تكريم أقدم معلم رياضيات في الرياض بعد ركض في مضمار التعليم تجاوز 36 عاما

سعود المقبل أودع جداول اللوغاريتمات ومسطرة الهندسة والفرجار والمنقلة وقلمه الأحمر خزانة الذكريات

TT

تم في الرياض أمس تكريم أقدم معلم في الرياضيات؛ ظل يركض في مضمار التعليم لأكثر من 36 عاما، وتخرج على يديه عشرات من الطلاب أصبحوا، فيما بعد، أطباء وطيارين ومهندسين ومعلمين وضباطا ومشايخ، وتحولت مدرسة عمرو بن الجموح الابتدائية جنوب العاصمة السعودية، التي كانت المحطة الأخيرة للمعلم سعود بن صقر المقبل في رحلته الطويلة مع التعليم، التي بدأها عام 1974، خلال حفل تكريمه يوم أمس الاثنين، إلى كرنفال من الوفاء واسترجاع الذكريات، واختلطت دموع الفرح بدموع الحزن بعد أن ترجل المعلم المقبل عن صهوة جواده بتقاعده عن العمل في سلك التعليم، وبخدمة لامست العقود الأربعة.

وأقامت المدرسة حفلا تكريميا كبيرا رعاه الدكتور عبد الله بن سعد الغنام، مساعد مدير مكتب التربية والتعليم في جنوب الرياض، وبحضور عدد من المشرفين التعليميين ومديري المدارس؛ منهم مديرون تعاقبوا على إدارة المدرسة خلال العقود الماضية، وأبرزهم عبد المحسن العبدان وعبد العزيز الخثلان، وبعض المعلمين المتقاعدين الذين عايشوا المعلم المقبل خلال فترة عمله بالمدرسة؛ إضافة إلى طلاب درسوا على يد المعلم في فترات زمنية مختلفة، وأصبح لهم شأو في الحياة العملية بعد تخرجهم في الجامعة، أو حصولهم على شهادات الماجستير والدكتوراه في تخصصات مختلفة.

وحضر الوطن بقوة في الحفل؛ إذ تغنى الطلاب بصوت واحد له، كما رددوا: «نحبك بابا عبد الله» معبرين بذلك عن تقديرهم ومحبتهم للملك عبد الله الذي حقق لبلاده إنجازات لافتة، وخصوصا في قطاع التعليم، وفتح لهم آفاقا للاستزادة منه من خلال برنامج الابتعاث الذي يحمل اسمه، كما حضر الشعر خلال الحفل بقوة، خاصة أن مدرسة عمر بن الجموح تقع على بعد مئات الأمتار عن منفوحة، مسقط رأس الشاعر الكبير الأعشى، صناجة العرب، وأحد أبرز الوجوه في سوق عكاظ الشهير؛ حيث تفاعل الحضور مع المعلم السابق في المدرسة حسن يحيى الحربي، الذي ردد في الحفل:

ابن الجموح ديار العلم والأدب ابن الجموح منار الفكر والكتب هذا فصيح يقول الشعر مبتهجا ينمق الحرف أفنانا من الخطب هنا تخرج أستاذ له همم وبات ينتج أجيالا من النجب هنا خبير وطيار وراوية هنا المهندس والجندي ذو الرتب ولم يستطع المعلم المكرم سعود المقبل حبس دموعه، وهو يلقي كلمة وداعية، شاكرا الجميع على هذا الوفاء الكبير؛ ليضع قلمه ووسائله التعليمية من مساطر وفرجار ومناقل وجداول اللوغاريتمات والضرب في خزانة الذكريات.