تحذيرات في السعودية من وصول نسبة المدخنات إلى 19%

أمين جمعية «نقاء»: النسبة الحالية 6%

TT

قدر ناشط سعودي في مناهضة التدخين نسبة المدخنات في السعودية بـ6 في المائة، من إجمالي نساء بلاده، محذرا من تفاقم هذه النسبة خلال السنوات القليلة المقبلة، إذا لم تقم الجهات المعنية بتفعيل قوانين حظر التدخين والمعاقبة عليه في الأماكن العامة.

وقال سليمان الصبي أمين عام جمعية مكافحة التدخين «نقاء» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن نسبة المدخنات في بلاده مؤهلة للزيادة، لافتا إلى أنها قد «تزيد بوتيرة موازية لنسبة التدخين في صفوف المراهقين بالسعودية التي وصلت إلى 19 في المائة».

وأكد الصبي أهمية وجود قانون عام يحظر التدخين في الأماكن العامة، كـ«خطوة من شأنها تقليص الخيارات المكانية، خصوصا للمدخنات».

وكانت السعودية قد أقرت مؤخرا قانونا يحظر منع التدخين في الأماكن العامة، وذلك بعد توقيعها على الاتفاقية الإطارية الدولية لمكافحة التدخين عام 2005. لكنها لم تدخل هذا النظام بعد حيز التنفيذ.

يقول الناشط السعودي سليمان الصبي إن تأخر الرياض في مسألة التطبيق الفعلي لقانون منع التدخين في الأماكن العامة يلحقها «ملامة سنوية» لالتزامها الدولي بحظر التدخين في الأماكن العامة في الوقت الذي لم تقم بإجراء داخلي فعلي لمنع هذه الظاهرة.

وفي الوقت الذي درس مجلس الشورى السعودي لائحة لمنع التدخين في المطارات، قال الصبي من جهته إن مثل هذا البتر في نظام منع التدخين في الأماكن العامة سيخرج النظام من فحواه الرئيسي، مؤكدا أن النظام لم يصل بعد إلى وزارة الصحة حتى تصدر لائحته التنفيذية.

وأكد الناشط السعودي في مجال مناهضة التدخين أن أبرز الأمور التي تعرقل جهود القضاء على شرب السجائر هي المشاهد التي تبثها الأفلام والمسلسلات للأبطال خلال ممارستهم التدخين، مفيدا أن هذا الأمر أكثر تأثيرا من الدعايات المباشرة للترويج لأنواع السجائر في صفوف المجتمع.

وشدد في هذا الصدد على استمرارية شركات ووكلاء التبغ في بلاده بتنفيذ الدعايات المباشرة، والتي آخرها الترويج لـ«علبتي سجائر وولاعة» بسعر 11 ريالا فقط.

وتتحدث تقارير محلية ودولية عن الشراسة الإعلانية التي تمارسها شركات التبغ، التي بدأت بتوجيه سهام تلك الإعلانات للنساء، وهو ما حدا بتخصيص المناسبة السنوية الدولية لمكافحة التدخين هذا العام لتحذير النساء أكثر من غيرهن من فئات المجتمع.

وتقوم وزارة الصحة السعودية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية هذه الأيام بتنفيذ دراسات وطنية لمعدلات التدخين بين فئة الشباب من الجنسين، وأخرى بين الكوادر التربوية، وثالثة بين طلاب وطالبات الكليات الطبية والصحية على مستوى السعودية، وستتوج بالدراسة الشاملة لجميع فئات المجتمع.

واحتفلت الرياض هذا الأسبوع مع دول العالم بالمناسبة العالمية لمكافحة التدخين، حيث تم التركيز بشكل كبير على النساء المدخنات، واستهداف شركات التبغ للمرأة.

وذكرت تقارير منظمة الصحة العالمية الحديثة أن النساء يشكلن نسبة 20 في المائة تقريبا ممن يدخنون التبغ والبالغ عددهم أكثر من مليار شخص مدخن في العالم، ومع ذلك فإن هذه النسبة –بحسب تلك التقارير - آخذة في الارتفاع، مقارنة بعام 2005 حيث كانت نسبة النساء المدخنات 9.3 في المائة، مما دعا المجتمعات لإيجاد تفاعل وتكاتف على جميع الأصعدة الحكومية والقطاعات الأهلية وجمعيات العمل الإنسانية وعلى رأسها الجمعيات الخيرية لمكافحة التدخين.

وأشارت التقارير الدولية إلى أن الحملات التسويقية المتصاعدة لشركات التبغ الموجهة للنساء في البلدان النامية، خاصة آسيا، «تزيد من معدلات التدخين التي كانت منخفضة تاريخيا بين النساء، وذلك عبر استراتيجية ترويجية تربط بين التدخين والأنوثة والرقي والاستقلالية على النمط الغربي، حيث قامت تلك الشركات بصنع ماركات جديدة مخصصة للنساء».

وأكدت التقارير أن شركات صناعة التبغ تستهدف النساء بصورة أساسية، وذلك من خلال تصوير تدخين التبغ، بما في ذلك الشيشة أو الأركيلة، على أنه تعبير عن الأنوثة ومواكبة الموضة.

وأكدت دراسة كندية أن اللائي يبدأن التدخين في سن المراهقة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 70 في المائة، وأضافت أن النساء الأصغر سنا تزداد مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي إذا بدأن التدخين في غضون خمس سنوات من سن البلوغ.