«السياحة والآثار» تتحرك لطرح أول مشروع لتطوير كورنيش القنفذة نهاية العام الحالي

توجه لتمكين الحجاج من زيارة المواقع السياحية في منطقة مكة المكرمة

TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن أن الجهات المعنية في أمانة جدة والهيئة ستطرح نهاية العام الحالي أول مشروع لتطوير الكورنيش الشمالي في القنفذة، وذلك كمنافسة عامة لرجال الأعمال والمختصين للاستثمار فيه.

ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الهيئة العليا للسياحة والآثار إلى تشجيع التوجه نحو السياحة الدينية عبر تسيير زيارات للمواقع السياحية في منطقة مكة المكرمة التي تعد محافظة القنفذة إحداها.

وأوضح محمد العمري المدير التنفيذي لجهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة والأمانة بصدد الانتهاء من وضع كراسة الشروط والمواصفات للمشروع. مشيرا إلى أن المشروع يتضمن ثلاثة مواقع سياحية ستتم الاستفادة منها، من خلال بناء دور إيواء وفنادق، إضافة إلى موقع مخصص للاستثمار فيه للتسوق والترفيه، وموقع آخر ثقافي وتراثي يعنى بتاريخ المنطقة، وستكون جميع تلك المواقع الثلاثة متاحة للجمهور.

وهو الأمر الذي أكده المهندس علي الغامدي رئيس بلدية القنفذة، مثنيا في الوقت ذاته على جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار، وإخلاصها في العمل على تطوير المشروعات السياحية في جميع مناطق المملكة، وخصوصا في منطقة مكة المكرمة، وتذليل جميع الصعاب التي تواجه العاملين في الاستثمار السياحي، للنهوض بالمنطقة سياحيا، وتنشيط الحركة الاقتصادية بها.

وقال الغامدي لـ«الشرق الأوسط»: «إن بلدية القنفذة تعمل مع الهيئة العامة للسياحة والآثار على اعتماد المواقع التي تم اختيارها للاستثمار، كما تم اعتماد الدراسة الخاصة بتطوير الكورنيش الشمالي في القنفذة، ونحن بصدد الانتهاء من وضع كراسة الشروط والمواصفات للمشروع، وسيتم طرحها من قبل أمانة جدة المالكة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، على أن يطرح المشروع للمنافسة قبل نهاية العام، وسيتم الإعلان عنها قريبا للمستثمرين ورجال الأعمال، للعمل معا على تنمية وتنشيط السياحة في المحافظة».

وكان جهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار في جدة قد عقد مؤخرا ورشة العمل الأولى لمناقشة الخطط التنفيذية لتطوير محور شاطئ البحر الأحمر في مقر الجهاز بجدة، وحضر الاجتماع مستشار الهيئة العامة للسياحة والآثار، وعدد من الجهات الحكومية.

وبالعودة إلى العمري، أبان أن هيئة السياحة والآثار تسعى لتحقيق التنمية السياحية لسواحل البحر الأحمر، بالموازنة بين إقامة المشاريع السياحية الفخمة، واستكمال البنية التحتية، وتوفير المتطلبات الأساسية التي يحتاج إليها السائح، من أسواق، ومستشفيات، ومياه، وطرق، وأمن، وخدمات أخرى منوعة تجذب مزيدا من السياح والزوار، مع عدم إغفال أهمية الإعلام السياحي ودوره في توعية المواطنين، سواء من خلال الإعلام المسموع أو المرئي أو المقروء، وتعريف المواطن والمقيم بمقومات بلادنا من كنوز وآثار.

ونوه المدير التنفيذي لجهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة إلى التوجه القائم لاستثمار السياحة الدينية، عبر تيسير زيارة المواقع السياحية في منطقة مكة المكرمة، والسماح للحجاج والمعتمرين بالبقاء فترة بعد انتهاء مناسكهم لزيارة تلك المواقع، وتنشيط السياحة.

وأضاف العمري: «تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع جميع الجهات الحكومية والخاصة، على تنشيط السياحة الداخلية، من خلال تأسيس المشاريع الضخمة، وتطوير الأماكن السياحية والاهتمام بها».

من جانبه، أشار الدكتور حسن حجرة مستشار محور البحر الأحمر، إلى ما يزخر به شاطئ البحر الأحمر من كنوز طبيعية منوعة، وشعاب مرجانية، وبيئة طبيعية تساعد في تنمية سياحة الغوص، وتسهم في جذب السياح، وتنمية المناطق سياحيا واقتصاديا، كما يحتل هذا البحر أهمية كبيرة ملاحيا وسياحيا وتنمويا، إلى جانب أهميته الكبرى في تحلية المياه وتوليد الطاقة والكهرباء.

وتطرق الدكتور حجرة إلى خطة المملكة لتطوير ساحل البحر الأحمر، لافتا إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار عملت بالتعاون مع جميع القطاعات الحكومية على وضع خطط زمنية للعمل على تنمية قطاع السياحة وتطويره على مدى 20 عاما، ووضعت خططا خمسية لتنفيذ توصيات الاستراتيجية العامة، وتأسيس بيئة مؤسسية لأجهزة السياحة في جميع مناطق المملكة.

وتهدف استراتيجية الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تطوير الوجهات السياحية على شاطئ البحر الأحمر وظهيره الجغرافي، وربط المناطق التي تقع على ساحل البحر الأحمر، وهي جازان، وعسير، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وتبوك، بعضها ببعض من خلال مسارات سياحية مع ظهيرها الجغرافي، وإقامة منشآت ترفيهية منوعة، وتطوير خدمات النقل البحري لمناطق البحر الأحمر المختلفة، وتطوير سياحة الجزر السياحية.

وكان الاجتماع الذي ضم مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة جدة، تطرق إلى سبل تطوير ساحل البحر الأحمر بمنطقة مكة المكرمة، وتنمية المحافظات الواقعة على شاطئ المنطقة مثل الليث والقنفذة ورابغ، والعمل على تشجيع المستثمرين، وتوفير العروض المغرية للاستثمار في القطاع السياحي وإقامة المشروعات السياحية التي تخدم هذه المناطق سياحيا واقتصاديا وسكانيا، وتسهم في توفير فرص عمل منوعة للمواطنين.

ويأتي بحث تطوير ساحل منطقة مكة المكرمة بعد أيام قليلة، من إطلاق الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأربعاء الماضي، المرحلة الأولى من مشروع تطوير الواجهة البحرية الشمالية في مدينة ينبع، الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع إمارة منطقة المدينة المنورة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمؤسسة العامة للموانئ، في حضور الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس تنمية السياحة والآثار بمنطقة المدينة المنورة.

وجال الأمير سلطان بن سلمان، يرافقه الأميران سعود بن عبد الله بن ثنيان وعبد العزيز بن ماجد، في زيارة لحي الصور في ينبع القديمة، وشملت الجولة سوق الليل الشعبية، حيث شاهدوا عناصر السوق والمعروضات التراثية التي تحكي ماضي المنطقة، والأبنية التي تم ترميمها من قبل الهيئة الملكية والهيئة العامة للسياحة في ينبع.

وأوضح الدكتور يوسف المزيني مدير جهاز التنمية السياحية في منطقة المدينة المنورة، أن المشروع يشمل تطوير الواجهة البحرية، والحي التاريخي في ينبع (حي الصور)، والواجهة البحرية (الميناء)، والواجهة البحرية الشمالية (الشرم)، ومراحل واتجاه التنمية والمناطق المقترحة للتطوير، وعناصر كل منطقة منها، والمرافق والخدمات الأساسية والمساندة المزمع تنفيذها لتعزيز دور كل منها على حدة، والتكامل فيما بين العناصر الرئيسية للواجهة البحرية في الجذب السياحي، وربطها بالوسط التاريخي لتحقيق التنوع والتكامل في المنتج السياحي.