خبير في الآثار الإسلامية: اهتمام هيئة السياحة بآثار مكة يصحح كثيرا من الأمور العقدية المغلوطة

شدد على أهمية منع التبرك والتمسح بالأماكن المقدسة

TT

اعتبر خبير في مجال الآثار والحضارة الإسلامية دخول الهيئة العليا للسياحة والآثار في الاهتمام بغاري ثور وحراء، خطوة موفقة نحو تصحيح الأمور العقدية المغلوطة، التي تراكمت عبر سنين لدى البعض في ممارسة الطقوس الدينية، مشيرا إلى أن السياحة في العاصمة المقدسة تأخذ موضعا مغايرا بحكم وجود الكعبة المشرفة والآثار المقدسة.

وطالب الدكتور عبد الله الغامدي، الأستاذ في التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة أم القرى، بربط المحافظة على الآثار التاريخية والإسلامية, بتصحيح الكثير من المعتقدات والمفاهيم الخاطئة التي تصاحب زيارة تلك الآثار, بغرض التبرك بها.

ودعا الغامدي إلى إنشاء أقسام للتراث والآثار في الجامعات السعودية لكونه يمثل أحد خطوط حماية التراث, فضلا عن إيجاد موارد مالية للصرف على التراث, وتثقيف الناس بأهميته عبر إظهار عظمة الأمم السابقة, وتحديث هوياتها في ناظري الأجيال الجديدة.

وشدد على ضرورة تنظيم زيارات الأماكن الأثرية في شكل سياحة دينية, دفعا لحرص الناس على كشف الخبايا والمستور خلف الآثار التاريخية, وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لو نظمت هذه الأماكن، وتم توفير الخدمات الكافية فيها, مع تيسير الوصول إليها, ودعمها بوسائل التوعية الدينية، لتفادينا الكثير من الإشكالات، التي ترتبط بمعتقدات دينية خاطئة, مثل التبرك بها أو بشيء من ترابها أو حجارتها, على اعتقاد أنها تنفع وتضر, وهذا معتقد خاطئ».

وذكر الدكتور عبد الله الغامدي الأستاذ في التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة أم القرى، لـ«الشرق الأوسط» أهمية الآثار في الحفاظ على الهوية الوطنية حاليا، وزاد: «تراث مكة المكرمة يختلف عن أي تراث آخر لأنه تراث يرتبط بالعقيدة الإسلامية, بدءا بالكعبة المشرفة، ومرورا بكل الأماكن التراثية فيها, وكما هو معروف فالتاريخ الإسلامي والآثار الإسلامية هي تاريخ وآثار وعقيدة, قبل أن تكون آثار مجتمعات أمة أو أمم».

وساق مثلا على علاقة بعض الأماكن بالسيرة النبوية الشريفة بقوله: «لو أخذنا غاري حراء وثور فسوف نجد أن ذهاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غار حراء كان للتأمل في الكون وعظمة خلق الله, في وقت كان الناس يعبدون الأوثان, فغار حراء هو مكان للتأمل, أما غار ثور فيقع في منطقة منخفضة من الجبل، وهو الغار الذي اتخذه الرسول الكريم مخبأ عن أعين قريش عندما كانت تلاحقه, فالغار كان للاختباء, وهذا يبين لنا نوع الاستراتيجية المرتبطة بالغارين, والأمثلة على ذلك كثيرة بالنسبة إلى الآثار التاريخية في مكة المكرمة».