السوق الإلكترونية توسع خيارات التسوق لدى السعوديين

تساعد قاطني المدن الصغيرة والقرى وتزيد من رفاهيتهم

دخول السوق الإلكترونية إلى السعودية قريبا («الشرق الأوسط»)
TT

يحدق خالد الزهراني، وهو طبيب أسنان يعمل في مدينة الطائف، في رسالة وصلت إليه عبر الهاتف المحمول، وقال مناديا أصدقاءه الملتفين حوله في أحد مقاهي جدة «سأتمكن من توفير الكتب والأجهزة الإلكترونية إلى الطائف دون تكبد عناء 400 كيلومتر ذهابا وعودة إلى جدة». وبعد سؤاله عما أثاره، قال الزهراني (24 عاما) لـ«الشرق الأوسط»: «سيتم تدشين السوق الإلكترونية السعودية خلال الأيام القادمة، هكذا يقول الخبر».

ورغم أن المهندس ماجد بن عنزان، المشرف العام على السوق الإلكترونية في مؤسسة البريد السعودي، لم يحدد موعد التدشين تماما، بيد أنه أكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الافتتاح سيكون خلال الأسبوع القادم.

ولن يقتصر التسوق في السوق الإلكترونية على التصفح عبر الإنترنت فقط؛ فحتى من لا يحسن استخدام الإنترنت سيتمكن من الشراء عبر مكاتب البريد في جميع مناطق ومحافظات المملكة، كما قال المهندس بن عنزان. الذي أضاف أن الجمعيات الخيرية ستشارك في السوق أيضا، عبر «برامج الأسر المنتجة» التي تصنع المنتجات الحرفية؛ إذ تفتح لهم هذه السوق خط إنتاج طوال العام، بدلا من ترقب المواسم والمعارض الخيرية.

ويأتي دخول السوق الإلكترونية السعودية متزامنا مع متطلبات الرفاهية المتوازنة في البلاد، فهي متاحة لقاطني المناطق النائية والقرى والمحافظات الصغيرة، وتتوقع مؤسسة البريد السعودي أن تشهد السوق الإلكترونية إقبالا من هذه الفئة في البلاد.

وحول ذلك، يقول يزيد غوث، وهو موظف سابق في إحدى شركات التسويق السعودية: «يقطع الكثير من المواطنين والمقيمين في البلاد مسافات كبيرة، باتجاه المدينة الأقرب من المدن الثلاث ذات الحركة التجارية الواسعة في السعودية، وهي الرياض والخبر وجدة، بهدف جلب التقنية، أو المستلزمات التي لا يجدها سكان المناطق والمدن ذات الحركة التجارية المتوسطة أو المنخفضة قريبة منهم»، مشيرا إلى أن هناك قدرة شرائية قوية، خصوصا لدى الموظفين في المؤسسات والدوائر الحكومية والقطاعات العسكرية.

من جهته، يعود المشرف على السوق الإلكترونية في مؤسسة البريد السعودي ليؤكد أن السوق «تعد منصة متكاملة للتجارة الإلكترونية، تتبعها جوانب أخرى، كمركز خدمة العملاء، وجانب الدفع الإلكتروني، وعدة جوانب حرصنا على تكاملها»، مشددا على أن المشروع، يفتح للتجار شريحة جديدة من العملاء، مما يسهم في تحقيق مبيعات أفضل، مستدلا بإحصاءات العام الماضي التي كشفت عن تنفيذ نحو خمسة ملايين عملية شراء إلكترونية في السعودية خلال 2009.

ويشير المهندس بن عنزان إلى إتاحة شراء البضائع في المتاجر، ثم إرسالها إلى المنزل عبر المؤسسة، في إشارة إلى إتاحة الإهداء في الأعياد والمناسبات، منوها بأن المدة التي يستغرقها الطلب في الوصول إلى داخل المدينة لن تتجاوز يومين، فيما تستغرق، كحد أقصى، نحو 5 أيام بالنسبة للطلبات من المتجر الواقع خارج مدينة العميل.

ورغم الاستياء الذي يواجهه برنامج «واصل» الذي يجد بعض المعوقات لدى السعوديين، أشار المهندس بن عنزان إلى أن «واصل»، يعد البنية التحتية للمشروع، وأن المؤسسة تستخدم المناولة في مشروع السوق الإلكترونية، فيما تستخدم «واصل» للعنونة، مشيرا إلى أن البريد يتعامل مع المنتج بمعاملة الطرود نفسها.

وحول سؤال يتعلق بتبديل المنتج في حالة عدم رضا العميل، قال المهندس بن عنزان «فور التسليم، تخضع العملية الشرائية إلى قانون التاجر في ما يتعلق بمسألة الاستعادة أو غيرها، وسنعمل مستقبلا على تطوير العملية، لنجد حلولا مرضية للطرفين». ويوضح المشرف العام على السوق الإلكترونية السعودية أن المؤسسة نسقت مع التجار لعرض بضائعهم إلكترونيا بشكل مبسط، يساعد العميل على اختيار المنتج المناسب.

وكانت مؤسسة البريد السعودي أعلنت الأسبوع الماضي تدشين السوق على لسان رئيسها الدكتور محمد صالح بنتن، الذي قال في بيان المؤسسة عقب مشاركتها في أحد المؤتمرات في دولة الإمارات العربية المتحدة إن السوق الإلكترونية السعودية ستمتد إلى مختلف دول العالم مستقبلا، عقب استكمال المرحلة الأولى. وأردف أن هذا المشروع يعد من مبادرات البريد السعودي الهادفة إلى نشر تطبيقات التجارة الإلكترونية في البلاد.