سلطان بن سلمان: مؤتمر التراث العمراني أوقف الأصوات التي تزدري تراث الوطن

أكد أن رعاية السعودية للمؤتمر هي مبادرة للاهتمام بالتراث الإسلامي

الأمير سلطان بن سلمان خلال مداخلة له في إحدى جلسات مؤتمر التراث العمراني («الشرق الأوسط»)
TT

قال مسؤول رفيع في الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية إن بلاده تسعى إلى تعريف العالم بالتراث الغني والآثار التاريخية التي تعكس حضارة الوطن، وذلك من خلال مؤتمر التراث العمراني، والذي جاء ليوقف الأصوات التي تزدري تراث الوطن.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، أن «المؤتمر جاء ليوقف الأصوات التي تزدري تراث الوطن وتقلل من شأنه»، موضحا أن «ازدراء مواقع التراث العمراني في الوطن هو خطأ وجريمة في حق الوطن، والواجب هو العناية بهذه المواقع حتى تكون مصدر فخر واعتزاز لنا».

وأوضح الأمير سلطان أن المؤتمر يحمل في طياته رسائل موجهة للمواطن السعودي ورسائل أخرى موجهة إلى بلدان العالم بأن المملكة غنية بتراثها وآثارها الكثيرة التي تدل على حضارة هذا الوطن، مبينا أن للمواطن الحق الكامل في التعرف على تراثه ليقدره ويرعاه ويهتم به.

وبين أن المؤتمر يحمل رسائل كثيرة، وتابع: «الرسالة الأولى هي للمواطن السعودي قبل أن تكون للعالم، فوطننا غني بتراثه بآثاره الكثيرة التي تدل على حضارته وتراثه المجيد، كما أن للمواطن الحق في التعرف على هذا التراث وهو أولى أن يعرف تراثه، ونطمح أن يكون هذا التراث أحد الموارد الاقتصادية التي نعتز ونفتخر بها كسعوديين».

وعزا الأمير سلطان نجاحات المؤتمر القياسية إلى تضافر الجهود وتعاونها وحرص قيادة البلاد على إنجاح كل ما فيه خير للأمة الإسلامية، مؤكدا أن «نجاح هذا المؤتمر، حتى الآن، جاء بتضافر الجهود من الجميع ولا أدل على نجاح المؤتمر في بداياته من الحضور المتميز والقوي، ولا شك أن ذلك كله بفضل الله ثم المسيرة السديدة لحكومتنا الرشيدة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز».

جاء ذلك خلال رعاية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، للبرنامج الثقافي والشعبي المقام على هامش الفعاليات المصاحبة للمؤتمر في العاصمة السعودية الرياض.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية أن المملكة برعايتها للمؤتمر في نسخته الأولى قد أطلقت المبادرة الأولى للاهتمام العالمي بالتراث العمراني الإسلامي.

وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن المؤتمر الذي يهتم بالتراث العمراني في الدول الإسلامية جاء امتدادا لاهتمام المملكة بالتراث العمراني الذي هو امتداد للحضارة الإسلامية، وجاءت انطلاقته الأولى في المملكة لتستعيد المملكة مجدها التليد ووضعها الطبيعي كجزء من التراث الإسلامي، وجزءا من عملية التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة.

وأضاف: «التراث العمراني انطلق في السعودية ليستعيد مجده ويستعيد وضعه الطبيعي كجزء من التطوير والتحديث، مشيرا إلى أن المملكة اليوم تمر بعملية تحديث كبيرة وتاريخية علي يدي رجل مخلص هو خادم الحرمين الشريفين». وشدد الأمير سلطان بن سلمان على أهمية العناية بالتراث الوطني لأنه جزء من الإنسان السعودي وجزء من حياته، موضحا أن المواقع التراثية هي أصلنا الذي خرجنا منه وخرجت منه هذه الوحدة الوطنية، مؤكدا في الوقت ذاته على أن «العناية بالتراث هي جزء من هذا التحديث في المملكة ولا يعقل اليوم أننا نرى في مواقعنا التراثية الخربة إهمالا، حيث إنها هي أصلنا وهي التي خرجت منها هذه الوحدة الوطنية التي هي جزء من حياة المواطن».

وبين الأمير سلطان أن المؤتمر شهد عدة إشادات من وزراء وخبراء في مجال السياحة والتراث في العالمين العربي والإسلامي وخصوصا في مجال التنوع التراثي في المملكة منوهين بحجم الوحدة الوطنية التي جمعتهم مع هذا التنوع العددي.

