متحدث «الداخلية» يكشف إنه كاد يفقد ابنه الوحيد بدعاوى «الجهاد»

اللواء التركي: لو لم أسيطر على أفكار ولدي لكان في اليمن أو العراق

اللواء منصور التركي
TT

تجرد اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، أمس، من بذلته العسكرية، وتحدث بحرقة الأب الذي كاد في يوم من الأيام يفقد ابنه الوحيد باسم «الجهاد»، منبها إلى خطورة غياب دور الأسرة عن توجيه الأبناء إلى الطريق الصحيح، بعيدا عن دعوات الحق التي يراد بها باطل.

وروى منصور التركي الأب لحضور ندوة خصصت للحديث عن الإرهاب والمخدرات، قصة ابنه الذي كاد يذهب ضحية لدعاوى الجهاد، حينما كان طالبا في مدارس التعليم العام، قائلا إنه «لو لم يستدرك ابنه في الوقت المناسب لكان اليوم في العراق أو اليمن أو الصومال».

ولم يكن يرغب اللواء التركي، في إيراد قصة ابنه الذي يدرس اليوم في المرحلة الجامعية والذي رزقه الله به بعد 10 سنوات من عدم الإنجاب، لو لم يجد من أحد حضور ندوة خصصت عن علاقة الإرهاب بالمخدرات، حديثا يعارض تحميل الأسرة الدور الأكبر في مسألة ترشيد الأبناء.

وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن الأسرة لها الدور الأساسي في مسألة تقويم سلوك أبنائها. وقال: «لقد أخطأت في وقت من الأوقات حينما اعتقدت أن المدرسة يمكن الاعتماد عليها، ولو لم أستدرك أفكار ابني الوحيد لذهب إلى إحدى مناطق الصراع».

وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أنه على الرغم من النجاح الذي حققته أجهزة الأمن السعودية في حربها على تنظيم القاعدة، فإن «الاستهداف لا يزال قائما»، مشددا على أن هناك من يسعى حتى الآن لاستغلال القضايا الإسلامية لاستدراج أبناء بلاده لتحقيق مصالح وأهداف ضيقة. وتحدث اللواء التركي، عن أن السبب الرئيسي وراء استهداف السعودية، إن كان بالإرهاب أو المخدرات، هو كونها «نموذجا للدولة الإسلامية»، مبينا أن من يقومون باستهدافها بواسطة هذين الملفين يريدون أن يخرجوا بنماذج مختلفة لمفهوم الدولة الإسلامية.

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كان يعني أن هناك حكومات دول إقليمية تسعى لنشر منهجها الإسلامي عبر القضاء على مفهوم الدولة الإسلامية المطبق في السعودية، قال التركي: «في حقيقة الأمر، نود أن نعرف من يقف خلف العمل الإرهابي الذي استهدفنا في وقت من الأوقات، فالمشكلة الآن أن (القاعدة) باتت مثل الجسر ذي النهاية المفتوحة».

واعتبر المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن كلا من الإرهاب والمخدرات، يمثلان الملفين الأكثر أهمية تجاه استهداف السعودية وأبنائها.

وعاد اللواء منصور التركي، ليؤكد أن «القاعدة» فشلت في إحداث الفوضى داخل السعودية، لكنه أكد أن خطرها لا يزال قائما. وقال: «إن (القاعدة) كان يهمها العمل داخل السعودية، وحينما فشلت ارتأت أن تبقى قريبة منها فاختارت اليمن، ولقد سجلنا العام الماضي محاولات لبعض عناصر التنظيم لدخول السعودية لتنفيذ عمليات إرهابية تمت برمجتهم عليها مسبقا». ولم يخف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن السعودية تعرضت إلى حملة تشكك في أنها هي من قامت بالقضاء على «القاعدة» في أراضيها، وأضاف أنه كان يرد على كل من يشكك في هذا الأمر بقوله: «إن السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي كان ينقل للملأ مواجهته مع عناصر (القاعدة) على الهواء مباشرة»، لافتا إلى أن بلاده استخدمت العمل الأمني اليومي لمكافحة الإرهاب، بدلا من العمل العسكري.

وأهاب اللواء التركي بازدياد الوعي المجتمعي لدى أفراد الشعب السعودي، لخطورة الفكر الضال، مما أصاب تنظيم القاعدة بـ«خيبة أمل»، بعد أن أسهم الوعي المتنامي بخطورة التنظيم في الحيلولة من دون تمكين عناصر الفئة الضالة من الحصول على دعم مادي، مما أفقد التنظيم أحد أهم عناصر القوة التي كان يستند إليها في تنفيذ العمل الإرهابي داخل البلاد.