الشؤون الاجتماعية تعمم برنامجا للتسوق الإلكتروني على 578 جمعية خيرية في السعودية

بعد نجاحه في مرحلته «التجريبية» في مدينة الأحساء

الكثير من المنتجات تم إدراجها ضمن برنامج التسويق الإلكتروني («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية مؤخرا في تعميم تطبيق برنامج التسويق الإلكتروني «إي مول» لمنتجات الأسر المنتجة على نحو 578 جمعية، منها 89 مؤسسة خيرية، إلى جانب 340 لجنة تنمية اجتماعية، وذلك عبر الموقع الإلكتروني لمؤسسة البريد السعودي.

وكانت تقارير إحصائية رسمية صادرة خلال العام الماضي 2009 تشير إلى أن عدد عمليات الشراء الإلكترونية في السعودية بلغت ما يقارب 5 ملايين عملية، وذلك بحسب ما صرح به في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» المهندس ماجد بن عنزان المشرف العام على السوق الإلكترونية في مؤسسة البريد السعودي.

إلى ذلك، أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز الهدلق الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، أن برنامج التسويق الإلكتروني تم تعميمه بعد نجاحه في مركز التنمية الاجتماعية بمنطقة الأحساء، الذي طبقه بشكل تجريبي لمدة 5 أشهر.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سهل ذلك البرنامج عملية التسويق لمنتجات الأسر المنتجة، غير أن المجتمع بحاجة إلى أن يعرف كيفية الوصول له عن طريق الموقع الرسمي لمؤسسة البريد السعودي بمشاركة هيئة الآثار والسياحة»، لافتا إلى أن مسألة التسويق تعد من أهم الأمور التي تواجهها الأسر المنتجة.

يأتي ذلك في وقت طالبت فيه مجموعة من مسؤولات مراكز التنمية الاجتماعية بضرورة وجود قنوات تسويقية لمنتجات الأسر المنتجة في ظل تغطية تلك المراكز لعدد من القرى التي يشملها برنامج الأسر المنتجة.

وأكدت لـ«الشرق الأوسط» تغريد العمودي رئيسة قسم مركز التنمية الاجتماعية في وادي فاطمة التابع لمنطقة مكة المكرمة، عدم وجود تسويق جيد لمنتجات الأسر المنتجة، الأمر الذي يشكل «معاناة» لهذه الأسر في ظل انعدام القنوات التسويقية الفعالة، على حد قولها.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «انتهى المركز من توقيع اتفاقية مع البنك الأهلي التجاري ضمن برنامج (مشروعك الصغير من المنزل) الذي نأمل من خلاله الحصول على منافذ تسويقية تفي بالغرض»، مشيرة إلى أنه سيتم البدء في تطبيق الاتفاقية اعتبارا من نهاية الشهر الحالي.

وانتقدت عدم وجود إعلانات كافية للمهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي والمعرض المصاحب له قبل انطلاقه، خاصة أن ذلك أثر على إقبال الناس على الرغم من وجود أشياء قيمة في المعرض، موضحة حاجة المراكز إلى التنسيق بشكل أكبر مع مكتب الإشراف الاجتماعي الرئيسي بهدف تضافر الجهود.

وشددت على أهمية وجود قنوات تسويقية لتسهيل مهام مراكز التنمية الاجتماعية، لا سيما أن تلك المراكز تعد مشرفة وموجهة ولا تمتلك السلطة لمنح قروض أو تمويلات مالية، مبينة أن مركز التنمية الاجتماعي في وادي فاطمة يسعى للتعاون مع كل من صندوق التنمية للمشاريع والضمان الاجتماعي باعتباره يعطي قروضا تمويلية للأسر، في حين يعمل المركز على دور المتابعة والتدريب للمشاريع كونه يتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية نفسها. وهنا علّق الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية قائلا: «بدأت الوزارة في عدة وسائل وآليات للتسويق، من ضمنها الاتفاق مع الفنادق والمطارات بهدف تخصيص مراكز لمنتجات الأسر المنتجة، إضافة إلى إقامة معارض مستمرة لهذا الغرض، وإتاحة فرصة أكبر أمام الأسر المنتجة من خلال مهرجان الجنادرية العام المقبل».