وقال: «كم نسمع اليوم ضيوف المملكة من وزراء وخبراء يشيدون بالتنوع في التراث السعودي، وكيف كانت هذه الوحدة مع هذا التنوع، والقصد في ذلك وخصوصا في هذه البلاد المباركة هو وحدة القلوب قبل كل شيء»، موضحا: «إننا في المؤتمر قد أطلقنا المبادرة الأولى للاهتمام بالتراث العمراني، والتوقف عن ازدراء هذا التراث الوطني الذي خرجت منه سرايا التوحيد وخرّجت هذه المواقع التراثية الرجال والنساء الذين عملوا على توحيد المملكة».

إلى ذلك، وقع الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة التراث، أول من أمس الاثنين اتفاقية تعاون بين مؤسسة التراث وجامعة باري للتقنية والتدريب المهني في إيطاليا، ووقعها من طرف الجامعة، البروفيسور نيكولا قسطنطين.

وتهدف هذه المذكرة إلى التعاون في مجالات التراث العمراني، بما يشمل البحوث المتعلقة بالعمران السكني وغير السكني، والهندسة الإنشائية المتوافقة مع البيئة، إلى جانب التعريف بهذا التراث، وزيادة الوعي بأهميته، والتعاون في مجال البحوث ذات الصلة، على أن تتولى مؤسسة التراث التنسيق مع الجامعات السعودية والمعاهد والجهات المختصة الحكومية والخاصة والعلماء والباحثين، للقيام بدور الشريك في هذا الجانب.

كما وقع الأمير سلطان اتفاقية مع محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة «منتدى أصيلة» المغربية، لتبادل الأبحاث والخبرات والمعلومات بين الطرفين، وذلك انطلاقا من الأهداف المشتركة بينهما في مجال العناية بالتراث بمختلف أشكاله المادية والمعنوية، ودعم العلاقات القائمة بين المملكتين.

وتضمنت الاتفاقية مع منتدى أصيلة، التعاون في مجال تنظيم الندوات واللقاءات المتخصصة في مجالات الحفاظ على التراث، وإصدار كتب وموسوعات تهدف للحفاظ على التراث وتوثيقه، وإقامة معارض تعنى بمجالات التراث المختلفة، والعمل على تطوير الحرف التقليدية، إلى جانب تبادل المعلومات بخصوص التراث العمراني وسبل تطوير العمران التقليدي، والتعريف المتبادل بالتراث التقليدي الأصيل بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية.

وافتتح الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، معرض الحرف اليدوية، وهو إحدى الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، وذلك بحضور الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض، وعدد من المسؤولين الضيوف من أقطار العالم الإسلامي.

وفي موضوع ذي صلة، أوضح المهندس سعيد القحطاني مدير المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) بالهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة بالمشاركة مع تسع جهات هي وزارة المالية، وزارة التجارة والصناعة، وزارة الاقتصاد والتخطيط، وزارة العمل، وزارة الشؤون الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، والهيئة العامة للاستثمار، ومجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، انتهت بتكليف من مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار من إعداد الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات التقليدية في المملكة بمشاركة فريق عمل من الخبراء الدوليين في مجال الاقتصاد والإحصاء والاجتماع والصناعات التقليدية إضافة إلى خبراء من بعض الجامعات السعودية. واستعرض إبراهيم الحمدان مشرف بنائين في منطقة القصيم أو ما يشار إليه بـ«الأستاذ» جانبا من مشاركاته في «الجنادرية» وترميم سوق المسوكف الشعبي بمحافظة عنيزة وبعض المعالم التراثية بالقصيم، مثمنا دعم الهيئة العامة للسياحة والآثار للحرفيين.

وحول رحلته مع الحرف التقليدية، ذكر أحمد الوشمي المحاضر بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود أنه ساهم في الإشراف على تصميم السوق الشعبية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، ودعوة الحرفيين من مختلف مناطق المملكة «بالتعاون مع بعض الحرفيين، جمعنا وصنفنا ووثقنا 30 حرفة أصلية والحرف المتفرعة منها، ورصدت في كتاب (الرياض مدينة وسكانا) طريقة العمران التقليدية من استلام الأرض وحتى التشطيب، وبالاعتماد على الرواية تتبعت في كتاب (الحرف والصناعات التقليدية في المملكة) الكثير من الحرف من ناحية المواد الخام والأدوات المستخدمة في التصنيع».