عاش مثقفون ورجال أعمال ومصرفيون ودبلوماسيون وتربويون وإعلاميون من السعودية واليمن أجواء تراثية وثقافية خلال أمسية احتفائية أقامها الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، وزير التربية والتعليم السعودي السابق، في مزرعته بمحافظة المزاحمية 70 كيلومترا غرب الرياض، ليلة أول من أمس.
وتحولت الأمسية إلى نقاشات حول العلاقة الحميمة التي تربط الجارين السعودي واليمني، والجهود المتنوعة للحكومة السعودية لدعم اقتصاد اليمن والمساهمة في الارتقاء الحضاري والتنمية للجار العزيز.
كما تم خلال الأمسية استعراض التأثير الثقافي المتبادل بين البلدين، واسترجع الحضور الرحلة الإخوانية التي دعا إليها ونظمها الدكتور عمر بامحسون، واستضافها عبد الله بقشان، للدكتور رشيد ومجموعة من المثقفين والأكاديميين السعوديين إلى حضرموت في الثالث عشر من أبريل (نيسان) الماضي، وتنقلوا خلالها في عدد من المدن اليمنية عبر الطائرة الخاصة للمهندس بقشان، شملت سيؤون والمكلا ومدن وادي حضرموت، وألقى خلال الزيارة الدكتور عبد الرحمن الشبيلي محاضرة عن التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين، وذلك في كلية التربية بجامعة حضرموت. وأتيح للحضور في أمسية الرشيد الاطلاع على محتوياتها من خلال توزيع المحاضرة مطبوعة عليهم.
وقطعت فرقة عنيزة الشعبية صمت الصحراء بإحيائها أهازيج شعبية في الهواء الطلق، حيث ارتفعت أصوات قرع الطبول مع ترديد أعضاء الفرقة ألوانا من السامري، خصوصا «اللعبونيات»، شنفت آذان الحضور وتفاعلوا معها. كما أضفى الممثل السعودي عبد العزيز الهزاع أجواء من المرح في الحفل من خلال تقديمه مقاطع من «أم حديجان» التي اشتهر بإجادتها خلال العقود الماضية، وتقليده لأصوات تتجاوز الخمسة عشر صوتا في الوقت الواحد، وألقى الدكتور فهد المعطاني الهوذلي قصائد بالفصحى والشعبي نالت استحسان الحضور، في حين عبر الدكتور إبراهيم التركي، مدير تحرير جريدة «الجزيرة» للشؤون الثقافية، عن فرحة هذا اللقاء من خلال إلقائه قصيدة بهذه المناسبة.
وأقام وزير التربية والتعليم السعودي السابق تلك الاحتفائية، تكريما للدكتور عمر بامحسون المحامي والباحث في الشؤون اليمنية، بحضور رجل الأعمال المهندس عبد الله بقشان، والشيخ عبد الله سالم باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري، والدكتور عبد الرحمن الجعفري محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وعيسى العيسى العضو المنتدب لمجموعة «سامبا» الائتمانية، والسفير اليمني في السعودية محمد الأحول، والدكتور عبد الرحمن الشبيلي الباحث والمؤلف، والدكتور عبد الواحد الحميد نائب وزير العمل السعودي، وعدد من الأكاديميين والمثقفين ورجال الأعمال اكتظت بهم مزرعة الرشيد الممتدة على رمال نفود المزاحمية.