الرياض: التحذير من الخلط بين العرافين والفلكيين

دورة فلكية تختتم أعمالها بلقاء مفتوح مع الشيخ ابن منيع

TT

شخص باحثون شرعيون الفرق بين التنجيم والفلك، والخلط بينهما لدى البعض، وتعلق الإنسان بالشياطين، مما يجعل البعض يعتقد ويؤمن بخرافات لا أصل لها.

وشهدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، انطلاق فعاليات الدورة الشرعية الفلكية الثانية، التي تختتم أعمالها اليوم، والتي تحدث فيها الدكتور زكي بن عبد الرحمن المصطفى عضو قسم الفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، عن العلاقة بين التنجيم والفلك والفرق بينهما ولجوء البعض إلى العرافين الذي يزعمون أنهم فلكيون.

وقال المصطفى خلال ورقته التي قدمها في الدورة، إن هناك خلطا في بعض أجهزة الإعلام وعدم تفريق بين الفلكيين والعرافين، مشيرا إلى أن البعض يقبل على التنجيم ويصدقه بل لا يسير في حياته إلا من خلاله.

وأضاف الباحث أن علم الفلك علم قديم لا يعرف له واضع على وجه التحديد، وأن علم الفلك في الإسلام نابع من أن القرآن الكريم تحدث في كثير من الآيات عن محتويات الكون، كما أن هناك بعض النظريات الحديثة قد فُصلت من لدن الله عز وجل في القرآن الكريم، وأن بعض المعجزات أتت مرتبطة بعلم الفلك. ثم تطرق إلى علم الفلك وعلم المناخ واللبس الحاصل في الوقت الحاضر، وأن علم المناخ نتائجه توقعية بينما علم الفلك نتائجه قطعية دقيقة.

وتناول الدكتور المصطفى الفلك والشعائر الدينية من خلال ارتباطه بتحديد بدايات الشهور الهجرية وتحديد بعض العبادات والشعائر، مثل الصيام والحج وأوقات الصلاة واتجاه القبلة وغيرها، ثم انتقل بالحديث إلى المقاييس والوحدات الفلكية، وحركة الأجرام السماوية.

من جهته، تطرق الدكتور عبد الله بن عبد الواحد الخميس أستاذ الدراسات العليا في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى الخلاف بين العلماء الشرعيين والفلكيين حول دخول الشهر من حيث ولادة الهلال بعد أو قبل غروب الشمس، ثم تناول موقف العلماء من الاعتماد على الحساب في إثبات الهلال، وتطرق إلى أقوال عدد من العلماء السابقين والمعاصرين.

ثم تناول بشيء من التفصيل خلاف العلماء الشرعيين المتقدمين وكذلك المتأخرون في الاعتماد على الحساب، أما علماء الفلك فإنهم متفقون على الاعتماد على الحساب، وأرجع هذا الاختلاف إلى عدد من الأسباب: منها اعتبار بعض الفقهاء أن الرؤية تعبدية، وأن الله ربط أحكامه بعلل وأسباب شرعية، فإذا وُجدت العلة الشرعية وجد حكم الله، وأورد عددا من أقوال العلماء في هذا الجانب، ومن الأسباب الاختلاف في فهم بعض النصوص الشرعية، وأيضا الرأي القائل بأن حساب النجوم (بمعنى علم الفلك) من التنجيم المنهي عنه، كما ذكر أن من الأسباب أن الحساب أمر تقديري اجتهادي يدخله الخطأ.

وتتضمن مواضيع الدورة، مدخلا لدراسة علم الفلك، ومسؤولية القاضي في التحقق من رؤية الهلال، ومفهوم الحساب الفلكي من الناحية الشرعية، ومفهوم الحساب الفلكي من الناحية الفلكية، وآراء الفقهاء الفلكية ودراستها، والشهادة في رؤية الهلال، والمراصد الفلكية الحديثة وعلاقتها برؤية الهلال.

ومن المتوقع أن تشهد الدورة حضورا كبيرا اليوم الأربعاء مع اختتامها، حيث تشهد لقاء مفتوحا مع الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع أحد أشهر العلماء في السعودية الذين تناولوا الحسابات الفلكية والرؤية بالعين.