مواطن يعفو عن آخر بشرط الجلاء عن منطقة نجران

شمل الشرط جميع محافظات ومراكز وضواحي المنطقة

الأمير مشعل بن عبد الله متقدما حشد الصلح («الشرق الأوسط»)
TT

عفا مواطن عن آخر في نجران، اقترف جريمة قتل قبل 4 سنوات، مشترطا عفوه بإجلاء القاتل عن منطقة نجران وجميع محافظاتها ومراكزها وضواحيها، وإلا أصبح دمه مهدورا.

وتم تقديم العفو المشروط عبر زامل - وهو أحد أشكال الفنون الشعبية - قدمته قبيلة القتيل أمس في حي شعب رير بنجران، أمام حشد من وفود الصلح التي تقدمها الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة نجران وشيوخ شمل قبائل يام وهمدان وأكثر من 10 آلاف مواطن فيما يسمى بـ«المنصد» لطلب العفو عن القاتل إبراهيم بن حسين آل خريم، الذي صدر الشهر الماضي أمر بقصاصه، نتيجة قتله علي صالح آل حوكاش بعد خلاف بينهما تطور إلى إطلاق نار، وانتهى بوفاة الأخير.

وعند وصول الوفود إلى موقع الصلح ارتجل الأمير مشعل بن عبد الله كلمة مخاطبا فيها قبيلة آل حوكاش، وقال: «نطلب منكم العفو لوجه الله تعالى ثم لوجه خادم الحرمين الشريفين ووجهي ووجه الحضور»، ثم تكلم شيخ شمل المكارمة الشيخ عبد الله المكرمي، مطالبا أهل الدم بالعفو والتنازل عن القاتل، موضحا فضل ذلك عند الله عز وجل.

وردت قبيلة آل حوكاش على الحضور بزامل توضح فيه قبولهم طلب العفو وأصدروا بيانا، وقرأوه على الحضور، يؤكدون فيه قرار تنازلهم عن حقهم في القصاص وجميع الحقوق المالية لوجه الله تعالى، ثم لوجه الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم لوجه الأمير مشعل بن عبد الله، ولوجه الشيخ عبد الله بن محمد المكرمي، مشترطين إجلاء إبراهيم بن حسين آل خريم جلاء مؤبدا عن منطقة نجران وجميع محافظاتها ومراكزها وضواحيها، ويطلبون إثبات ذلك في صك شرعي، يتضمن أنه في حالة وجوده في منطقة نجران فإن دمه هدر وأنه الجاني على نفسه.

من جانبه شكر والد القاتل إبراهيم حسين آل خريم الأمير مشعل بن عبد الله والشيخ عبد الله المكرمي وكل من أسهم وسعى في الصلح والعفو، في حين قال والد القتيل علي صالح آل حوكاش: «لم ولن أقبل أموالا مقابل العفو، ولولا تدخل الأمير مشعل والشيخ عبد الله المكرمي في القضية لما تنازلنا أبدا».

وعن شرط الإجلاء قال: «خشية من تهور أحد شبابنا ووقوع ما لا يحمد عقباه أبدا، فقد فضلنا أن يبعد عن المنطقة بأكملها».

وقال مدير إدارة السجون بنجران العقيد علي بن أحمد الشهري: «السجين أمضى في السجن 4 سنوات و11 شهرا على خلفية هذه القضية، وسيتم إطلاق سراحه فور ورود التوجيه بذلك، بعد استكمال الإجراءات اللازمة»، وقال الشهري: «هذا موقف نبيل يدل على التلاحم والتسامح بين أفراد المجتمع»، مشيدا بجهود الأمير مشعل بن عبد الله في حل القضايا الشائكة، وسعيه للخير دائما.