تجمع طبي: ازدياد أمراض العيون بعد كارثة جدة بسبب «ميكروب»

ربط بين زواج الأقارب وارتفاع أعداد المصابين بمرض «القرنية المخروطية»

TT

أكد تجمع طبي لمرضى العيون أن الأحداث التي شهدتها مدينة جدة مؤخرا على خلفية «سيل الأربعاء الأسود» تسببت في زيادة أعداد المصابين بأمراض العيون نتيجة انتشار الميكروبات، غير أن تلك الزيادة كانت «نظرية» وليست واقعية، بحسب ما أكده لـ«الشرق الأوسط» تجمع طبي متخصص في مجال طب العيون بجدة أول من أمس.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور علاء الدناصوري، رئيس الجمعية العالمية لتصحيح قصور الإبصار واللجنة العلمية في المجلس العربي الأفريقي لطب العيون والمدير الطبي في مستشفى مغربي للعيون في جدة، أن «السيول والأمطار أثرت بيئيا على المنطقة، الأمر الذي خلق احتمالات لزيادة نسب الأمراض والأوبئة». وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من أبرز تلك الأمراض الالتهابات الفطرية خاصة بعد العمليات الجراحية، غير أن ذلك لم يكن ظاهرا على أرض الواقع بشكل رسمي».

جاء ذلك على هامش الندوة الأولى لجراحات وتصحيح الإبصار التي نظمت بمشاركة بين الجمعية السعودية لطب العيون ومجلس الشرق الأوسط وأفريقيا لطب العيون ومجموعة «مغربي»، بمشاركة 250 طبيبا من داخل وخارج السعودية، إضافة إلى 35 متحدثا.

وأشار الدكتور علاء الدناصوري إلى تجاوز نسبة المرضى المصابين بمرض القرنية المخروطية ممن يزورون عيادته يوميا بهدف تصحيح النظر 25 في المائة، غير أن عدم وجود إحصائيات رسمية يعوق الوصول إلى عددهم على مستوى السعودية، معتبرا تلك النسبة «مرتفعة» مقارنة بدول العالم الأخرى.

وأضاف أن سبب ارتفاع نسب عدد المصابين بذلك المرض في السعودية يعود إلى كثرة زواج الأقارب بالمنطقة، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالقرنية المخروطية في مثل تلك الحالات»، مبينا أن المراحل الأولى من المرض قد تعالج إلى حد ما بالنظارة، إلا أنها تصل لمرحلة استخدام العدسات اللاصقة الصلبة أو عمليات زراعة القرنية. فيما كشف لـ«الشرق الأوسط» معتصم علي رضا، العضو المنتدب لمستشفيات ومراكز مغربي، عن بلوغ نسبة المرضى الذين يعانون من ضعف الإبصار في أي مكان بالعالم نحو 42 في المائة.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تجاوزت نسبة المرضى المصابين بأمراض العيون على خلفية إصابتهم بالسكر 61 في المائة، بينما تصل نسب الإصابة بمرض المياه البيضاء إلى 2 في المائة»، مبينا في الوقت نفسه أن تلك الإحصائيات عالمية ولا تتغير في أي مجتمع من مجتمعات العالم.

وأرجع أسباب زيادة أعداد المرضى في المستشفيات الخاصة إلى التأمين الطبي الذي تمنحه الشركات لموظفيها، الأمر الذي ساعد على إتاحة الفرصة لمعظم أفراد المجتمع لتلقي العلاج في مثل تلك المراكز، موضحا أن النمو السكاني وارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكر من أسباب الإصابة بأمراض العيون.

وفي الوقت الذي حاول فيه الكثير من الأطباء إثبات سلامة عمليات الليزر والليزك التي تجرى بهدف تصحيح النظر، أكد المدير الطبي في مستشفى مغربي للعيون بجدة على وجود مضاعفات سلبية لمثل تلك العمليات إذا ما تم إجراؤها للمريض غير المناسب.

وأضاف «لا بد من إجراء فحوصات كثيرة للمرضى الراغبين في إجرائها، من ضمنها تصوير سطح القرنية وقياس سمكها، إلى جانب سن المريض وتحديد حالته، حيث لا يتم إجراء عمليات الليزر والليزك لمن يعانون من تزايد قصر النظر أو ممن هم تحت سن 18 سنة». لكنه استدرك قائلا «ثمة بدائل أخرى من الممكن الاستعاضة بها عن عمليات الليزر والليزك، تتمثل في زراعة العدسات من دون تغيير شكل القرنية»، مبينا أن تلك العمليات لا تهدف إلى الإنقاذ من العمى بقدر ما تعمل على تحسين وضع المريض للعيش بشكل أفضل.

وحول وجود علاقة بين الجو وأمراض العيون، أفاد بأن حساسية العين من أكثر الأمراض شيوعا في السعودية ومنطقة الخليج عموما، والتي من أهم أسباب الإصابة بها انتشار حبيبات اللقاح في الهواء، إلا أنه أكد على أن الحساسية لا تعتمد على المكان بقدر ما تكون متعلقة برد فعل العين في ذلك المكان.

وبالعودة إلى العضو المنتدب لمستشفيات ومراكز مغربي، أكد على وجود عوائق أمام تفعيل السياحة العلاجية في السعودية، من أهمها تراخيص الأطباء وتأشيراتهم.

وطالب بإنشاء لجنة تحت مظلة محافظة جدة تتكون من شخص مفوض لكل الجهات المعنية بإصدار التراخيص والتأشيرات، وذلك بهدف دراسة طلبات المستشفيات في هذا الشأن والموافقة عليها مباشرة. بينما كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور وائل صلاح، مدير التسويق في مجموعة «مغربي» للعيون عن توقيع نحو ست اتفاقيات مع نيجيريا كبداية لتفعيل استراتيجية السياحة العلاجية.