مكة المكرمة: وفاة أحد أفراد الدفاع المدني بعد إنقاذ 30 شخصا في حريق ضخم

القبض على سارقة في الحرم المكي يكشف عن عصابة تتبنى الأطفال للسرقة

TT

لقي أحد أفراد الدفاع المدني صباح أمس مصرعه خنقا في إحدى الشقق السكنية بالعاصمة المقدسة، بعد أن أصيب باختناق جراء استنشاقه أول أكسيد الكربون أثناء تأديته مهامه، بينما أصيب خمسة من رفاقه باختناقات نقلوا على أثرها لأحد المستشفيات في مكة المكرمة.

واستشهد الرقيب محمد بن هادي بن مطلق العميري، أحد منسوبي إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، أثناء مشاركته في اقتحام الموقع، حيث أسهم الشهيد في إنقاذ ما يزيد على خمس حالات ليسقط على الأرض مغشيا عليه وسط بكاء زملائه الذين خيم السكون والألم عليهم، وهم يصارعون الغاز السام وألسنة اللهب، ليتمكن رجال الإطفاء من إخراج المحتجزين بالكامل من دون إصابات في عمل بطولي متفرد.

وأشارت التحقيقات الأولية للحادث التي قامت بها إدارة الدفاع المدني إلى أن هناك شبهه جنائية وراء الحريق، الأمر الذي استلزم تحويل ملف القضية إلى شرطة العزيزية لاستكمال الإجراءات لتبيان أسباب الحريق وفاعليه.

وأوضح العميد جميل أربعين، مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، أن ست فرق دفاع مدني متنوعة الاختصاص تمكنت من السيطرة على الحريق الذي وقع عند الساعة الواحدة صباح أول من أمس، في شقة سكنية بالدور السادس من عمارة مكونة من ستة أدوار تقع بحي العزيزية مخطط البنك.

وأضاف أربعين أن الحريق الذي تمركز في غرفة النوم صاحبه دخان كثيف جدا شمل كامل أرجاء المبنى، وتم اقتحام الموقع عن طريق أفراد الكمامات وإخلاء جميع ساكني العمارة المقدر عددهم بنحو 30 شخصا، ونجم عن الحادث استشهاد الرقيب محمد بن هادي بن مطلق العميري أحد منسوبي إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة أثناء مشاركته في اقتحام الموقع، حيث أسهم الشهيد في إنقاذ ما يزيد على خمس حالات.

وقال مدير عام الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة «أدى اندفاعه لأداء الواجب المناط به إلى إغفال فحص جهاز الإنذار الخاص بأفراد الاقتحام، ونتيجة لكثافة الأدخنة العالية فقد توازنه، وسقط أثناء قيامه بتمشيط بقية غرف الشقة المحترقة، وفقد الوعي نتيجة السقوط، وبعد افتقاده من قبل زملائه في الفرقة وجد مغمى عليه، وتم نقله للمستشفى، إلا أن المولى عز وجل أراد إكرامه بالشهادة متأثرا بالإصابة التي حدثت له».

وتابع أربعين حديثه «نجمت عن الحادث أيضا إصابة بسيطة لأحد ساكني العمارة تلقى العلاج اللازم وعاد بصحته، كما حدثت حالات اختناق لعدد من أفراد الدفاع المدني وعددهم خمسة، وحالاتهم الصحية جيدة»، مشيرا إلى أن الحريق صاحبه دخان كثيف جدا غطى كامل أرجاء العمارة، ومن خلال المعاينة والتحقيق اتضح وجود شبهة جنائية في أسباب وقوع الحريق، وعلى ضوء ذلك تمت إحالة ملف القضية إلى مركز شرطة العزيزية لاستكمال إجراءات التحقيق في الحادث.

إلى ذلك، قادت عملية سرقة حقائب النساء في المسجد الحرام إلى الكشف عن خيوط قضية عمرها سبعة عشر عاما لفتاة أفريقية تبنتها أسرة برماوية.

وتأتي تفاصيل هذه القضية، بحسب الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان، بعد أن قبض أفراد الشرطة على فتاة برماوية تمتهن سرقة حقائب النساء أثناء تأديتهن الصلاة أو طوافهن حول الكعبة المشرفة، مما حدا بالفتاة إلى الاعتراف لرجال الأمن بأنها ليست سوى واحدة من ضمن عصابة فتيات، وقادتهم إلى إلقاء القبض عليهن في وقت سابق.

وأضاف الميمان أنه أثناء التحقيقات لاحظ المحققون مع الفتاة أنها تتحدث اللغة البرماوية بطلاقة، بينما تدل ملامحها على أنها أفريقية الأصل، وعند استدعاء والدتها اعترفت بأنها ليست ابنتها، وإنما تبنتها قبل نحو 17 عاما عن طريق إحدى جارتها التي أوكلت مهمة إيجاد فتاة إلى ابن أختها، الذي ساعده سائق من الجنسية الأفريقية على إيجادها.

وأبان الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة أنه تم إحضار جميع أطراف القضية، الجارة وابن أختها والسائق، وعند التحقيق معهم أكدوا وقائع تفاصيل القضية. وزاد السائق الأفريقي أنه استغل فقر أسرة أفريقية من أبناء جلدته ومرض والدتها الأصلية الشديد، الأمر الذي جعله يعرض عليهم تبني ابنتهما لدى إحدى الأسر، وذلك بمقابل مادي اتفقوا عليه في ذلك الوقت.

وأشار الميمان إلى أنه تم إحضار والدي الفتاة الأصليين ومواجهتهما بابنتهما التي صدمت لمعرفتها بحقيقة الأمر، حيث تم إثبات النسب للفتاة بشكل شرعي، ومن ثم تم إخلاء سبيل والديها بكفالة. بينما أوقفت الفتاة وأحيلت إلى مؤسسة رعاية الفتيات في مكة المكرمة كونها متهمة في قضية سرقة.

وأبان الميمان بأنه سيتم رفع كامل أوراق القضية إلى الجهات المختصة بعد الانتهاء من التحقيقات اللازمة في قضية السرقة، وذلك من أجل تطبيق الأنظمة والتعليمات حيال حادث التبني الذي استمر لأكثر من سبعة عشر عاما.