إطلاق أول ناد «جامعي» للمسرح النسائي في السعودية

يضم طالبات وخريجات جامعة الملك سعود.. ويهتم بالتمثيل وكتابة النصوص المسرحية

السعوديات يدخلن لأول مرة كشريكات في صناعة «المسرح الجامعي» («الشرق الأوسط»)
TT

لأول مرة، يزاح الستار عن حضور السعوديات على عتبات المسرح الجامعي، حيث أطلقت جامعة الملك سعود بالرياض أول ناد مسرحي جامعي «نسائي» على مستوى الجامعات السعودية، ينتظر أن يسهم في دعم ورعاية النشاط المسرحي للموهوبات، وذلك بعد صدور موافقة مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان على إنشاء فرع للنادي المسرحي التابع لعمادة شؤون الطلاب، بحيث يكون ناديا مسرحيا خاصا بالطالبات فقط، ويوجد في فرع الجامعة بعليشة، على أن يتم الإعلان قريبا عن برامجه وفعالياته.

وتوضح سحر العسيري، مؤسسة ومديرة النادي المسرحي الأول للطالبات، لـ«الشرق الأوسط»، حيثيات ولادة هذا المشروع، قائلة: «حينما فكرت في تأسيسه لم أجد أي تردد من قبل المسؤولين، بل بادروا لإنجازه وتحقيقه، خصوصا أن جامعتنا سباقة إلى كل ما هو جديد ومفيد ويستثمر لطاقات ومواهب طلابها وطالباتها».

وبسؤالها عن عدد الموهوبات اللاتي من الممكن أن يخدمهن النادي، تقول: «الأرقام إلى الآن لم يتم إحصاؤها، ولكن أرى في أعين الطالبات حماسا ومبادرة إلى التسجيل بالنادي، وهذا ما يجعلنا نتفاءل بأنه سيكون هناك أعداد كبيرة جدا، لأن المسرح الجامعي أمر مفتقر لدينا، والطالبات دائما يتمنين أن تقام مسرحيات داخل الجامعة، وكل هذا تلمسناه حينما يقام نشاط معين وعلى هامش فقراته مسرحية أو مشهد تمثيلي».

وحول آلية التسجيل في النادي المسرحي، توضح العسيري ذلك بقولها: «مجرد تعبئة استمارة الالتحاق بالنادي مع ذكر الموهبة (هل هي تمثيل أو كتابة نصوص مسرحية)، والنادي ليس مقتصرا على طالبات الجامعة، بل حتى على الخريجات، بشرط أن يكن من خريجات جامعة الملك سعود». وتضيف: «الرسالة السامية لتفعيل نادي المسرح هي الإيمان بأن المسرح له أهمية بالغة في معالجة القضايا الهامة بالمجتمع، وخصوصا داخل جامعتنا، من خلال نقدها أو التطرق إليها».

وعن طموحاتهن، تقول مديرة النادي: «نتطلع إلى تعاون الجهات الحكومية، مثل مهرجان الجنادرية وجمعية الثقافة والفنون وأمانة مدينة الرياض، وأناشدهم للتعاون معنا لكي تتم الاستفادة من طالباتنا ومن مواهبهن، وكل هذا سيمارس في جو نسائي محافظ جدا، وكلنا أمل بأن تكون مخرجات النادي تلائم الحركة الأدبية المسرحية والثقافية».

أما صفاء الزوري، فنانة مسرحية وعضو مؤسس في النادي، فتتحدث عن هذه الخطوة قائلة: «لكل مجتمع ثقافة خاصة به، فالمسرح مرآة عاكسة للمجتمع الذي يمثله، والسمة السائدة التي وصم بها المسرح السعودي هي التهريج، بينما هو فن راق، ووسيلة اتصال فعالة، وقد وصل المسرح السعودي لمراحل متقدمة على مستوى الخليج وهذه بادرة خير».

وتضيف «سنبذل قصارى جهودنا لإبراز مسرح الطالبات بصورة تليق بمستوى جامعة الملك سعود ومنافسة لمسرح الطلاب، وبافتتاح نادي المسرح قريبا سنرى فريقا مسرحيا نسائيا محترفا، يعي فن المسرح بمعناه الحقيقي». وتحدثت الزوري التي كانت لها تجربة تأسيس فرقة مسرحية تحمل اسم «بوح أنثى» عن تجربتها هذه، بالقول: «رغم العوائق التي نواجهها فإننا ما زلنا صامدين، هناك فرق مسرحية انزوت وتقهقرت، وأخرى ما زالت تواصل مشوارها الفني».

جدير بالذكر أن رسالة نادي مسرح الطالبات في جامعة الملك سعود تنص على: «أن يصبح للطالبة الجامعية بشكل خاص وللمرأة السعودية بشكل عام دور هام في إحياء ونشر ثقافة المسرح الجامعي، لأن المسرح جزء أساسي من الثقافة والأدب، ومن خلال المسرح الجامعي تعالج قضايا وتحل قضايا ويكشف النقاب عن قضايا، ولأن البيئة المسرحية وسيلة حركية هادفة وسهلة الوصول برسالتها السامية وبمواضيعها للجمهور المتفرج».

أما رؤية النادي، فتتضمن: «استثمار مواهب الطالبات في مجال التمثيل المسرحي واستقطابهم للنادي، من أجل إقامة المسرحيات الهادفة في جميع المجالات وإمداد الجهات التي تحتاج إلى إقامة نشاط مسرحي بالجامعة أو بالمؤسسات الاجتماعية الأخرى لهذه المواهب وخلق جو إبداعي منطلق من خلال إقامة المسرح الجامعي».

ويركز النادي على خمسة أهداف رئيسية، كالتالي، أولا: المساهمة في الرقي ببيئة التعليم الجامعي وربطه بمشكلات المجتمع من خلال إقامة المسرحيات الهادفة التي تعالج وتناقش القضايا الاجتماعية المختلفة. ثانيا: استثمار وتفعيل المواهب والطاقات الكامنة الإبداعية في مجال التمثيل وكتابة النصوص المسرحية وجعل البيئة مهيأة لتطويرها. ثالثا: إقامة علاقة تعاونية بين الجهات التي تقيم مهرجانات وعروضا نسائية فقط. رابعا: إحياء ثقافة المسرح الجامعي. خامسا: يشكل النادي نواة أساسية لإمداد المجتمع بكوادر مبدعة في مجال التأليف ونقل الخبرات للأجيال القادمة.