«السياحة» و«التدريب التقني» تطلقان برنامجا مشتركا للمحافظة على التراث العمراني

ينطلق خلال أسبوعين تحت عنوان «لا يطيح».. ويهدف إلى حماية المباني الأثرية وإعادة تأهيلها واستثمارها

TT

أطلقت مؤسستان حكوميتان أمس برنامجا وطنيا طموحا يهدف إلى الحفاظ على مباني التراث العمراني وترميمها وإعادة بنائها. في حين شهدت مناطق عدة من المملكة أبرزها محافظة جدة في الآونة الأخيرة، انهيار عدد من المباني الأثرية، مما يهدد بزوال عناصر مهمة من التراث العمراني الوطني نهائيا.

هذا التحرك جاء في صورة اتفاق عقدته الهيئة العامة للسياحة والآثار مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على بدء البرنامج التأهيلي والتدريبي لبرنامج «لا يطيح» الهادف إلى الحفاظ على المباني المدرجة ضمن التراث العمراني في المملكة، عبر ترميمها وإعادة بنائها، وفق أحدث الطرق والوسائل التقنية والعلمية.

وفي هذا السياق، وقع الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والدكتور علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، في مقر الهيئة بالرياض بعد ظهر أمس (السبت) اتفاقية تعاون لتفعيل الجانب التدريبي في هذا البرنامج، الذي انطلق من محافظة المجمعة، وتبنته الهيئة وشرعت في تعميم تنفيذه على بقية المناطق، بعد أن لقي تفاعلا كبيرا من الأهالي الراغبين في الحفاظ على بلداتهم وقراهم التراثية.

ويتزامن توقيع هذه الاتفاقية مع إقامة المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي تنظمه الهيئة ويفتتح برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مساء اليوم (الأحد).

وشدد الأمير سلطان بن سلمان بعد توقيع الاتفاقية على أهمية برنامج «لا يطيح»، واعدا بأن يكون من أنجح برامج الهيئة العليا للسياحة، وخصوصا أنه يهدف إلى إشراك وتمكين الأفراد والمجتمعات المحلية في المحافظة على المباني التراثية، وإعادة تأهيلها واستثمارها اقتصاديا وثقافيا وسياحيا. ويجسد هذا البرنامج تفاعل المجتمعات المحلية مع جهود الهيئة وبرامجها في مجال المحافظة على التراث العمراني وتنميته، بما يسهم في استفادة هذه المجتمعات منه ثقافيا واقتصاديا، وتحويل المباني التراثية من مبان آيلة للسقوط إلى قابلة للنمو والاستثمار، وموفرة لفرص العمل. كما يعكس ارتفاع الوعي لدى الأهالي في المناطق المختلفة بالمواقع التراثية التي تمثل سجلا تاريخيا حيا يجسد تاريخ هذه البلاد ووحدتها المباركة.

ووجه رئيس الهيئة العليا للسياحة إلى بدء البرنامج التدريبي لبرنامج «لا يطيح» خلال أسبوعين، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والعمل على خدمة البرنامج بالشكل الذي يواكب اهتمام المجتمعات المحلية به، وإشراك القطاع الخاص في البرامج التأهيلية والتنفيذية للبرنامج.

وتضمنت الاتفاقية التأكيد على تعاون الجهتين في تطوير برامج معهد العمارة والتشييد الخاصة بتنمية وإعادة تأهيل وترميم مواقع ومباني التراث العمراني، وتوفير جميع المعلومات والمشاريع الخاصة بالمواقع الأثرية ومواقع التراث العمراني، التي تكون بحاجة إلى التأهيل والترميم والتطوير.

كما نصت الاتفاقية أيضا على تخصيص المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أحد مسارات التدريب في المعهد لمجال ترميم وإعادة تأهيل المواقع والمباني الأثرية والتراثية، وتطوير مواقع التراث العمراني، والتعاون بين الهيئة والمؤسسة في عقد دورات تدريبية متخصصة قصيرة أو متوسطة لتأهيل المختصين والمهتمين - من المواطنين - في مجال الترميم وتأهيل المباني والمواقع التراثية، لتنفيذ أعمال الترميم والصيانة والتطوير للمواقع التراثية والأثرية، ومنهم ملاك المواقع الأثرية والتراثية، والمهندسون، ومديرو المشاريع في مجال التراث العمراني، والمختصون في مجال الآثار، والمقاولون العاملون على تنفيذ مشاريع في مجال التراث العمراني.

وتأتي هذه الاتفاقية امتدادا للشراكة الوثيقة القائمة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، التي توجت بإقامة عدد من البرامج التأهيلية والتدريبية للمهن السياحية، والتعاون في إنشاء 4 كليات للسياحة والآثار تابعة للمؤسسة، وكذلك إعلان محافظ المؤسسة عن إنشاء معهد للعمارة والتشييد تبدأ الدراسة فيه اعتبارا من العام الدراسي المقبل 1431/1432هـ.