مطالبة بوضع حد للمنشورات والمطبوعات التي تدعو إلى الغلو والتطرف

وزارة الشؤون الإسلامية تتوعد المتخلفين عن البرنامج

TT

كشف مسؤول في فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، عن إجراءات ستتخذ بشأن خطباء مساجد في المنطقة الشرقية تخلفوا عن حضور برنامج ترعاه الوزارة تحت عنوان «الأمن الفكري والديني»، حيث تخلف عن أولى ندوات البرنامج نحو 200 خطيب من مختلف مدن المنطقة الشرقية.

وبدأت أولى ندوات البرنامج مساء أول من أمس بمشاركة نحو 500 خطيب من خطباء الجمعة من جميع مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، في أول برنامج أمني فكري موجه إلى خطباء المساجد، ودشن البرنامج رسميا الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، نائب أمير المنطقة الشرقية، بينما وجه كلمة للخطباء وصف فيها التصدي لمخاطر الغلو والتطرف بأنه ليس خيارا وإنما واجب على الجميع القيام به دون مزايدات من أحد، وأضاف: «إن النجاحات الأمنية المتلاحقة في محاربة الإرهاب يجب أن يترافق معها محاربة فكرية للإرهاب والغلو والتطرف».

وقال نائب أمير المنطقة الشرقية في حديثه مع الخطباء الذين حضروا أولى ندوات البرنامج: «هذا كلام من القلب إلى القلب، كان على خطبائنا ودعاتنا واجب كبير في السابق وفي الوقت الحاضر تضاعف الجهد، ومن ينظر إلى ذلك بعد اضطراب أفكار شبابنا بل للأسف وصلت إلى غير الشباب، سيعلم مدى ضخامة الجهد الموكل لكم».

وأضاف: «يا رجال العقيدة وأبناء رجال العقيدة قوموا بواجبكم خير قيام ولا تتركوه للمتلقفين له من غير أهله»، في إشارة منه إلى الالتزام بالمنهج الصحيح والبعد عن الغلو والتطرف وتبيينه للناس.

وطالب الدكتور سعود العقيل، عميد كلية الشريعة وأستاذ العقيدة المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء، في أولى ندوات الأمن الفكري التي تقام في المنطقة الشرقية، المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وكذلك خطباء المساجد، بوضع حد للمطبوعات والمنشورات التي تدعو إلى الغلو والتطرف، معتبرا تلك الوسائل إحدى مهددات الأمن الفكري الاجتماعي مما ينشر الفكر الإرهابي التدميري في المجتمع.

في حين اعتبر العقيل أن الانحدار إلى التغريب يقابله التطرف والإرهاب، حيث أشار إلى أن من أهم عناصر الأمن الفكري التعليم والإعلام التي قد تستغل، بحسب رأيه، التغريب مما ينتج التطرف والإرهاب.

كما نصح الدكتور العقيل الخطباء بعدم الخوض في مسائل الإفتاء، والعودة في ذلك إلى هيئة كبار العلماء وشارك في أعمال الندوة الأولى للبرنامج بالإضافة إلى الدكتور سعود العقيل، الشيخ عبد الرحمن الرقيب رئيس محكمة الاستئناف في المنطقة الشرقية.

في حين كشف الشيخ عبد الله اللحيدان مدير فرع المنطقة الشرقية لـ«الشرق الأوسط» أن إجراءات إدارية ستتخذ بشأن الخطباء المتخلفين عن البرنامج، حيث قدر الشيخ اللحيدان عدد من حضروا الندوة الأولى بأكثر من 500 خطيب، في حين أشار إلى أن عدد الخطباء الذين يفترض أن يحضروا البرنامج يصل إلى 700 خطيب، وأقيم الحفل في مدينة الدمام، بينما تم نقل فعاليات الندوة وحفل التدشين عبر الإنترنت إلى محافظات (الجبيل، والخفجي، والنعيرية، وحفر الباطن، والأحساء).

وبين الشيخ اللحيدان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن فرع الوزارة سيتخذ ضد المتخلفين عن البرنامج إجراءات منها «وضع غيابهم كنقاط رصد وأن تكون محل اعتبار ومتابعة فيما بعد».

وقال الشيخ اللحيدان: «إن الملاحظات على الخطباء في المنطقة الشرقية قليلة في عدم الالتزام بالتوجيهات بشأن مسائل الأمن الفكري ومحاربة التطرف والغلو».

وأشار الشيخ اللحيدان إلى أن المنطقة الشرقية أولى المناطق التي تطلق البرنامج، مبينا أنه سيستمر لعدة أشهر، ويقام بشكل دوري كل شهر، ويحضره جميع الخطباء في المنطقة.

وفي السياق ذاته طالب مشاركون في برنامج الأمن الفكري المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية بتوفير الدراسات والمناصحات التي أجراها فريق المناصحة مع المتورطين في قضايا إرهابية، والنقاشات التي دارت في هذا المجال، وعدم ترك الأمن الفكري والديني وقضاياه العميقة التي تحدث التباسا لدى الكثير من الناس للاجتهادات الفردية لخطباء الجمعة، والتي قد تختلف من خطيب إلى آخر.

حيث أشار متداخلون في الندوة التي عقدت مساء أمس في مقر برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب السعودي، إلى أن الجهاد من وسائل التغرير بالشباب، ويجب على الخطيب أن يكون على وعي تام بالشبهات التي تثار حول الجهاد، والتي تستغل للتغرير بالشباب.

يشار إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أعلنت منذ فترة عن تنفيذ برامج متنوعة وفاعلة لمواجهة الغلو، وتحقيق الأمن العَقَدي والديني والفكري، تقوم بها فروع الوزارة بشكل شهري ومنظم ودوري، يُلزم بحضورها كل الخطباء والأئمة للاستفادة منها، ويشارك فيها نخبة من العلماء وطلبة العلم، وأن يكون الموضوع الرئيسي هو الأمن الديني والفكري، وكيفية نهوض الخطباء وأئمة المساجد به، ويستهدف البرنامج نحو 15 ألف إمام وخطيب في أنحاء البلاد.

وتخوض السعودية حربا فكرية تجاه الفكر المتطرف والتكفير والغلو، وذلك بعد أن كشفت الأحداث الأمنية التي مرت بالسعودية منذ بدأ تنظيم القاعدة نشاطه عام 2003، أن هناك قصورا لدى البعض في هذا الجانب.

كما تقوم وزارة الشؤون الإسلامية منذ بدء الأحداث الإرهابية بحركة تصحيحية لأفكار أئمتها وخطبائها.