الطائف: إطلاق حملة لتحفيز السكان على النظافة بأنواعها

تستمر لمدة 20 يوما.. وتستهدف النظافة الشخصية والأماكن العامة

جانب من فعاليات مرسم الأطفال في حملة «كلك ذوق»
TT

أطلق أول من أمس في الطائف حملة توعوية ضخمة تهدف إلى تحفيز السكان على النظافة بأنواعها، وسط حفاوة رسمية من عدة جهات مدت يد الدعم للعاملين على هذه الحملة بهدف إنجاحها وقطف ثمار نتائجها بعد انتهاء الـ20 يوما المقررة لاستمرارها.

وتقود هذه الحملة جمعية مراكز الأحياء في محافظة الطائف، تحت عنوان «كلّك ذوق»، التي تركز على «تعزيز قيم المجتمع»، كما يقول وائل المالكي، وهو معلم لغة إنجليزية، وأحد منظمي الحملة المعروفة باسم «رتاج». وكان فهد بن معمر، محافظ الطائف، قد دشن الفعاليات التي أسهمت فيها جهات حكومية وخاصة، عبر رعاية وتوفير ما تحتاجه الحملة من مواقع للفعاليات، ورعاية وشراكة إعلامية، وتستمر لمدة عشرين يوما.

من جانبه، يبين رائد الحليس، وهو المسؤول الإعلامي في الحملة، إلى أنها تهدف إلى التوعية بالنظافة بأنواعها العامة، سواء الشخصية، أو البيئية، إلى جانب نظافة الأحياء والحدائق والشوارع والمدارس، وجميع المرافق العامة والخاصة, ويؤكد في حديث مع «الشرق الأوسط»: «أن التكاليف بلغت نحو 500 ألف ريال، بلغ المخصص للإعلانات منها نحو 100 ألف ريال».

ويوضح الحليس أن حملة هذا العام، تحمل بعدا مختلفا عما سبق، ويقول إن الاتصالات كانت تنهال عليه قبل الافتتاح بيوم واحد، «وتختلف بين راع جديد، ومؤسسة، أو مجمع تجاري يطلب إقامة فعالية. في إشارة إلى أن المجتمع الطائفي بدأ يعتادها، ويتأقلم مع طبيعتها، لا سيما أنها تحمل دوما قيمة ملموسة لدى أهالي المحافظة».

ويقول الحليس: «إن تنويع شريحة المستهدفين في الحملة، إلى جانب مخاطبتهم بالأسلوب نفسه الذي يتواءم مع أفكارهم وتطلعاتهم، ساعدنا، ودعمهم أيضا، في وصول الرسالة المرجوة بشكلها الصحيح، مدللا بالأطفال الذين ينهالون على فعاليات (المرسم)، ويتداولون (البروشورات) الخاصة بالحملة، ويجبرون آباءهم على إلصاقها في السيارات وداخل المنزل».

ويستطرد: «أما الشبان، فقد عقدت لأجلهم مسابقات ثقافية خفيفة، ومحاضرة نظمتها جامعة الطائف بالتعاون مع جمعية مراكز الأحياء، إلى جانب ورش عمل، إضافة إلى سباق ماراثون، وزيارات لتنظيف المساجد، ومسابقات رياضية، وجولات لتنظيف الأحياء من الكتابة على الجدران».

ولم تستثن الحملة الجانب النسائي، في محافظة الطائف، التي تعد، بحسب تصنيف إدارة التربية والتعليم، أكبر محافظة من حيث عدد الطالبات، بعد الرياض العاصمة.

حيث بين القسم النسائي في صفحة الحملة على الـ«فيس بوك»، أن جمعية مراكز الأحياء بالطائف نظمت الملتقى النسائي الأول، ويستمر لثلاثة أيام في قاعة سلطانة للمناسبات بالحوية.. وكان اليوم الأول مخصصا للأطفال، شارك فيه نحو 300 طفل، بينما كان اليوم الثاني مفتوحا لجميع الأعمار، وكان بعنوان «نرتقي بأذواقنا»، وأقيمت ندوة صحية بالتعاون مع الشؤون الصحية بالمحافظة، إلى جانب عروض متعلقة بأهمية النظافة في شؤون الحياة العامة. وشهدت الفعاليات النسائية مسابقة لأفضل صورة توضح السلوك الإيجابي أو السلبي للنظافة.

إلى ذلك يصنف العاملون في الحملة أسلوبها الرئيسي في التعامل مع الآخر بـ«السلس»، ففي حين يدأب الشبان والفتيات على حد سواء، على تنظيم الفعاليات، عبر فرق العمل المتخصصة الموزعة على أحياء المحافظة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 980 ألف نسمة، يحرص الجميع على زرع القيم بما يتوافق مع ثقافة الآخر، وهي إحدى أسرار نجاح حملة «رتاج» خلال سنواتها الأربع.

ويعود وائل المالكي بالقول: «تعد (رتاج) نسخة غير مقلدة من برنامج دعوي في الكويت يدعى (ركاز)، ويركز على تقديم النصيحة والتوعية بأسلوب سلس وقريب إلى عقول المخاطبين، أطفالا كانوا أم شبانا». مضيفا أن «الحملة أيضا تعد ميدانا للمصممين والمصممات، وهواة التصوير والمونتاج وإدارة الحملات والترويج والدعاية والإعلان».

ويتابع: «كل الفريق الذي يعمل في البرنامج، يعتبر النجاح لا يأتي سوى بالاستمرار، وهو ما يجعلنا نعمل دون أن نتطلع إلى مردود مباشر وقصير».

وحول ذلك يشير المسؤول الإعلامي في الحملة إلى أن تعزيز القيم يعد الحافز الأكبر، إلى جانب محاولة طرد السلبيات السلوكية في المجتمع عبر غرس النقيض.

ويصف رائد الحليس هذا المشروع بـ«النهضوي» ويؤكد في الوقت نفسه أن المشروع لم ينجح من خلال الحملة فقط؛ فالقطاعان التجاري والحكومي اللذان يحملان التوجه نفسه والأهداف المتعلقة بالمجتمع، ساهما بشكل أو بآخر، في الوجود اللافت لها، مشيرا إلى أن كل ما يتعلق بالحملة، هو نتاج أفكار ومقترحات الشبان والفتيات المشاركين في التنظيم.

وتأتي حملة «رتاج» الرابعة «كلك ذوق»، عقب ثلاث حملات سابقة، كان أولها في صيف 2007 بعنوان «أمي وأبي رضاهما جنة»، و«دارنا استقرارنا» في 2008، وكانت آخرها «عفافي» التي كانت تتعلق بمسألة العفاف المصاحب للظواهر الجديدة الداخلة على المجتمع، التي انعقدت في 2009 الماضي.