بدء موسم الحصاد بالسعودية.. وسط مطالب بعدم إعادة الزراعة لـ«المربع الأول»

استبق بتحذيرات رسمية بتوقع انخفاض الإنتاج لعزوف المزارعين

TT

اختتم بمنطقة حائل (شمال السعودية) موسم حصاد القمح لهذا الموسم، وتم إنتاج أكثر من 250 ألف طن من القمح.

وعادة ما يبدأ موسم الحصاد بوادي الدواسر، ويمر تباعا على الخرج، والرياض، والقصيم، وحائل، قبل أن يحط في منطقة الجوف.

وبحسب تأكيدات رسمية فإن الموسم الحالي بحائل يعد الأوفر إنتاجا منذ 1990م، فقد وصل الإنتاج آنذاك إلى أكثر من مليون طن، ولم يتأثر المزارعون بقرار 355 الخاص بالوقف التدريجي لزراعة المحاصيل الحقلية.

وعادة ما تكون بداية موسم زراعة القمح في السعودية في 15 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، وموعد الحصاد في أواخر مايو (أيار) وأوائل يونيو (حزيران) سنويا.

وقد استبق هذا الموسم بتحذيرات رسمية أشارت إليها «الشرق الأوسط» في العدد رقم 11101 بتاريخ 20 أبريل (نيسان) 2009، من المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق في السعودية، إلى احتمال انخفاض الإنتاج المحلي من القمح بصورة كبيرة اعتبارا من الموسم المقبل، وتوقف معظم المزارعين عن زراعته، والتحول إلى زراعة محاصيل أخرى أكثر ربحية مثل الأعلاف.

وجاءت هذه التوقعات في تقرير المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق الذي استعرضه مجلس الشورى السعودي العام المنصرم، وأشار تقرير «الصوامع والغلال» إلى أن المؤسسة لم تستطع أن تحقق الكمية المطلوبة من القمح، التي تصل إلى 3.2 مليون طن، إذ إن ما تم توريده إلى الصوامع - طبقا للمعلومات الواردة في التقرير - بلغ 2.3 مليون طن، بنقص 900 ألف طن من الكمية المستهدفة، وهو ما دفع بها إلى اللجوء إلى المخزون الاحتياطي وفتح باب الاستيراد.

من جهته، أبان خالد الباتع رئيس الجمعية التعاونية لمزارعي حائل، أن قرار 355 بخصوص الوقف التدريجي للمحاصيل الحقلية لم يحجم الزراعة بحائل، وتمسُّك مزارعي حائل بالزراعة أوقف تأثيرات هذا القرار مؤقتا.

وبين الباتع في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن إنتاج منطقة حائل انخفض من مليون طن سنويا لـ250 ألف طن، وقدر بـ8 أطنان للهكتار.

وعزا الباتع ذلك إلى عزوف بعض المزارعين عن الزراعة، وبلغ عدد مزارعي هذا الموسم 30 في المائة فقط من إجمالي مزارعي المنطقة.

وتبلغ المساحة الزراعية بحائل 1.3 مليون هكتار، تعادل 36 في المائة من المساحة الزراعية للمملكة. ويستحوذ هذا القطاع على 70% من القوى العاملة بالمنطقة، وتنتج حائل 800 ألف طن إنتاج من المنتجات الزراعة سنويا، وتتصدر حائل القائمة من ناحية إنتاجها الوافر للكثير من المنتجات الزراعية، وتبلغ الاستثمارات الزراعية بالمنطقة أكثر من 4 مليارات ريال.

وقال الباتع إن غزارة الإنتاج لهذا الموسم أتت بعد توقف بعض المزارعين لمواسم عدة وزراعتهم للأعلاف، حيث كانت الأجواء هذا الموسم مثالية من حيث غزارة الأمطار والبرد ضمن المعدلات الطبيعية وعدم وجود رياح قوية أو غبار أثر على المحصول.

وطالب رئيس الجمعية التعاونية لمزارعي حائل بعدم إصدار قرارات وتشريعات جديدة ترجع الزراعة إلى المربع الأول، والعمل على إشراك المزارعين في صناعة القرارات التي تصدرها وزارة الزراعة.

وأكد خالد الباتع على أن مزارعي حائل يعانون من إدخال محصولهم لهذا الموسم لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بحائل، بحيث ينتظر المزارعون أكثر من 4 أشهر لدخول محصولهم الصوامع، مطالبا بحل هذه الإشكالية في أسرع وقت قبل أن يخسر المزارعون إنتاجهم.

وشدد الباتع على أن من إيجابيات هذا الموسم توفر العلف وانخفاض أسعاره التي كانت في متناول يد مربي الماشية. واختتم تصريحه بأن نقاط بيع الجمعية التعاونية لمزارعي حائل بأسواق حائل ستشهد طرح شعير مستورد من أوكرانيا، وسيكون منافسا للمحلي، بالإضافة إلى النخالة، وذلك بسعر 12 ريالا.