جلسة مصارحة «ساخنة» حول تطوير «منابر الجمعة».. تشهد احتجاجات

خطيب محتج: لماذا لا نطالب بنقد «التيار الليبرالي» * مسؤول يرد: لأنكم تتناولونه دون أن يطلب منكم ذلك

TT

شهدت السعودية مساء أول من أمس، جلسة مصارحة ساخنة، بين مسؤولي وزارة الشؤون الإسلامية، وخطباء الجمعة الذين استدعتهم لورشة عمل حول تطوير منابر الجمعة، في وقت قال أحد المسؤولين بأن مجموعة من الخطباء مبتلون بـ«التقليد الأعمى» لبعض من يعجبون بهم دون ميزان شرعي صحيح.

وعلى الرغم من بعض الموضوعات المستفزة التي طرحت على طاولة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق السديري، غير أن الأخير استطاع بـ«حكمة» إدارة الحوار، وامتصاص كل الاحتجاجات التي طرحت على سلوك الوزارة في طبيعة الموضوعات التي تطلب من الخطباء الحديث عنها.

واحتج أحد خطباء الجمعة، الذي كان حاضرا تلك الاجتماعات، طبقا لمعلومات رشحت لـ«الشرق الأوسط» من داخل الجلسة، على أن وزارة الشؤون الإسلامية تعمم على خطباء المساجد الحديث عن «الغلو» و«التطرف»، بينما تتوقف عن الطلب منهم الحديث عن مساوئ التيار الليبرالي على المجتمع.

ولم يكن من وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، إلا أن يرد على الخطيب المحتج، بتأكيده أن بعض خطباء الجمعة لا يتوانون في الأساس عن الحديث عن «الليبرالية» دون أن يطلب منهم ذلك، بينما يقاطع البعض الحديث عن القضايا الوطنية على الرغم من التعميمات التي تحث على تناول تلك القضايا.

وركزت ورشة عمل تطوير منابر الجمعة، على 3 محاور رئيسية؛ تطبيق خطبة الجمعة في واقع الناس، وكيفية دعم خطبة الجمعة للوسطية والاعتدال ومكافحة الغلو، وتفعيل الخطبة من الناحية الإعلامية.

ولم تخرج ورشة العمل الخاصة بتطوير منابر الجمعة بتوصيات معلنة، في وقت يتوقع أن يتم فيه تلقي جميع التوصيات مكتوبة من المشاركين للخروج بها في وقت لاحق.

وخلال ساعة ونصف الساعة، هي وقت انعقاد ورشة منابر الجمعة، أورد أحد الحضور ما وصفه بأنه من الغرائب؛ حيث كتب أحد الأئمة لوزارة الشؤون الإسلامية معترضا على موضوع «التعداد السكاني» الذي كانت الوزارة قد طالبت الخطباء بالتفاعل معه، حيث احتج على الموضوع من وجهة نظر شرعية، وقال إنه ليس من الموضوعات التي تتناسب مع منبر الجمعة.

ويعتقد بأن مثل هذا الخطيب، سيتم إخضاعه للجنة لمراجعة الأفكار التي يؤمن بها، قبل اتخاذ قرار بحقه.

ويعتقد الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، بأن منبر الجمعة وإمامة المسجد، هما ولاية أعطاها ولي الأمر للوزارة، وهي التي تمنح هذه الولاية للإمام والخطيب، ليكون كل منهم في حدود ولايته، كما أصَّل لخطبة الجمعة قائلا إنها «عبادة مبنية على النص، ولا مجال فيها للاجتهاد».

وأكد الوكيل السديري، على ضرورة أن يكون الخطيب مصدر «وحدة» لا «فرقة»، وأن يخرج بالمصلين بنتائج واضحة للجميع من خطبته الأسبوعية التي يلقيها.

يشار إلى أن الجوامع في السعودية تزيد أعدادها عن 14 ألف جامع، وهو الأمر الذي يحتم على وزارة الشؤون الإسلامية، طبقا لوكيلها المساعد لشؤون المساجد الشيخ عبد المحسن آل الشيخ، بأن تسعى دوما لتفعيل أثر الخطبة في الناس، وتوصيل العقيدة الصحيحة والسلوك الوسطي، في وقت أكد فيه أن الأفكار الخارجية والداخلية غير القويمة شهدت تراجعا حادا في المجتمع السعودي.

بدوره، كشف الشيخ عبد الله الحامد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض، عن وجود قصور في التواصل بين الخطباء ومراجعهم في وزارة الشؤون الإسلامية، محددا أسبابا ثلاثة للتجاوزات الصادرة عن الخطباء، تتركز في عدم فهم الخطباء رسالة الخطيب، وتقليدهم الأعمى لبعض من يعجبون به دون وجود ميزان شرعي صحيح، أو أن يكون المتجاوز يسعى لتحقيق أهداف تخالف أهداف الخطبة الشرعية، وهؤلاء على حد قول الحامد، يتم التعامل معهم بـ«حزم وحسم».

وخرج المسؤول الأول في فرع الشؤون الإسلامية بالرياض، بعدد من التوصيات، مطالبا بمنهج مثالي لخطبة الجمعة، وأن ترصد أفضل 100 خطبة على مستوى البلاد وتطبع وتعمم على جميع الجوامع الـ14 ألف المنتشرة في مدن ومحافظات السعودية.