمة التي تعد أسرع.

وهنا توعدت الأمانة عبر أحد مسؤوليها الصالونات غير المتقيدة بالتنظيم الجديد بغرامات مالية وعقوبات تصل إلى حد الإغلاق في حال تكرار المخالفات.

من جهة أخرى، حمل محمد شبراوي الحلاق في حي الجامعة بجدة جهة أخرى ارتفاع الأسعار وقال: «الشركات المروجة للمنتجات البلاستيكية وبمجرد علمها بالتنظيم الجديد رفعت أسعار منتجاتها».

وكانت أمانة جدة أطلقت بداية العام الحالي حملة للحد من مخاطر صالونات الحلاقة تحت شعار «درهم وقاية خير من قنطار علاج». وهدفت بحسب المنظمين إلى مكافحة انتشار أمراض الدم الفيروسية المعدية والحد منها مثل أمراض؛ نقص المناعة (الإيدز)، والالتهاب الكبدي الزهري (الالتهابات الجلدية) والجرب، والقمل، وإنفلونزا الخنازير. وأوضح مسؤولو الأمانة خلالها أن «الحملة تأتي انطلاقا من التأكيد على اهتمام وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة محافظة جدة ودورها في الحفاظ على صحة المواطنين بشتى الطرق التي تضمن الحد من نقل الأمراض المعدية والأعراض الصحية الناتجة عن الاستعمال المتكرر لأدوات الحلاقة».

وأكدت على أهمية استعمال العاملين في صالونات الحلاقة للكمامة أثناء العمل وتشجيع استخدام حقيبة الأدوات الخاصة بكل زبون وعدم تركها في المحل إضافة إلى تطهير الأدوات ذات الاستخدام المتعدد.

من جانبه، أوضح الدكتور بشير بن مصطفى أبو نجم مدير عام التراخيص والرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة أن «التعليمات شددت على ضرورة أن يكون المحل مخصصا للحلاقة فقط من دون إجراء أي خدمات تجميل أخرى مثل معالجة حب الشباب أو استخدام كريمات إنبات الشعر مع ضرورة جعل الرقابة الصحية على هذه المحلات من أولويات أعمال الرقابة الصحية الميدانية للأمانات والبلديات».

إلى ذلك كشف تقرير صادر عن الإدارة العامة للتراخيص والرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة عن انتهاء أصحاب 500 صالون حلاقة بالعروس من تصحيح أوضاعها. وأضاف أنه «تم ضبط مخالفات داخل تلك الصالونات خلال جولات رقابية مكثفة نفذها المراقبون الصحيون التابعون للإدارة في مختلف البلديات الفرعية بجدة في الفترة من أول محرم وحتى نهاية الشهر الماضي، كما تم التعميم على البلديات الفرعية والمجمعات القروية والجهات كافة ذات العلاقة بمدينة جدة بتفعيل بنود لائحة محلات الحلاقة، وتطبيق أقصى العقوبات في حق المخالفين تطبيقا للائحة الغرامات والجزاءات البلدية في هذا الشأن».

وشددت الأمانة على أنها في إطار حرصها على الصحة العامة لسكان العروس سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين أو زوارا، قامت بتشكيل فريق عمل متخصص من المراقبين الصحيين للوقوف على صالونات الحلاقة، وعمل حصر دقيق لها على مستوى البلديات الفرعية كافة داخل جدة، وذلك للتأكد من تطبيق هذه الصالونات لجميع الاشتراطات الصحية المطلوبة، والتزامها الكامل بآليات الوقاية الطبية تجنبا لانتشار الأمراض المعدية بين أفراد المجتمع.