ولفت إلى بدء الوزارة في خطوة التسويق لمنتجات الأسر المنتجة عبر الفنادق، من خلال وجود مركز سليسلة التابع لجمعية الفيصلية الخيرية في فندق هيلتون جدة، بالإضافة إلى تنظيم معارض مخصصة للتسويق في وزارة الشؤون الاجتماعية.

واستطرد في القول: «تتيح الوزارة الكثير من قنوات التسويق للمنتجات والبدائل المتاحة، غير أن اختيار الأنسب منها يعتمد على الجمعيات الخيرية ولجان التنمية الاجتماعية نفسها، كونها تملك صبغتها وشخصيتها الاعتبارية التي تخولها اختيار الطرق المناسبة لها». وأضاف: «نسعى لعقد مذكرات تفاهم مع بعض الجهات، ولا تقتصر تلك الخطوة على الوزارة فحسب، وإنما تصل إلى لجان التنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية بهدف تسهيل العمل وتوفير الموارد المالية».

وذكر عبد العزيز الهدلق أن جميع تلك الخطوات ليست كافية أيضا لتسويق منتجات الأسر المنتجة، مما يحتم استحداث آليات أكبر، من ضمنها البدء في عقد لقاءات كثيرة مع المختصين، من بينهم الغرف التجارية الصناعية وأصحاب الأسواق والمجمعات عن طريق وزارة التجارة، من أجل إتاحة منافذ تسويقية أكبر للأسر المنتجة. وكان المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي المنعقد في الغرفة التجارية قد واصل أعماله أمس لليوم الثالث على التوالي، الذي شهد عرضا لتجارب كل من السعودية والإمارات والبحرين، إلى جانب سلطنة عمان، وذلك في مجال العمل الاجتماعي، إلى جانب زيارة لمركز الأميرة فوزية للمرأة والطفل في الجمعية الخيرية النسائية.

من جهته، أوضح علي الحمد مدير مركز التنمية الاجتماعية في الأحساء أن برنامج التسويق الإلكتروني (إي مول) عبر موقع البريد السعودي وفق الاتفاقية الموقعة بين الطرفين العام الماضي حقق نجاحا كبيرا. وقال خلال عرضه لتجربة السعودية في المهرجان: «تم إدراج أكثر من 60 منتجا للأسر المنتجة أثناء المرحلة التجريبية للبرنامج، وبلغ إجمالي عدد طلبات البيع التي تم تسليمها نحو 68 طلبا، فيما وصل إجمالي المبيعات خلال تلك المرحلة ما يقارب 4 آلاف و840 ريالا».

وتطرق مدير مركز التنمية الاجتماعية في الأحساء إلى عرض تجربة مشروع «هدية من الأحساء» والمتمثل في إنشاء مركز متخصص في إنتاج الهدايا من الحرف اليدوية، إضافة إلى تجميع بعض المنتجات اليدوية من المجتمع المحلي في ذلك المركز ليتم تسويقها فيما بعد من خلال منافذ تسويقية غير تقليدية.

وأضاف: «تتضمن تلك المنافذ الفنادق ومحطات السفر البرية والجوية ومداخل السعودية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل الهيئة العامة للسياحة والآثار»، لافتا إلى أن تلك الهدايا تحمل شعار المشروع كرمز للتراث الأحسائي.

يشار إلى أن المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي الذي افتتحه الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة بالنيابة عن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة يستمر حتى اليوم الأربعاء، ويتخلله عدد من الجلسات العلمية والنقاشية المختلفة وورش العمل، إلى جانب المعرض المصاحب للأسر المنتجة في الدول الخليجية المشاركة، والزيارات الميدانية المختلفة لعدد من مؤسسات العمل الاجتماعي الرسمية والأهلية في محافظة جدة.