مواقع ابن شداد والطائي وأرض موقعة داحس والغبراء تتحول لمعالم سياحية

توقعات بأن تكون مواقع مهمة تعود بالنفع على المنطقة حال استثمرت جيدا

TT

موقعا عنترة بن شداد وحاتم الطائي، بالإضافة إلى موقع معركة داحس والغبراء، أكثر المواقع التاريخية التي تجد إقبالا عليها من السياح الذين يزورون حائل (شمال المملكة).

فحاتم الطائي رمز من رموز الكرم العربي، وعنترة بن شداد يمثل هو الآخر رمزا في الشجاعة، لتأتي معركة داحس والغبراء كأكثر حروب العرب شراسة وأطولها زمنا، حيث بلغت مدتها قرابة 40 عاما وفقا للروايات. المواطن السعودي دالي محمد الشمري، مالك قصر حاتم الطائي، يعتبر أن هناك دلائل تؤكد أن حاتم الطائي عاش ومات في قرية توارن شمال غربي حائل، التي تحيط بها جبال أجا من جميع الجهات، بل إن نحتا على صخرة في أحد أركان القصر، عُثر عليه مؤخرا، يعطي إثباتات ودلائل على أن هذا القصر كان يقطنه حاتم الطائي سابقا، وهو عبارة عن وصية من حاتم الطائي لابنه عدي، وفقا لروايات الأسلاف السابقين.

الشمري يطالب بدوره بإيجاد بنية تحتية تخدم قرية توارن القديمة، مثل تشييد طرق معبدة، ومطاعم، وفنادق، لتفعيل تلك المنطقة، ودمجها ضمن المواقع التي تعول عليها الحركة السياحية في البلاد، من حيث مشاركة تلك المواقع في أن تكون موردا ماليا يخدم المنطقة ويعود عليها بالنفع.

ومن جانبه، أوضح المهندس مبارك السلامة، المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في حائل وأمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، أن هناك دراسة يجري العمل على تنفيذها حاليا، تحوي مشروعا لإعادة الموقع.

ومن ضمن تلك المواقع الأثرية التي تكتنزها منطقة حائل، برزت مؤخرا منطقة «قاع السباق» التي تؤكد الروايات أنها شرارة حرب داحس والغبراء الأولى، وبلغت مدة الحرب وفقا للروايات ذاتها 40 عاما، وكانت الحرب بين قبيلتي عبس وذبيان. وتعود تسمية داحس والغبراء لفرسان، كان «داحس» حصانا لقيس بن زهير، و«الغبراء» فرسا لحمل ابن بدر.

سعد الخياري الرشيدي من أعيان بلدة الشويمس القريبة من أرض الموقعة، أكد أن ما يسمى بين أبناء منطقة حائل بـ«القاع» هو الموقع الذي شهد فصول معركة داحس والغبراء، ويقبل السياح عليه، ويعتبر أحد المقاصد السياحية في تلك المنطقة.

وكانت شرارة الحرب الأولى سلب قافلة حجاج للمناذرة تحت حماية الذبيانيين، وهو ما سبب غضب النعمان بن المنذر، الذي أوعز بحماية القوافل لقيس بن زهير، مقابل عطايا وشروط اشترطها بن زهير ووافق النعمان عليها، مما سبب الغيرة لدى بني ذبيان، فخرج حذيفة مع مستشاره وأخيه، وبعض من أتباعه لعبس لمقابلة ابن زهير، وتصادف أن ذاك اليوم كان يوم سباق للفرس.

ودامت الحرب 40 سنة بمشاركة الكثير من القبائل العربية، وهي الحرب التي أظهرت قدرات عنترة بن شداد القتالية، ومات فيها عن عمر يناهز الثمانين عاما، إثر سهم مسموم، بالإضافة لعروة بن الورد وحمل ابن بدر وعمرو بن مالك ومالك بن زهير.