الأمير خالد الفيصل يطلق اليوم المرحلة الأولى من مشروع تطوير المنطقة التاريخية بالطائف

وصف الأمر الملكي بإحالة المتورطين بكارثة سيول جدة للتحقيق بـ »القرار الحاسم» و «العظيم»

الأمير خالد الفيصل خلال جولته في رنية أمس (تصوير: مروان الجهني)
TT

كشف الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، عن أن إجمالي قيمة المشاريع بمحافظات «الطائف، وتربة، والخرمة، ورنية» بلغ نحو 7.5 مليار ريال، معربا عن سعادته باكتمال معظم المشاريع التي تم اعتمادها في فترات سابقة.

ويضع أمير منطقة مكة المكرمة اليوم في الطائف - ضمن جولته في عدد من المحافظات - حجر الأساس لمشروع تطوير المنطقة التاريخية، ويطلق المرحلة الأولى من المشروع بمشاركة الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، كما يطلق الأمير خالد الفيصل مبادرة الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف لمعالجة التشوه البصري وتحسين ألوان المباني في منطقة تجريبية في الشفا.

وقال الفيصل خلال زيارته لمحافظة رنية إنه تم استعراض كل المشاريع التي أنجزت والتي ستنجز قريبا، وأضاف: «أستطيع أن أقول، وبكل سعادة، إن أكثر المشاريع التي اعتمدت نفذت، وهناك بعض المشاريع القليلة لا تزال متعثرة، وفي هذه الاجتماعات تلمسنا سبل التغلب على أسباب هذا التعثر»، منوها بتعاون الإدارات الحكومية، والمجالس المحلية للمحافظات ورؤساء الإدارات لتعاونهم وجديتهم في العمل.

وقال: «ناقشنا النواحي الصحية والمستشفيات والمراكز ووعدت المجلس المحلي وأهالي رنية أن يكون هناك اتصال مباشر من قبلي مع وزير الصحة لإنشاء مستشفى متكامل يفي باحتياج المحافظة».

وحول تعاون المواطن قال الأمير خالد: «الموطن يستحق كل منجز، والمواطن متعاون جدا، وهو ينتظر فقط الفرصة للمشاركة، وفي كل اجتماع مع المجالس المحلية، أطلب من أعضاء هذه المجالس إعطاء المواطن الفرصة والمشاركة، وكذلك إعطاءه القدوة، بمعنى أن يكونوا هم أعضاء المجالس المحلية ورؤساء الإدارات الحكومية وأن يكونوا قدوة في الإخلاص والعمل والصدق مع الناس، وقدوة في مستوى الإنتاج، والتمسك بالقيم والمثل الإسلامية».

وقال أيضا: «كثير من الناس دائما ما يتساءلون كيف أدعو للانتقال من العالم الثالث إلى العالم الأول. وأقول لهم وبكل صراحة إننا لو تمسكنا بتعاليم الإسلام وأخلاقه وقيمه لوصلنا إلى العالم الأول بأسرع وقت ممكن».

وفي رده على سؤال حول إنشاء مطار في رنية، أكد الفيصل أن «هناك دراسة من قبل هيئة الطيران المدني لكل المطارات المطلوبة وسوف تعلن عنها الهيئة قريبا. ولا أستطيع أن أعد بشيء».

وفي الجانب السياحي أكد أمير منطقة مكة المكرمة أن للقطاع الأهلي ورجال الأعمال دورا كبيرا في دعم هذا التوجه، وقال: «أحثهم وكل الموسرين من أبناء المحافظات الذين انتقلوا إلى المدن الكبيرة أن يلتفتوا إلى محافظاتهم ويساهموا في تنميتها».

وفي موضوع توزيع المنح وتوقفها منذ نحو 10 أعوام بمحافظة رنية، قال أمير منطقة مكة المكرمة: «هنالك مخططات ومشاريع من قبل هيئة الإسكان التي تسلمت أراضي كثيرة بهدف عمل وحدات سكنية يتم توزيعها كمنح».

من جهته، أوضح المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج أمين محافظة الطائف، أن مشروع تطوير المنطقة التاريخية يعد ثمرة من ثمار مذكرة التفاهم بين الهيئة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ويهدف إلى تطوير الوسط التاريخي للمدينة، مع المحافظة على النشاطات الحالية للسوق وما تحويه من تراث عمراني وثقافي واجتماعي، وتطوير السوق كوجهة اقتصادية وسياحية، وذلك برفع كفاءة التخطيط وتصميم الواجهات والساحات والممرات وتنسيق حركة المشاة والمركبات بصورة تلائم أهمية السوق كموقع له خاصية الاستدامة، مفيدا بأن المشروع يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التراثية والتاريخية والثقافية، بالإضافة إلى إنعاش الحركة التجارية للسوق.

إلى ذلك, أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أن لجنة تقصي الحقائق التي شُكّلت لمتابع كارثة سيول وأمطار جدة التي يرأسها، ليس لديها أي أسماء جديدة تنوي رفعها في تقرير منفصل، وإنما الأسماء التي ذُكرت في التقرير الذي رُفع في وقت سابق إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، موضحا أن تقديم المتهمين في الكارثة للعدالة بأنه أمر واضح وجلي.

وأشار إلى أنه بموجب الأمر الملكي الذي شمل وقف المنح والبيع والتعويض وحجج الاستحكام على الأراضي الواقعة في مجاري السيول وبطون الأودية، فستقوم لجنة معالجة الأحياء العشوائية التي أحيل إليها دراسة وضع المخطط بكل ما من شأنه تصحيح الوضع في هذه المنطقة.

وقال الأمير خالد الفيصل عقب جولته التفقدية أمس على محافظة عشيرة شمالي الطائف: «أقدم باسمي وباسم زملائي أعضاء لجنة تقصي الحقائق وافر الشكر وعظيم الاحترام لخادم الحرمين الشريفين على الأمر الملكي الذي صدر أمس بخصوص معالجة إضرار السيول في جدة وما تضمنه هذا القرار العظيم الحازم الحاسم الذي عوّدنا خادم الحرمين الشريفين على مثله من القرارات الإصلاحية والتطويرية والتقدمية في هذه البلاد الأبية».

وبيّن الفيصل أن هذا القرار توّج جميع الأعمال التي قدمتها وقامت بها لجنة تقصي الحقائق ثم اللجنة الوزارية العليا برئاسة الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.

وتابع الأمير خالد: «الشكر مني ومن زملائي أعضاء لجنة تقصي الحقائق كذلك للأمير نايف وللجنة الوزارية التي تضمن توصياته المرفوعة لخادم الحرمين الشريفين كل ما يضمن التصحيح في مسيرة العمل الحكومي والأهلي في هذه البلاد».

وأضاف أمير منطقة مكة المكرمة أن هذا القرار اشتمل على المحاسبة واشتمل على التطوير والبناء وإعادة تخطيط شرق مدينة جدة، وقال: «نرجو من الله سبحانه وتعالى أن نتمكن جميعا من أن نكون على مستوى آمال وطموحات خادم الحرمين الشريفين وأن يتم تخطيط وتنفيذ مخطط شرق جدة على المستوى الذي يتوخاه صاحب الأمر في هذه البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز».