تحرك لإشهار شركة لتطوير وإعادة هيكلة «منطقة البلد» و«جدة التاريخية» خلال شهرين

الأمانة : تعمل على 5 محاور وتحمل اسم «شركة جدة التاريخية»

مساعٍ للحفاظ على جدة التاريخية عنصرا رئيسيا في اقتصاد جدة السياحي («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم أمانة جدة إشهار شركة ضخمة مهمتها تطوير المنطقة التاريخية ومنطقة البلد، وسيتم من خلال هذه الشركة التي ستعلن خلال الشهرين القادمين تحت اسم «شركة جدة التاريخية» إعادة تخطيط وتطوير منطقة البلد.

وأكد المهندس عادل بن محمد فقيه أمين محافظة جدة إنشاء شركة جدة التاريخية خلال الشهرين المقبلين، موضحا أنها شركة متخصصة في تصميم وتنظيم المنطقة التاريخية بالتعاون مع شركة جدة للتطوير العمراني وشركة وسط المدن وستبدأ أعمالها قبل نهاية العام الحالي.

إلى ذلك كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة من أمانة جدة عن تفاصيل تلك الشركة وأهم المشروعات التي تنوي القيام بها والتي ستعمل وفق المصدر على إعادة تأهيل منطقة البلد وتنشيط رؤية أمير منطقة مكة المكرمة ومحافظ جدة في الحفاظ على جدة التاريخية عنصرا رئيسيا في اقتصاد جدة السياحي خصوصا أن تراث جدة العمراني هو الوحيد المتبقي في منطقة البحر.

وأضاف المصدر: «ستعمل الشركة على وضع حل شمولي للمنطقة التاريخية بحيث يشمل البنية التحتية والمباني التاريخية وغير التاريخية، وإحيائها برؤية مستدامة تكفل استمرار النمو والتطور بتضافر الجهود الحكومية والخاصة».

وأشار المصدر إلى أن «الشركة قيد التأسيس ما بين شركة (جدة للتطوير العمراني) وشركة )وسط المدن) وملاك المباني، وقد قامت الشركة بالاستعانة بخبرات عالمية في مجالات التخطيط والهندسة والبنية التحتية وهندسة الطرق والمواصلات وحركة المشاة والجدوى الاقتصادية للمواقع، وذلك لوضع حلول متكاملة للمحافظة والمنطقة التاريخية».

واستطرد: «هناك خبراء يدرسون الوضع منذ عام للنهوض بمنطقة التطوير ومن أجل المحافظة على المباني التاريخية وتطويرها إلى منطقة فنادق ومعارض وإحيائها من خلال أنشطة تجارية وحضارية واجتماعية ومتاحف وقاعات مناسبات ومعاهد دراسات وفنون إسلامية ومنتديات ومرافق عامة وإنشاء أكاديميات تدريب مهنية وتراثية وأنشطة عرض وببيع».

وبيّن المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الصورة الأولية للمخطط العام والتي تشمل 5 محاور الأول في المنطقة الشمالية من باب الشام عبر إقامة مواقع متعددة الأغراض ومجموعة متاحف ومجسمات للفنون التشكيلية وفنادق تراثية ومطاعم وساحات تقليدية عالمية، ويشمل المحور الثاني تطوير المنطقة الشرقية من جهة باب مكة، تتضمن إقامة أكاديميات ومرافق تعليمية ومعارض مصاحبة لها ومعارض منتجات وأسواق حرفية».

وأضاف: «ويشمل المحور الثالث المنطقة الجنوبية من امتداد سوق الندى وتركز عليها محور تجاري وسكني وسوق التجزئة وأنشطة تراثية وحرفية، والمنطقة الرابعة الغربية هي منطقة باعشن وسيربط جدة التاريخية بالبحر من خلال مركز تجاري رفيع المستوى على شارع قابل وإنشاء سوق جملة ومرافق تجارية ومرافق سيارات إضافة إلى محور المنطقة المركز وسيتم فيها مقاهٍ وجلسات على جانبي الشارع وإعادة أرصفة الشارع بالحجر وإنشاء مظلات طرق».

وبالعودة إلى المهندس عاد فقيه أمين محافظة جدة أعلن بدء تنفيذ جملة من المشروعات بقيمة إجمالية تبلغ 50 مليون ريال، لإعادة تأهيل المحاور الرئيسية والأرصفة والإنارة، بما يتماشى مع طابع المنطقة التاريخية وذلك خلال تدشين معرض التراث العمراني في جدة. تجول فقيه في المعرض الذي تنظمه أمانة جدة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة التاريخية، والذي يوثق ويبرز التراث العمراني المميز في محافظة جدة بما في ذلك مبانٍ وقرى تراثية وحرف وصناعات تقليدية وأسواق شعبية وأنماط حياة الإنسان في المنطقة والموروث الثقافي لها.

من جانبه أوضح محمد العمري المدير التنفيذي لجهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة أن المعرض ينعقد بالتزامن مع المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية المنعقد حاليا في الرياض، وهو ويدل على أهمية التراث العمراني في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بالمملكة.

وأشار إلى أهمية البعد الاقتصادي لمناطق التراث العمراني، وأن الهيئة تسعى لتسجيل المنطقة التاريخية بجدة ضمن مواقع التراث العالمي في اليونسكو خلال عام 2012م.

وقال: «نتطلع إلى إنشاء مواقع استثمار لها علاقة بالتراث من فنادق ومطاعم كبري وساحات». مضيفا أن كل هذا لن يتحقق إلا من خلال التعاون مع الملاك والقطاع الحكومي والخاص.

وفي السياق نفسه أشار الدكتور عدنان عدس مدير إدارة تطوير وتأهيل العمران بالمنطقة التاريخية إلى أهمية التراث العمراني وما يمثله من معنى رمزي لوحدة وتاريخ المجتمع وما يمثله من ذاكرة اجتماعية تبرز الهوية الذاتية للمجتمعات وانتمائها الحضاري.

وقال إن أهمية المحافظة على التراث العمراني تتعدي المنظور الاجتماعي والإنساني لتشمل الجوانب الاقتصادية المستدامة في ترميم وإعادة استخدام هذه المباني بما يحقق الكفاءة العالية والفعالية الاستثمارية الناتجة من النشاط السياحي المتزايد في مواقع التراث العمراني.

وأوضح أن المعرض الذي يستمر 5 أيام يشتمل على مسابقة لصور التراث العمراني وعرض حي لحرفيي ترميم مباني التراث العمراني وورشة للفنون التشكيلية وندوات ومحاضرات متخصصة في مجال التراث العمراني وأنواع من المأكولات الشعبية.