مكة المكرمة: عقبة «الاعتماد» تواجه معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها

الدكتور الحارثي لـ «الشرق الأوسط» : المعهد يهدف للحصول على شهادات دولية

TT

كشف الدكتور علي الحارثي، عضو فريق تطوير معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها، لـ«الشرق الأوسط»، أن المعهد يهدف إلى الحصول على اعتمادات وشهادات دولية للاعتراف بعالميته، كاشفا عن وجود عقبات كثيرة تواجه تعليم الطلاب والطالبات القادمين من جميع بلدان العالم، وعن استراتيجية قادمة للتطوير سيكون من شأنها التخاطب مع العالم بالعربية من خلال الدارسين وراغبي تعلم العربية.

وقال الدكتور علي الحارثي، أستاذ اللغة العربية في جامعة أم القرى، إن أروقة معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها تشهد تطويرا كبيرا، وهي تنضوي تحت فكرة تطوير مشروع مكة الذي يعنى باستقطاب كفاءات علمية عالمية في مجال اللغة العربية، ستترك بصمة كبيرة في مجال الاهتمام بلغة الضاد.

وأضاف الحارثي أن من ضمن المعايير التي رسمت لتعليم اللغة العربية أنه تم وضع رسالة للمعهد ليكون قبلة عالمية لتعليم العربية لغير الناطقين بها، بتقنيات حديثة، بالإضافة إلى تسعة أهداف تم وضعها لتكون استراتيجية ينطق منها المعهد في آماله وتطلعاته، وكان في طليعة تلك الأهداف أهمية المعهد على مستوى جامعة أم القرى، لكونه واجهة عالمية، وأيضا تدعيم علاقة الجامعة مع جهات دولية لغوية، وقدرة المعهد على جلب استثمارات إضافية، وتفعيل العلاقة مع القطاع الخاص، وإبراز أثر الجامعة عالميا من خلال طاقات الدارسين من جميع دول العالم وفي بلدانهم.

وأشار الحارثي إلى أن مراحل وضع الخطة بدأت بتقييم الوضع الراهن للمعهد والانطلاق منه إلى الآفاق المستقبلية، واعتمدت على التحليل الرباعي، وهو تحليل احتياجات الأطراف ذات العلاقة، وتعميق الروية والرسالة والقيم، ومنها تحفيز الإرادة القوية للتغيير لدى العاملين في المعهد، ووجود قسم لإعداد معلمين اللغة العربية للناطقين بغيرها، وعراقة الكتاب الأساسي في المعهد، والإصدارات البحثية وقيمتها الوقتية.

وأبان عضو التدريس في قسم اللغة العربية أنه من النقاط السلبية التي اعترت المعهد في أوقات سبقت قلة الكوادر المتخصصة والإدارية، وضعف كفاءة وآلية قبول الطلاب وتقييمهم، وعدم وجود استراتيجية واضحة للمعهد، وضعف التجهيزات والبنية التحتية الخاصة بالمعهد، وضعف الحوافز المقدمة للعاملين، وضعف الأنشطة المساعدة لتواصل الطلاب مع المجتمع، وضعف آلية التواصل مع العالم الخارجي وتسويق خدمات المعهد، مفيدا بأن الخطة أبرزت بعض المخاطر، وفي المقابل بعض الفرص. وقال الحارثي إن من ضمن الأخطار تأخر المعهد عن مجاراة الجهود المتطورة لتعليم الطلاب اللغة العربية لغير الناطقين بها، كأحد أهم المخاطر المحتملة، وفقدان المعهد للجاذبية التي تدفع الطلبة والأساتذة للإقبال عليه، والتداخل في المعهد بين الصلاحيات والكليات في الجامعة، وعدم القدرة على استقطاب كفاءات متميزة وتسرب الكفاءات المؤهلة. وزاد «من أهم الفرص الموقع الجغرافي للمعهد، ودعم الدولة لبرامج الدعوة على المستوى العالمي، ودعم الدولة وإدارة المعهد من الجامعة، وإمكانية إقامة تحالفات وشراكات نظيرة ومتميزة عالميا، وإمكانية الحصول على اعترافات جديدة بشهادات المعهد، والإقبال العالمي على تعلم اللغة العربية، وكذلك وجود احتمال تكوين شبكة علاقات عامة مع القطاع الخاص لدعم المعهد».

وأبان الحارثي أن من أهداف المعهد تنوع إقبال الطلاب وزيادة أعدادهم مما سيخدم رسالة المعهد، بالإضافة إلى أهمية التعاون مع جهات تقنية متطورة لتذليل العقبات التي تواجه طالبي الدراسات العربية من غير أهلها، وأن المعهد بصدد شرح احتياجاته مع الجهات ذات العلاقة، واحتياج الجهات ذات العلاقة من المعهد، واتفق أن تكون رسالة المعهد أن مكة قبلة عالمية في تعلم اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها بتقنيات متطورة.