غياب «يثير التساؤلات» لمنتدى المرأة الاقتصادي في نسخته الثالثة

مديرة مركز سيدات أعمال الشرقية: المنتدى لم يحجب.. ونطمح لجعله «عالميا» وإطلاقه في 2011

مركز سيدات الأعمال بغرفة الشرقية يعمل حاليا لإطلاق النسخة الثالثة من منتدى المرأة الاقتصادي بصبغة دولية («الشرق الأوسط»)
TT

مع انقضاء شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، غاب بصورة «لافتة» منتدى المرأة الاقتصادي الذي تنظمه الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، ويعد الحدث النسائي الأبرز لدى سيدات الأعمال شرق السعودية ومنطقة الخليج، إذ كان من المنتظر أن يقام كعادته السنوية خلال هذه الفترة، الأمر الذي فتح باب التساؤل حول «تعثر» أو «تأخر» المنتدى بعد أن حقق نجاحات جيدة في الدورتين السابقتين، ورافقه الكثير من الجدل الاجتماعي الذي يتخوف البعض من أن يكون حجر عثرة في طريق المنتدى.

في حين عبرت سيدات أعمال سعوديات لـ«الشرق الأوسط» عن امتعاضهن من هذا الغياب «الصامت» للمنتدى في عامه الثالث، الذي ألقى بظلاله في إيجاد حالة من الركود النسائي لدى الأوساط الاقتصادية بالمنطقة، مع التساؤل عن جدوى إقامة مثل هذه الملتقيات النسائية وفاعلية تكرارها ومتابعة توصياتها، بدلا من الاكتفاء بجعلها مادة دسمة لوسائل الإعلام.

من جهتها، نفت مديرة مركز سيدات الأعمال بغرفة الشرقية هند الزاهد لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون المنتدى قد تعثر في عامه الثالث، موضحة أن غيابه جاء بعد إقرار خطة تنظيمية جديدة تتضمن إقامة المنتدى كل عامين بدلا من الصورة السنوية، وبسؤالها عن مبررات ذلك، أوضحت أنه عائد للرغبة بـ«تنويع المنتديات النسائية»، بحيث يأتي «ملتقى شابات الأعمال» في عام ثم يقام «منتدى المرأة الاقتصادي» في العام الذي يليه، مؤكدة أن ذلك لن يسهم بالإضعاف من قيمة المنتدى.

وكشفت مديرة مركز سيدات الأعمال أنه يجري العمل حاليا داخل غرفة الشرقية على التنسيق والتحضير لفعاليات منتدى المرأة الاقتصادي، مفيدة بأنه تم تحديد موعد إطلاقه ليكون في شهر أبريل من العام المقبل 2011، وعن جديد المنتدى في نسخته الثالثة، تقول: «سيكون أكبر من حيث الحجم والمشاركات».

وأكدت الزاهد لـ«الشرق الأوسط» أن المنتدى يسعى الآن ليخرج من إطار كونه منتدى عربيا إلى الظهور بصبغة دولية، مع إمكانية مشاركة وجوه أجنبية بارزة في الدورة المقبلة، بقولها «في المرة الماضية، كان للمنتدى بُعد دولي لكن أغلب المشاركات عربيات، ومن المحتمل أن تكون هناك وجوه أخرى مختلفة في العام المقبل».

يذكر أن المنتدى، الذي تبقى نحو 10 أشهر على عودته، كان قد انطلق منتصف عام 2008 برعاية حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف، بعد أن وصفته غرفة الشرقية بأنه «فعالية استثنائية تعقد لأول مرة»، وحمل حينها عنوان (دعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة)، بينما تضمن سبع جلسات بمشاركة 27 متحدثة سعودية وخليجية، وكانت المتحدثة الرئيسية في المنتدى رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب الشيخة حصة الصباح.

وفي عام 2009، عاد المنتدى تحت عنوان (المرأة شريك في التنمية)، وتضمن ثلاث جلسات جمعت 15 متحدثة سعودية وعربية من مجالات مختلفة، وكانت المتحدثة الرئيسية للمنتدى المشرف العام على كلية عفت بجدة الأميرة لولوه الفيصل، وبحث المنتدى حينها المعوقات التشريعية والاجتماعية التي تواجه المرأة السعودية في نشاطها الاقتصادي، مع قراءة للأنظمة التشريعية المنظمة لنشاط المرأة الاقتصادي، وذلك بغرض فتح الأبواب للمزيد من الحراك النسائي في المجال الاقتصادي بدلا من اقتصاره على المجالات الاجتماعية والتعليمية.

ولا تقتصر أهمية منتدى المرأة على الجانب الاقتصادي فقط، بل تناول شؤونا ثقافية واجتماعية أخرى، في ظل مشاركة وجوه نسائية بارزة في العمل الحقوقي والإعلامي والنشاط الثقافي، وهو ما يضفي المزيد من الحيوية لأوراق المتحدثات والتغطيات الإعلامية المصاحبة للمنتدى، التي تناولت بعض المسائل الجدلية، مثل: الاختلاط في العمل، الوكيل الشرعي للمرأة، البطالة النسائية، نظرة المجتمع للمرأة العاملة، وغيرها.

ومع اختلاف العناوين الرئيسية إلا أنه يبقى الثابت في منتدى المرأة الاقتصادي، محاولة رصد اتجاهات الاستثمار النسائية الحائرة بين التقليدية وأولويات النمو الاقتصادي، وعرض عدد من التجارب «غير التقليدية» لسيدات الأعمال اللائي حققن نجاحات في حياتهن العملية، وذلك بهدف نقل التجارب والأفكار إلى الأجيال الحالية والطامحة إلى خدمة الوطن عبر البوابة الاقتصادية.