السعودية: توقعات بنمو سوق التمور 20% سنويا

هيئة سياحة القصيم تعتزم الاستثمار في النزل الريفية عبر تنظيم رحلات لحقول النخيل

توقعات بنمو سوق التمور في السعودية لنحو 20 في المائة سنويا («الشرق الأوسط»)
TT

توقع متعاملون في أسواق التمور السعودية أن تشهد الأسواق نموا في المعروض يصل إلى 20 في المائة سنويا، في حين تصل الكمية المنتجة من نخيل القصيم بين 100 و150 ألف طن سنويا، بقيمة سوقية تقترب من ملياري ريال تتوزع على أسواق المنطقة حيث تصل حصة سوق بريدة إلى 65 في المائة من كمية الإنتاج بينما تصل نسبة سوق محافظة عنيزة 10 في المائة وتتوزع النسبة المتبقية على بقية أسواق المحافظات الأخرى.

وتتبنى منطقة القصيم مهرجانات سنوية للتمور أقيمت في مدينة بريدة ومحافظات عنيزة والمذنب ورياض الخبراء والبدائع بالإضافة إلى المحافظات الأخرى بالمنطقة التي بزرت فيها مزادات وأسواق التمور، واستقطبت الناس من جميع مناطق السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فكانت خطوة إيجابية في تحريك اقتصاديات التمور وتفعيل نشاطها لما تمثله زراعة النخيل من قيمة على المستوى الوطني في معظم مناطق السعودية وعلى وجه الخصوص منطقة القصيم.

ويشكل نوع التمر من السكري نسبة 80 في المائة من الأنواع التي تعرض في السوق بينما تشكل نسبة 20 في المائة الأخرى لأنواع مختلفة من أهمها نبتة علي ونبتة سيف والرشودية والسباتة والشقرى والخلاص والونانة وأم الخشب والفنخا بالإضافة إلى الأنواع الأخرى. ويعد السكري التمر الأعلى طلبا وسعرا في السوق ويحل تمر الخلاص ثانيا من حيث الطلب والكمية.

وقد أسهمت مهرجانات التمور التي تقام بشكل سنوي في منطقة القصيم إلى رفع نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة خلال فترة إقامتها لتصل إلى 100 في المائة نظرا لتوافد الزوار للمهرجانات لشراء التمور والتزود بكميات كافية منها كما شهدت الاستراحات في المزارع إقبالا من الخليجيين للسكن وتوفير مواقع لتخزين التمور قبل شحنها إلى دول الخليج.

وأوضح الدكتور جاسر بن سليمان الحربش المدير التنفيذي لجهاز السياحة في منطقة القصيم، أن مهرجانات التمور أسهمت في تحريك القطاعات الأخرى وعلى رأسها قطاع الفنادق والشقق المفروشة فيما كانت حركة الزوار في منطقة القصيم عالية في المهرجانات مما يتطلب كثيرا من الاستثمارات في مجال الفنادق من فئة الخمس نجوم متوقعا أن تستقطب مثل هذه المهرجانات رؤوس أموال في الخدمات المساندة.

وقال الحربش إن الهيئة تعتزم الاستثمار في النزل الريفية عبر تنظيم رحلات لحقول النخيل وهذا ربما يحفظ ملاك مواقع النخيل للقيام باستثمارات متعددة داخل حقول النخيل التي يمتلكونها مما يمثل عامل جذب سياحي مهما.

وبين المهندس سلطان الثنيان رئيس لجنة التمور بالغرفة التجارية الصناعية بمنطقة القصيم أن ملاك النخيل وأصحاب مصانع التمور يعانون من ضعف دور التسويق والتصدير مشيرا إلى أن النسبة الحالية من صادرات التمور لا توازي حجم الإنتاج داعيا إلى عمل مؤسسي يخدم جميع الأصناف على اختلافها باختلاف مناطق زراعتها للإسهام في عمليتي التسويق والتصدير.

من جانب آخر أكد علي الفايزي عضو لجنة التمور بالغرفة التجارية الصناعية بالقصيم أن المشكلات التي تواجه عملية التسويق داخليا وخارجيا تتمثل في ارتفاع تكاليف النقل نظرا لبعد مناطق الإنتاج عن مراكز التسويق من ناحية وحاجة التمور لسيارات نقل مبردة من ناحية أخرى، مشيرا إلى غياب دور التسويق التعاوني للتمور وعدم اهتمام صغار منتجي التمور بعمليات ما بعد الحصاد من حيث الفرز والتعبئة.

ورأى ضرورة اتخاذ عدد من الوسائل التي يمكن استخدامها لتحسين المعلومات التسويقية لمنتجي التمور مطالبا بتفعيل دور الجمعيات التعاونية الزراعية في عملية تسويق التمور والتنسيق بين اللجان والجمعيات والهيئات الخاصة بمنتجي ومصنعي التمور.

وتعد سوق بريدة الدولية من أكبر أسواق بيع التمور في الشرق الأوسط في حجم ما يرد إليها من كميات تمور لأصناف متعددة حيث وصل حجم تداول التمور إلى أرقام نفذت من خلالها صفقات بملايين الريالات حيث تشكل الكميات الواردة إلى السوق أكثر من 40 في المائة من الحجم الإجمالي لصفقات التمور بينما يتم تداول النسبة البالغة 60 في المائة خارج نطاق السوق في مزارع حقول النخيل.

وعملت أمانة منطقة القصيم على توفير خدمات مساندة للسوق خلال إقامة مهرجانات التمور حيث أوجدت مواقع للشحن عبر البريد السعودي وشركات متخصصة في الشحن والنقل، كما تقام على هامش السوق فعاليات مصاحبة للموسم ومعرض مصغر لبعض المنتجات المتعلقة بالنخلة تشمل وجود حرفيين يقومون بفتل الحبال من بقايا النخيل كما خصصت الأمانة خيمة للضيافة لاستراحة الضيوف والزوار والمتسوقين.